تضع مباريات الجولة الثالثة والعشرين لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، الأندية المشكلة لكوكبة الصدارة على صفيح ساخن، وذلك من خلال تنقلات جماعية للدفاع على الحظوظ خارج الديار، مع التواجد على نفس الموجة، بالنزول في ضيافة فرق تصارع من أجل تفادي السقوط، الأمر الذي من شأنه أن يكرس الوضع القائم على مستوى قمة هرم الترتيب، في محطة ستكون فيها أنظار المتتبعين مشدودة أكثر صوب القاعدة الشرقية، التي ستحتضن مباريات واعدة، يطغى عليها طابع "الديربي".
الرائد، وفاق سطيف، سيحط الرحال بمقرة لملاقاة النجم المحلي في "ديربي" مصغر لا تقبل نقاطه القسمة على إثنين، بحكم تواجد الفريقين على طرفي نقيض، إذ أن "النسر الأسود" يسعى للخروج بنتيجة إيجابية تشفع له بالمحافظة على هامش المناورة الذي يحوزه، وبالتالي مواصلة العزف المنفرد على أوتار الصدارة، لكن المهمة ليست سهلة أمام مستضيف استعاد عافيته تدريجيا في النصف الثاني من الموسم، ولا يملك أي خيار سوى الفوز، لمواصلة رحلة البحث عن مكانة في بر الأمان، بعد الخروج من رباعي المؤخرة، وهي معطيات تجعل اللقاء غاية في الإثارة والتنافس، ويبقى فيه باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه.
إلى ذلك، فإن الوصيف شبيبة الساورة سينزل في ضيافة اتحاد بلعباس، في مقابلة غير متكافئة على الورق، لأن الشبيبة تتواجد في "فورمة" عالية، وأهل الدار انهاروا كلية، بدليل "الزلزال" العنيف الذي ضرب بيت "المكرة" في الجولة الفارطة، والإتحاد سيلعب فرصة الحظ الأخير في مساعيه لتفادي السقوط، بالنظر إلى الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها منذ بداية الموسم، مما قد يتيح الفرصة لأبناء الجنوب بغية الاستثمار في هذه الوضعية، والعودة بانتصار يمكنهم من تشديد الخناق على الرائد.
من جهة أخرى، ستكون مولودية وهران على موعد مع "ديربي" ساخن بتلمسان، في مقابلة واعدة، لأن وضعية "الزيانيين" على مشارف المنطقة الحمراء تحتم عليهم وضع حد لسلسلة التعثرات المتتالية، كونهم لم يتذوقوا طعم الإنتصار في آخر 9 مباريات، وآخر فوز لهم كان بعين مليلة منذ ثلاثة أشهر، بينما يسعى "الحمراوة" لتدارك ما ضاع منهم داخل الديار، خاصة وأنهم يجيدون التفاوض في السفريات.
على صعيد آخر، ستخطف القمة التقليدية التي ستجمع شباب قسنطينة بمولودية الجزائر الأضواء في هذه الجولة، لأن "السنافر" مطالبون بالعودة إلى سكة الانتصارات، بعد الاكتفاء بتعادلين في مرحلة الإياب، وفرصة اللعب داخل القواعد تعد مواتية لتجاوز عقبة "الشناوة"، الذين خسروا رهان المغامرة القارية، وما لذلك من انعكاسات على الجانب البسيكولوجي، بعد موقعة "كازا".
باقي اللقاءات، تكتسي نقاطها أهمية بالغة في حسابات السقوط أكثر من معادلة اللقب، لأن نصر حسين داي سيستقبل شباب بلوزداد ولا خيار أمامه سوى الفوز، والمهمة ليست سهلة أمام جار أصبح مجبرا على حصر الاهتمام في منافسة البطولة، سعيا للمحافظة على تاجه، بعد الإقصاء القاري، في الوقت الذي ستلعب فيه العديد من الأندية مصيرها، كما هو الحال بالنسبة لشبيبة سكيكدة، التي ستستقبل جمعية عين مليلة في "ديربي" نقاطه مصيرية للمحليين، مادامت أي نتيجة غير الفوز ستجبر "السكيكدية" على الشروع في حزم الحقائب للعودة إلى الرابطة الثانية، بينما تبقى مأمورية أهلي البرج في تأكيد صحوته جد معقدة، وذلك بتنشيط قمة المؤخرة، والتي سيحط فيها رحاله بغيليزان، والأهلي سيعمل على الاستثمار في أزمة "الرابيد" بحثا عن المزيد من النقاط، على أمل النجاح في تحقيق "معجزة النجاة"، في حين سيكون اتحاد بسكرة على المحك بالدار البيضاء، لأن الصمود أمام نادي بارادو أمر صعب التجسيد ميدانيا.
ص / فرطاس