تتجه أنظار متتبعي بطولة الرابطة الثانية عشية اليوم، صوب ملعب المظاهرات بشلغوم العيد، الذي سيكون مسرحا لقمة الموسم، والتي ستضع الهلال المحلي في مواجهة اتحاد عنابة، في مقابلة فاصلة في مصير لقب المجموعة الشرقية، الأمر الذي يجعلها بنكهة "النهائي"، بينما تبقى معادلة السقوط بمعطيات تنصب شباب أولاد جلال وجمعية الخروب، في خانة أكبر المرشحين لإكمال عقد النازلين إلى قسم ما بين الرابطات، والمواجهة المباشرة بين الفريقين، ستحدد آليا هوية صاحب التذكرة الثالثة على متن قطار السقوط.
"نهائي اللقب" بشلغوم العيد، يضع الثنائي الذي مازال معنيا بحسابات اللقب على المحك، لأن الموسم أدرك محطاته الأخيرة، وفرص تدارك التعثرات لم تعد متاحة، مما يجبر كل طرف على لعب كل أوراقه وطرحها للرهان، ولو أن الهلال يحوز على أفضلية نسبية تتمثل في فارق النقطتين، فضلا عن الاستفادة من عامل الأرض، لكن ذلك لا يقضي على آمال إتحاد عنابة، لأن ميزة هذا الموسم الاستثنائي تبقى في "تمرد" الزوار على كرم الضيافة، بتسجيل الكثير من الانتصارات خارج القواعد، في ظل اعتماد قرار اللعب في غياب الجمهور، تطبيقا لإجراءات "البروتوكول" الصحي، دون تجاهل معطيات المباراة، والتي تلزم كل فريق بتفادي الهزيمة، قبل التفكير في الخروج من هذه القمة بالنقاط الثلاث.
هذه المعطيات، تبقي مصير لقب المجموعة الشرقية، معلقا على آداء كل طرف طيلة 90 دقيقة، لأن هلال شلغوم العيد يسعى لاستغلال فرصة اللعب داخل الديار لتحقيق فوز سيكون بوزن "اللقب"، على اعتبار أن هذه النتيجة ستكون كافية لأبناء "الشاطو"، من أجل حسم الأمور قبل الجولة الختامية، والشروع في التفكير في دورة "البلاي أوف"، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة أمام ضيف، سيلعب بدوره كامل حظوظه في هذه المقابلة، مادامت الهزيمة ستقضي نهائيا على آمال "الطلبة" في الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، ولو أن نتيجة التعادل لا تكف العنابيين للاطمئنان على تذكرة المرور إلى دورة "الصعود" بين أبطال الأفواج الثلاثة، لأن انتهاء هذا "النهائي" دون فائز سيطيل "السيسبانس"، بخصوص مصير اللقب إلى غاية الجولة الأخيرة، مع احتفاظ الهلال بأفضلية فارق نقطتين.
قمة شلغوم العيد، تضع الفريقين تحت ضغط رهيب، لأن أمر الموسم سيتحدد في مقابلة واحدة، وموعد اليوم سيكون بمعطيات مكشوفة، لأن أبناء "الشاطو" يسعون لتوظيف أفضلية الأرض لكسب الرهان، وحسم الأمور قبل جولة إسدال الستار بأم البواقي، والرهان في ذلك أن الهلال يبقى من الأندية، التي لم تنهزم بملعبها منذ بداية الموسم الجاري، ويقاسمه في ذلك الجار نادي التلاغمة، بينما انهزمت باقي الفرق داخل القواعد ولو مرة واحدة، كما هو الحال بالنسبة لإتحاد عنابة، الذي كان قد سقط بميدانه أمام هلال شلغوم العيد في موقعة الذهاب، وهي النتيجة التي كان لها تأثير كبير على معطيات البطولة في منعرجها الأخير، لأن نتيجة التعادل تبقي الأفضلية للهلال، الذي يبقى مطالبا بتفادي الهزيمة في آخر لقائين لترسيم تتويجه باللقب مهما كانت نتائج منافسه، بينما يمر اعتلاء أبناء "بونة" المنصة عبر التمرد على المنطق في قمة اليوم، لقلب الطاولة أو تفادي الهزيمة بشلغوم العيد وانتظار "هدية" رياضية من اتحاد الشاوية في جولة الختام، ولو أن هذه المواجهة ستكون "مغلقة"، وقد تلعب على جزئيات صغيرة سيما وأنها تضع الهلال، صاحب أقوى خط هجوم، بقيادة الهداف يدادان في مواجهة أقوى خط دفاع، على اعتبار أن الدفاع العنابي، لم يتلق سوى 7 أهداف منذ بداية الموسم.
على صعيد آخر، تلقي حسابات تفادي السقوط بظلالها على مقابلتين من هذه الجولة، لأن مولودية العلمة، مازالت تبحث عن انتصار لترسيم البقاء والخروج نهائيا من دائرة الحسابات، وسفريتها على قسنطينة تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، في ظل دخول تشكيلة "الموك" في عطلة مسبقة، لكن وضعية "البابية" تبقي على بصيص من الأمل في القدرة على تحقيق معجزة "النجاة"، بالنسبة لشباب أولاد جلال وبدرجة أ قل لجمعية الخروب، وهو الثنائي الذي سينشط قمة المؤخرة، بأرجل في أولاد جلال وآذان مصوبة إلى قسنطينة تترقب تعثر العلمة، والانهزام أو التعادل سيحرق آخر الأوراق.
ص / فرطــاس