قد يجد الناخب الوطني جمال بلماضي نفسه مجبرا، قبيل انطلاق التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، لإعادة حساباته بخصوص منصب حراسة المرمى، في ظل تراجع مستوى الحارس الأساسي رايس وهاب مبولحي، الذي فقد الكثير من بريقه، إلى درجة جعلت محبيه يطالبون بإحالته على كرسي الاحتياط، ومنح الفرصة لمنافسه ألكسندر أوكيدجة المصنف من خيرة حراس مرمى «الليغ 1» هذا الموسم.
«الرايس»، الذي قدم مؤشرات سلبية في مباراة الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى «كان» الكاميرون بالعاصمة هراري أمام منتخب زيمبابوي، بعد أن ارتكب خطأين فادحين تسببا في ضياع فوز كان في المتناول، واصل عروضه السلبية بألوان الخضر في مباراة زامبيا بالعاصمة لوزاكا، حيث تلقت شباكه ثلاثية كاملة، ولئن كان لا يسأل عن الهدفين المسجلين من علامة الجزاء، غير أنه كان قادرا حسب المختصين، على تجنب تلقي الهدف الثاني الذي سجله المنافس برأسية.
ولم يعد الحارس الذي سيكمل عامه 36 سنة بتاريخ 25 أفريل المقبل، يمنح الاطمئنان للخط الخلفي للمنتخب الوطني، وهو ما ظهر جليا في مباراة «الرصاصات النحاسية» الخميس الفارط، حيث كانت جل خرجاته غير موفقة، كما أن الكثيرين أعابوا عليه كيفية التعامل مع الكرات الهوائية، التي كانت مصدر إزعاج كبير.
وبات محبو المنتخب الوطني، يطالبون بإحالة مبولحي على دكة الاحتياط، خاصة وأن حارس الاتفاق السعودي يستحق خروجا مشرفا، نظير ما قدمه على مدار 12 سنة، أين حطم أرقاما قياسية ظلت صامدة لعديد السنوات، كما نصب نفسه ضمن خيرة العناصر التي دافعت عن ألوان المنتخب الوطني، ويكفي أنه شارك في مناسبتين متتاليتين في المونديال، كما توج بنهائيات كأس أمم إفريقيا.
وكان أول ظهور لخريج مدرسة مارسيليا بقميص المنتخب بتاريخ 28 ماي 2010، بالعاصمة الإيرلندية دبلن، استعدادا للمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، قبل أن يبرز بشكل ملفت للانتباه في نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، خاصة في مباراة ألمانيا التي تصدى فيها لـ10 كرات كاملة، ما جعله ينافس على لقب أفضل حارس في الدور الأول.
مبولحي حقق مسيرة حافلة مع المنتخب الوطني، حيث يمتلك في رصيده 76 مشاركة تلقى خلالها 74 هدفا (28 كلينشيت)، ولئن كانت شباكه قد تلقت 8 أهداف كاملة في آخر أربع مباريات خاضها مع الخضر، بداية بثنائية المكسيك خلال المحطة التحضيرية التي لعبت بهولندا، وصولا إلى ثلاثية زيمبابوي ذهابا وإيابا، وثلاثية زامبيا .
علما وأن شباك مبولحي استقبلت هدفين فقط طيلة نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، حيث ساهم بقسط وافر في التتويج التاريخي.
ويرى البعض أن الوقت قد حان لإحالة مبولحي على دكة الاحتياط، سيما في وجود منافس جاهز بإمكانه أن يمنح الأمان للاعبي الخط الخلفي والفريق ككل، ويتعلق الأمر بألكسندر أوكيدجة المتواجد منذ فترة مع المنتخب، غير أنه لم يحصل على فرصته، في انتظار أن ينالها بداية من لقاء الغد أمام بوتسوانا، خاصة وأن اللقاء شكلي بالنسبة للخضر، عقب ضمان التأهل إلى المحفل القاري.
ويبصم أوكيدجة على مستويات باهرة في الدوري الفرنسي، بفضل تصدياته الخرافية، إلى درجة جعلته ضمن أفضل ثلاثة حراس في كبرى الدوريات الأوروبية، وصرح أوكيدجة بأنه في انتظار فرصته مع الخضر، غير أنه يكّن في نفس الوقت احتراما شديدا لبقية زملائه، وفي مقدمتهم مبولحي الذي ظل أساسيا على مدار 11 سنة كاملة، باستثناء السنة التي قاد فيها رابح ماجر زمام العارضة الفنية، حيث قام باستبعاده، قبل أن يعيده بلماضي من الباب الواسع. سمير. ك