الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق لـ 18 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

المدرب السابق للمنتخب الوطني للزوارق الشراعية بوحجيرة للنصر

الجزائر بسطت هيمنتها قاريا وبإمكانها المنافسة عالميا
  قادرون على الفوز بميداليات أولمبية لو يتوفر الدعم اللازم
أكد المدرب السابق للمنتخب الوطني للزوارق الشراعية منار بوحجيرة، أن النخبة الوطنية بسطت سيطرتها إفريقيا، وقادرة على منافسة نظيرتها الأوروبية ونيل ميداليات أولمبية في حال توفر الإمكانيات ووسائل العمل، مرجعا في حواره مع النصر قرار الاستقالة من منصبه إلى ظروف عائلية ألزمته على الانسحاب والتواجد بقرب عائلته بسكيكدة، رغم أنه ضمن تأهله رفقة رياضية من وهران إلى الألعاب الأولمبية بطوكيو.
حاوره: كمال واسطة

*أعلنت مؤخرا استقالتك من تدريب المنتخب الوطني للزوارق الشراعية، بعد عشر سنوات كاملة قضيتها في هذا المنصب، إضافة إلى أنك ضمنت التأهل إلى الألعاب الأولمبية رفقة رياضية من وهران، ولكنك فرطت في هذا الإنجاز الذي يحلم به كل مدرب، هل لك أن توضح لنا الأسباب ؟
نعم، التواجد في منافسة عالمية بحجم الألعاب الأولمبية، يبقى حلم أي مدرب أو رياضي، لكن بسبب ظروف عائلية قاهرة، اضطررت لتقديم استقالتي لرئيس الاتحادية الجزائرية للزوارق الشراعية، بعد عشر سنوات كاملة قضيتها مع المنتخب الوطني، بداية من 2012 إلى غاية ماي 2021، لأنني وجدت نفسي في وضعية صعبة، ويستحيل المواصلة، بالنظر إلى ابتعادي عن العائلة في كل مرة لفترة تزيد عن 15 يوما على الأقل، فلو وضعت في ظروف مريحة، من خلال توفير مسكن بالعاصمة، لأكملت مهمتي، على العموم ما يمكن القول أنني عملت بإخلاص، ووضعت خبرتي في مصلحة المنتخب، وساهمت في رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية، وربما قد يأتي يوما وأعود فيه للمنتخب في حال تحسنت الظروف العائلية.
*هل من الممكن، أن تحدثنا عن الإنجازات التي حققتها مع المنتخب الوطني طيلة فترة إشرافك عليه؟
الحمد لله، كانت تجربة أصفها بالناجحة، حيث نلت عدة ألقاب عربية وإفريقية، وكنا في كل مرة نبسط سيطرتنا على المستوى القاري، من خلال حصد أكبر عدد من الميداليات، أبرزها الفوز ببطولة إفريقيا سنة 2019 في تونس، حيث تحصلنا على 12 ميدالية، منها 6 ذهبية و2 فضية و4 برونزية، وهو ما مكننا من تحطيم الرقم القياسي، المسجل من قبل في بجاية سنة 2014 (11 ميدالية)، وقبلها توجنا ببطولة إفريقية في الجزائر العاصمة سنة 2015 ، وهي أول مرة في تاريخ الجزائر يتأهل المنتخب الوطني إلى الألعاب الأولمبية، التي جرت في ريو دي جانيرو في 2016.
كما فزنا بالبطولة الإفريقية في مصر، بعد أن تواجد ثلاثة عناصر من سكيكدة فوق «البوديوم»، وهم بريغت عماد، الذي احتل المرتبة الأولى، ونال الميدالية الذهبية، وبودرومة رامي، الذي تحصل الميدالية الفضية، فيما جاء بن ناقة إسلام في المرتبة ثالثة، وتوج بالميدالية البرونزية، وهو ما مكننا من التأهل في 2018 إلى البطولة العالمية للشباب في بيونس أيرس في الأرجنتين، عندها شاركت كمدرب وطني رفقة بريغت عماد كرياضي، كما تواجدنا في الألعاب الإفريقية للشباب في العاصمة سنة 2018، ولحسن الحظ أن رياضيين من نادي سكيكدة فازا بميدالية ذهبية، وبالنسبة للبطولة العربية في مصر 2019، فقد نال فيها بودرومة رامي مرتبة ثالثة أكابر، وميدالية ذهبية لصنف أقل من 19 سنة، وهي أخر بطولة قبل ظهور وباء كورونا.
*بعد انسحابك من المنتخب الوطني، عدت للميدان لتشرف على تدريب نادي مدرسة الزوارق الشراعية والرياضات المائية لولاية سكيكدة، هل لك أن تحدثنا عن ظروف العمل بعد جائحة كورونا ؟
أريد الإشارة أولا، أن رياضة الملاحة الشراعية معروفة بسكيكدة منذ الثمانينات، وكونت عدة أبطال في هذا الاختصاص، منهم من توج على الصعيد الإفريقي، و العربي، والمحلي، كما أنهم حققوا نتائج جد مرضية، حيث نجحوا في تشريف الولاية، وحملوا الراية الوطنية في المحافل الدولية، وهم على التوالي بن ناقة إسلام و بودرومة رامي و حروز أنيس و بودرومة سامي و ومرواني قيس، الذي ينشط حاليا في فئة الأكابر مع المنتخب الوطني، وأنا أقوم بتأطيرهم كمدرب وكمدير تقني.
وأما بالنسبة لعودتنا للتدريبات، فقد كانت صعبا نوعا ما بسبب جائحة كورنا، التي كانت سببا في توقف المنافسات الدولية والوطنية، لكن الحمد لله بعد قرار وزارة الشباب والرياضة السماح لرياضيي النخبة الوطنية بالتحضير للمواعيد القادمة، شرعنا في التدريبات تحسبا للبطولة الوطنية، أو ما تسمى «تاست ايفانت» بوهران، التي بدأت أمس وتمتد إلى غاية 3 جويلية، وهي الدورة المؤهلة لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وسنشارك في هذه المنافسة بستة رياضيين.
*كم عدد المنخرطين في نادي الزوارق الشراعية الذي تشرف على تدريبه حاليا ؟
النادي يضم حاليا حوالي 50 منخرطا، كما يضم أيضا عدة اختصاصات من بينها الملاحة الشراعية، مدرس السباحة، وفرع كرة الطائرة الشاطئية، التي باتت تستقطب أعداد كبيرة من الممارسين على مستوى شاطئ العربي بن مهيدي.
*وما هي المشاكل والظروف التي صادفتكم في التدريبات ؟
تلقينا عدة صعوبات، خاصة بعد صدور قرار الوالي بغلق الشواطئ، ومنع السباحة فيها، حيث تلقينا تعليمات من مصالح الدرك بعدم دخول البحر لإجراء التحضيرات، لكن في الحقيقة أن القرار لا يشملنا لأن هناك قرارا من وزارة الشبيبة والرياضة يقضي بالسماح لرياضيي النخبة استئناف التحضيرات، كما أن قرار منع السباحة موجه للمصطافين بالدرجة الأولى، ولا يشمل الرياضيين، ولهذا تفادينا التحضير يومي الجمعة والسبت، التي يشهد فيها شاطئ العربي بن مهيدي توافدا كبيرا للمصطافين تجنبا لأي مشاكل، رغم أن ذلك تسبب في حدوث تذبذب في التدريبات.

*وماذا عن الجانب المادي ؟
قبل ذلك، أريد التأكيد أنه بحكم خبرتي المتواضعة في مجال التدريب، وما شاهدته في مختلف المنافسات العربية والإفريقية، أعتبر أن المنتخب الوطني أحسن منتخب في إفريقيا، وهذا النوع من الرياضة كما هو معلوم، يتطلب إمكانيات كبيرة، لو نتحدث عن المستوى العالمي، فإن هذا التخصص يلزمه إمكانيات، لو توفرت لرياضيينا، فإن الجزائر يمكنها أن تنافس الفرق الأوروبية وحتى الفوز بميداليات أولمبية.
أما عن الجانب المادي، فإن هذه الرياضة لم تقدم لها الإمكانيات اللازمة، خاصة وأن الإعانة المخصصة للاتحادية، والمقدرة بثلاثة ملايير سنيتم سنويا، لا يمكنها أن تكفي لتغطية كل النشاطات وتربصات المنتخب الوطني والبطولات، وعلى سبيل المثال، فإن تكلفة زورق واحد للألواح الشراعية تقدر ب 180 مليون سنتيم، ونفس الشيء للنوادي مؤخرا مدير الشبيبة والرياضة بسكيكدة زار مقر النادي وقدمت له فكرة عن أسعار القوارب، حيث يصل القارب الواحد إلى 42 مليون سنتيم، في حين بلغت قيمة الاعانة التي تحصل عليها النادي الموسم الفارط ب80 مليون سنتيم فقط، وبالتالي لا تتناسب مع النتائج التي يحققها النادي وصرنا نحرص فقط على توفير الشروط للرياضيين ليتنقلوا لإجراء المباريات أحيانا من اعانات  الأولياء ومرات عن طريق «سبونسور».
*سكيكدة تملك قاعدة صناعية بإمكانها أن تتكفل بالرياضيين عن طريق «سبونسور»، سيما وأن النادي الذي تشرفون عليه، يحقق نتائج جد مرضية هل حاولتم مع الجهات المعنية ؟
 تقدمنا بملف طلب «سبونسور» من شركة سوناطراك بسكيكدة، لكن قيل لنا بأن المديرية العامة بالعاصمة هي المسؤولة عن الأمر، وقمنا بتحويل الملف إلى العاصمة، كما قدمنا ملفا آخر للمؤسسة المينائية بسكيكدة، بعد أن وعد مديرها العام بتقديم المساعدة، لكن لحد الآن لم نلمس أي جديد في القضية، وأرى بأن هذا النوع من الرياضة مهمش مقارنة بكرة القدم، وأجدد تأكيدي أن الرياضيين لو يجدوا الدعم والتأطير اللازمين، بإمكانهم الفوز بميداليات أولمبية لأنهم يملكون طاقات وقدرات هائلة.
*ما هي طموحاتكم وأهدافكم ؟
أهدافنا واضحة، وهي المشاركة في بطولة البحر الأبيض المتوسط في وهران والألعاب الأولمبية في باريس 2024، والفوز بأكبر عدد من البطولات الوطنية والعربية والإفريقية ولما لا العالمية، أما طموحنا على مستوى النادي يبقى استقطاب عدد أكبر من الشباب لممارسة هذه الرياضة، بالإضافة إلى تربية وتكوين أجيال وأبطال والتعريف بهذا النوع من الرياضة.
*هل من كلمة ختامية ؟
أشكركم على هذا الحوار، وأوجه دعوة للشباب من خلال جريدة النصر الموقرة، أن يمارسوا هذه الرياضة، ونحن مستعدون لتأطيرهم ومساعدتهم على البروز والتألق.
ك/و

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com