توحي المعطيات الأولية للجولة الرابعة والعشرين، لبطولة الرابطة المحترفة التي تجري اليوم، ببقاء دار لقمان على حالها، على مستوى قمة هرم الترتيب، بالنظر إلى المأموريات التي تنتظر ثلاثي المقدمة، حيث أن الاستفادة من فرصة اللعب داخل الديار تبقى القاسم المشترك بين «ترويكا» الصدارة، الأمر الذي يمنحها أفضلية نسبية لكسب الرهان، والخروج من هذه المحطة بانتصارات، في الوقت الذي ستكون فيه كوكبة المهددين بالسقوط على صفيح ساخن، في ظل اتساع منطقة الخطر، ورفض كل النوادي الاستسلام المبكر، بما في ذلك حامل الفانوس الأحمر أهلي البرج، الذي استعاد بصيصا من الأمل في القدرة على تحقيق «معجزة النجاة» في الثلث الأخير من الموسم.
فرائد الترتيب، وفاق سطيف، يتواجد في طريق مفتوح لتعزيز مركزه الريادي، والمحافظة على هامش المناورة الذي يفصله عن اقرب الملاحقين، كونه سيستقبل نصر حسين داي في قمة النقيضين، على اعتبار أن «النسر الأسود» يسعى لتوظيف ورقة الأرض لحصد النقاط الكاملة لهذه المقابلة، وبالتالي مواصلة قيادة القافلة، رغم ان تشكيلة «النهد» تبحث عن «مفاجأة مدوية» تمكنها من استعادة التوازن، خاصة بعد التراجع الكبير مع بداية النصف الثاني من الموسم، لأن الزوار أصبحوا يتواجدون ضمن الرباعي المعني بالسقوط، والخروج من هذه الوضعية يمر عبر صنع الحدث بعاصمة الهضاب، بكبح جماح الرائد في معقله، لتنطلق رحلة البحث عن مكانة في بر الأمان من محطة «الفوارة»، ولو أن المأمورية جد معقدة.
ما قيل عن الرائد، يمكن استنساخه على الوصيفين، لأن شبيبة الساورة ستستفيد من عامل الأرض في مواجهتها لنجم مقرة، ونقاط بشار غير قابلة للتفاوض، إلا في حالات «نادرة»، رغم أن الضيوف تحسنوا كثيرا في مرحلة الإياب، إلا أن تمردهم على المنطق في هذه السفرية مطلب صعب التجسيد ميدانيا، بينما تتواجد مولودية وهران في طريق مفتوح لتدعيم الرصيد، وفك «عقدة» التعادلات التي أصبحت تلاحقها بملعب زبانة، وذلك بتنشيط «الديربي» الثاني تواليا للقاعدة الغربية، باستقبال اتحاد بلعباس، الذي يعاني في مؤخرة الترتيب.
القمة التقليدية في هذه الجولة، سيحتضن أطوارها ملعب عمر حمادي ببلوغين، أين سيحط شباب قسنطينة الرحال بملاقاة اتحاد الجزائر، في مقابلة تبقى بطابع «خاص» للمدربين حمدي وزغدود، ويسعى من خلالها السنافر لتأكيد الصحوة، بينما سيعمل أبناء «سوسطارة» على تمرير الإسفنجة على هزيمتهم الأخيرة بالمدية، ولو أن الشباب متعود على «فعلها» في بولوغين، في الوقت الذي ستنشط فيه جمعية عين مليلة قمة واعدة، باستضافة شبيبة القبائل، في مواجهة لا تملك فيها «لاصام» أي خيار سوى الفوز للخروج نهائيا من دائرة الحسابات، أمام ضيف يبقى تركيزه منحصر على موقعة نصف نهائي كأس الكاف أكثر من البطولة الوطنية.
باقي اللقاءات، تكتسي نقاطها أهمية بالغة في حسابات السقوط، انطلاقا من قمة بسكرة، التي تضع الإتحاد المحلي أمام فرصة تدعيم الرصيد، والابتعاد نسبيا عن منطقة الخطر، خاصة وأن وداد تلمسان لم يفز في آخر 8 جولات، بينما ستكون شبيبة سكيكدة على صفيح ساخن بالشلف، في ظل تواجد الفريقين في نفس الوضعية، وأبناء «روسيكادا» أبانوا عن هشاشة كبيرة في سفرياتهم، في حين سيلعب أهلي البرج مباراة الحظ الأخير، عند استضافة نادي بارادو، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث سيجبر «البرايجية» على الشروع في حزم الحقائب.
ص / فرطاس
