يراهن النادي الرياضي فتيات قسنطينة لكرة اليد، الناشط في القسم الممتاز، على الجولة ما قبل الأخيرة والأخيرة الخاصة بدورة اللقب والمقررة نهاية الأسبوع الجاري، لإنهاء الموسم في المركز الثالث، والتطلع للمشاركة في البطولة العربية، التي ستحتضنها مدينة وهران العام المقبل ممثلة عن نادي أرزيو مستضيف الدورة.
ولتجسيد هذه الرغبة التي تحولت إلى مطلب شرعي وسط النادي، تنتظر فتيات قسنطينة مقابلتان واعدتان على قدر كبير من الأهمية، ضمن دورة اللقب أمام منافسين تقليديين، وهما نادي باش جراح ونادي بومرداس أحد أقوى التشكيلات هذا الموسم، حيث تسعى زميلات زيداني لاجتيازهما بنجاح، يمنح لهن فرصة الظفر بالمرتبة الثالثة بعد أن ضاع منهن اللقب لعدة أسباب، أبرزها قلة الموارد المالية ونقص الدعم والتحفيز وعدم الاهتمام بانشغالات الإدارة واللاعبات.
وفي تصريح للنصر، وصفت رئيسة النادي السيدة خديجة فراقنة، مهمة فتياتها في موعدي نهاية الأسبوع بالصعبة، لكنها ليست مستحيلة في ظل الإصرار الجماعي، على خطف المركز الثالث الذي يعد بالنسبة إليها أضعف الإيمان، بالنظر - كما قالت - لما يملكه الفريق من قدرات وتوفر التشكيلة التي تدربها فراقنة رفقة المدرب العمري زقار على لاعبات كثيرا ما أثبتن جدارتهن، بغض النظر عن طموحهن لتشريف الكرة الصغيرة القسنطينية، وهذا رغم قلة الإمكانيات وغياب مصادر تمويل بإمكانها أن تتكفل باحتياجات الفريق.الذي حرم حتى من تربصات كبقية النوادي المتألقة.
وانطلاقا من حرصها على وضع اللاعبات في أحسن أحوالهن، سيما النفسية، كونها تشغل أيضا منصب مدربة للنادي، لم تتوان فراقنة المعروفة بنشاطها الدؤوب في الوسط الرياضي القسنطيني، في توجيه رسالة للسلطات المحلية والجهات الوصية، لتقديم الدعم المالي الضروري والالتفاف المطلوب حول ممثل اليد القسنطينية، في ظل قيمة الرهانات المنتظرة، وتواجده أمام تحدي كبير يستوجب برأيها الكثير من التضحية وتوفير وسائل النجاح والتحفيز.
نداء رئيسة نادي فتيات قسنطينة للوقوف إلى جانب فريقها، ينم عن طموحها المتزايد لمواصلة رفع لواء يد عاصمة الشرق، بعد أن حمله فريقها لعدة مواسم، ومن ثمة الحفاظ على صفته كمشتلة حقيقية لتكوين البراعم الشابة والموهوبة، وتمويل المنتخب الوطني بعدة لاعبات دوليات، منهن عروج ليلى والعايب منال في صنف الكبريات، بالإضافة إلى بولزرق جيهان وبولحليب ميليسا لدى الوسطيات.
وفي سياق حديثها، اعتبرت فراقنة طموح المشاركة في البطولة العربية القادمة بوهران مشروعا، بالنظر لمكانة النادي في المشهد الرياضي النسوي، ما تعكسه مشاركته المشرفة في دورة صفاقس بتونس عام 2018، عندما أنهى الفريق القسنطيني الدورة في المركز الرابع، فيما ظفرت الوسطيات باللقب الوطني سنة 2019 عن جدارة واستحقاق. كلها عوامل من شأنها -كما قالت-أن تبعث روح التنافس في نفوس رفيقات الدولية السابقة نريمان زيداني، العازمات على تفادي إجهاض حلم المرور لدورة وهران، من خلال حمل مشعل التحدي أمام باش جراح وبومرداس، وتأكيد أحقيتهن في أداء مشوار مميز في البطولة رغم تضييعهن اللقب.
وفي هذا الصدد يتمنى القائمون على تسيير هذا الفريق التفاتة من السلطات لأجل تحفيز اللاعبات قبل هذا المنعرج الهام، خاصة وأن نتائج الفريق المشرفة تستحق أن تواكبها تشجيعات ودعم من كل الغيورين ومحبي "اليد" في مدينة الصخر العتيق.
كريم.ك