زطشي يبحث عن خروج - مشرّف -
تعقد صبيحة اليوم، الاتحادية الجزائرية لكرة القدم جمعيتها العامة العادية بفندق الشيراتون، في دورة ستكون بمثابة أصعب امتحان للرئيس زطشي، في محطة «الوداع» بالنسبة له ولطاقمه، لأن الأمر يتعلق بتقييم حصيلة العهدة التي قضاها المكتب الفيدرالي الحالي، مما يجعل زطشي يبحث عن تزكية الحصيلتين الأدبية والمالية، للحصول على شهادة «تبرئة الذمة» الرياضية، خاصة بعد تصاعد موجة الانتقادات.
موعد اليوم يأتي بعد مخاض عسير، لأن برمجة الجمعية العامة العادية للفاف، كانت قد تسببت في طفو قبضة حديدية إلى السطح بين المكتب الفيدرالي والوزارة، على اعتبار أن زطشي كان في بادئ الأمر، قد أصر على ضرورة المرور عبر دورة استثنائية، لتكييف القانون الأساسي قبل تنظيم الجمعية العادية، وبقي يتحجج بتعليمات الفيفا وتهديداتها، لكن الوصاية تمسكت بموقفها القاضي، بتعميم مضمون التعليمة الوزارية الصادرة بتاريخ 8 جوان 2020، والتي منعت كل الاتحاديات الوطنية على اختلاف تخصصاتها من إدخال أي تعديل على القوانين خلال السنة الإنتخابية، الأمر الذي قطع الطريق أمام «جماعة زطشي»، لتمرير المشروع الذي كانت قد أعدته، وقدمته في شكل «مسوّدة» مقترحة للوزارة، سيما وأن الكثير من بنوده كانت محل تحفظ.
إلى ذلك، فإن إعلان زطشي خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي، عن عدم الترشح لعهدة ثانية، يضعه اليوم على صفيح ساخن، لأنه سيعرض حصيلة نشاطات المكتب الفيدرالي خلال سنة 2020، في شقيها الميداني والمالي، ويبقى ملزما بالحصول على تزكية الأغلبية المطلقة، حتى يتسنى له تسوية وضعيته الإدارية، بانتزاع «تبرئة الذمة» التي لها انعكاس على مستقبل كافة أعضاء المكتب الفيدرالي في الهيئات الرياضية، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام نشاط «الكواليس»، في وجود جناح «معارض»، ما فتئ ينتقد سياسة عمل المكتب الفيدرالي المنتهية عهدته، ويعمل لأجل رفض حصيلة الفاف، مع تسجيل تحفظات بخصوص التسيير المالي، وهو المخطط الذي دفع بأعضاء من الهيئة التنفيذية للاتحادية، إلى التحرك في جميع الاتجاهات بحثا عن التزكية.
ويراهن زطشي كثيرا في موعد اليوم على «الخرجة» التي قام بها أفراد المنتخب الوطني قبل أسبوع، لما وجهوا له رسالة شكر وعرفان، ونظموا حفلا تكريميا رمزيا على شرفه، تزامنا ونهاية عهدته على رأس الفاف، لأن موقف «أبطال القارة» كفيل بإعطاء الرجل الأول في الاتحادية المزيد من الدعم، الذي سيدفع بالأغلبية المطلقة من أعضاء الجمعية العامة للمصادقة على التقريرين المالي والأدبي، وبالتالي تمكين زطشي من تسوية وضعيته الإدارية، ووضع نقطة النهاية لمسيرته على رأس الإتحادية وفق الأطر القانونية، رغم أن المعطيات الأولية تنصب جناح «رؤساء الرابطات» في خانة الحكم، بكتلة تضم 63 عضوا، وهذه المجموعة محسوبة على زطشي، بينما أصبحت تركيبة جناح «رؤساء النوادي» تتشكل من 33 عضوا، لكن الحديث عن حدوث «انقسامات» في كتلة «الرابطات» يرفع من وتيرة نشاط «الكواليس»، لأن التفكير في الخطوة الموالية انطلق قبل الأوان، وإعداد قوائم أولية لدخول معترك الانتخابات أصبح العامل الأساسي الذي يتحكم في معطيات الدورة العادية.
التقرير المالي ورقة الجناح المعارض
عمد زطشي في التقرير الأدبي الذي أرسله إلى أعضاء الجمعية العامة، وتحوز النصر على نسخة منه، إلى التركيز بالأساس على الانجاز الذي حققه المنتخب الوطني للأكابر في صائفة 2019، عند النجاح في العودة بالتاج القاري من الأراضي المصرية، لأن هذا التتويج يبقى بمثابة «الشجرة التي غطت الغابة»، ومكنت المكتب الفيدرالي الحالي، من كسب الرهان ميدانيا، لأنه إرتأى في الرسالة التي افتتح بها الحصيلة الأدبية تقييم حصيلة العهدة التي قضاها في الاتحادية عوض تقديم التقرير الخاص بسنة 2020، ولو أنه أشاد أيضا بما حققه منتخب أقل من 17 سنة، واعتبر النجاح في التأهل إلى «الكان» انجازا تاريخيا، كما عرج أيضا في ذات الرسالة، التي سيلقيها على شكل كلمة على أعضاء الجمعية العامة في موعد اليوم، على قضية مشروع تعديل القوانين وكذا تنصيب مديرية مراقبة التسيير المالي لمسايرة نظام الاحتراف، فضلا عن مشاريع الأكاديميات ومراكز التكوين التي تم تسجيلها كبديل لمشروع «فندق الفاف» الذي تم إلغاؤه.
على صعيد آخر، تبقى لغة الأرقام الأكثر إثارة للجدل في أوساط الجمعية العامة، لأن التقرير المالي للفاف لسنة 2020، والذي تحصلت النصر على نسخة مالية يشير إلى أن الاتحادية سجلت خلال العام المنصرم، عجزا في ميزانية التسيير بقيمة تقارب 54 مليار سنتيم، وذلك على خلفية تراجع المداخيل إلى 155 مليار سنتيم، بينما لامست المصاريف عتبة 210 ملايير سنتيم، جراء تقلص عائدات صفقات «السبونسور»، وهي الأرقام التي جعلت بعض الأطراف المحسوبة على جناح «رؤساء النوادي»، بقيادة رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي تتحرك لتنفيذ مخطط «رفض» الحصيلة المالية، وبالتالي إرغام زطشي وجماعته على الخروج من الاتحادية عبر النافذة.
هذا، ومن المنتظر أن يتم خلال دورة اليوم تنصيب اللجان المعنية بتنظيم الجمعية العامة الانتخابية، سواء تعلق الأمر بلجنة دراسة الترشيحات، أو نظيرتها للطعون، إضافة إلى اللجنة التي ستتكفل بعملية الجرد، لأن انتخابات تجديد المكتب الفيدرالي مبرمجة منتصف شهر أفريل الجاري، والسباق من أجل خلافة زطشي انطلق مبكرا في الكواليس.
ص/ فرطــاس