• حققنا حلما انتظرته «الحمراء» 33 سنة
إعتبر مهاجم حمراء عنابة محي الدين مراح نجاح الفريق في اقتطاع تأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية، بمثابة أغلى هدية يمكن تقديمها للجمهور العنابي في هذه المرحلة، خاصة بعد إخفاق الفريق الأول للمدينة في تجسيد حلم العودة الى حضيرة الاحتراف.
مراح، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن المأمورية لم تكن سهلة، لكن الثقة في النفس والامكانيات كانت ـ حسبه ـ أبرز سلاح تمت المراهنة عليه في اللحظات الحاسمة، مؤكدا على ان تاريخ «الحمراء» كان أكبر حافز للاعبين من أجل بذل قصارى الجهود لتحقيق الصعود، ولو انه ألح على ضرورة المحافظة على المكسب المحقق، في رحلة بحث الكرة العنابية عن مكانة في أعلى المستويات على الصعيد الوطني
في البداية، ما تعليقكم على الإنجاز المحقق، باقتطاع تأشيرة الصعود إلى الوطني الثاني؟
الصعود لم يكن هدية تلقيناها، بل كان ثمرة عمل جبار قمنا به على مدار موسم كامل، لأن المهمة كانت في غاية الصعوبة منذ بداية المنافسة، ولعب بطولة مصغرة من 14 جولة قلص من فرص تدارك التعثرات، الأمر الذي أجبرنا على الدخول مباشرة في صلب الموضوع، وقد انهينا النصف الأول من الموسم أبطالا، بفارق 4 نقاط عن أقرب الملاحقين، لكن فترة الفراغ التي مر بها فريقنا مع انطلاقة مرحلة الإياب كادت أن تكلفنا غاليا، خاصة بعد الهزيمة التي تلقيناها في عقر الديار أمام نصر الفجوج، والتي كانت أهم منعرج في حسابات الصعود، سيما وأنها جاءت بعد سلسلة من التعثرات خارج الديار، بعد الاكتفاء بحصد نقطتين فقط في الجولات الأربعة الأولى من مرحلة العودة، مما أفقدنا الريادة، وأدخلنا في جملة من الحسابات المعقدة، ليكون النجاح في انهاء الموسم بثلاثة انتصارات متتالية كافيا لتنصيبنا على منصة التتويج، في ظل تعثر نصر الفجوج ونجم بني ولبان.
لكن الصعوبة كانت أكبر في مباراة السد أمام اتحاد تبسة، أليس كذلك؟
صيغة المنافسة التي تم اعتمادها هذا الموسم كانت استثنائية، وبرمجة لقاءات السد لتحديد الفرق الصاعدة كان الخيار الحتمي للتكيف مع الظروف التي فرضتها الأزمة الوبائية، لأن بطولة ما بين الجهات انطلقت في النصف الثاني من شهر مارس الفارط، وكان من المستحيل اجراء منافسة من 30 جولة، غير أن اللقاءات الفاصلة كانت النقطة السوداء الوحيدة في هذا النمط، لأن الصعود يبقى من نصيب فريق واحد، بينما يتجرع الطرف المنهزم مرارة الفشل، وهذا أمر ليس من السهل هضمه، وعليه فإن هذه المقابلات تجرى تحت ضغط نفسي رهيب، و"السيناريو" الذي سارت على وقعه مباراتنا أمام اتحاد تبسة كان المرآة العاكسة لدرجة التخوف من «النكسة»، فكان توخي الحيطة والحذر في الدفاع السبب الذي حال دون ظهور الفريقين بمستواهما المعتاد، مع قلة الفرص السانحة للتهديف، رغم أننا كنا الأفضل في الشوط الأول، وكنا قادرين على هز الشباك، لكن الأمور الميدانية أجبرتنا على الانتظار إلى غاية الدقيقة الأخيرة لتسجيل هدف الفوز والصعود .
هل لنا أن نعرف سبب رفضك تنفيذ ضربة الجزاء، سيما وانك متعود على ذلك؟
عند إعلان الحكم بوكواسة عن ضربة الجزاء اقترب مني المدرب رابط وطلب مني التكفل بعملية التنفيذ، لأنني كنت طيلة الموسم متعود على التكفل بهذه المهمة، إلا أنني اعتذرت، وأكدت له بأن وضعيتي من الناحية البدنية لا تسمح بتحمل مسؤولية أثقل، في لحظة جد حاسمة، وذلك بعد تراجع العطاء البدني، والحقيقة أنني فضلت التهرب من هذه المسؤولية، مع إتاحة الفرصة لزميل آخر أكثر جاهزية، من الجانبين النفسي والبدني، لأنني بقيت متأثرا بركلة الجزاء التي كنت قد أهدرتها في مباراة الفجوج، والتي كانت عواقبها تلقينا هزيمة بملعب شابو، كادت أن تقطع أمامنا طريق الصعود، وقد تذكرت ذلك «السيناريو» فطلبت إعفائي من تحمل المسؤولية، ليقع الاختيار على زميلي عفايفية، صاحب الخبرة والتجربة، ونجح في تسجيل هدف الفوز والصعود، ولو بصعوبة كبيرة.
وكيف تنظر إلى مستقبلك مع الفريق بعد هذا الانجاز؟
الحديث عن المستقبل أمر سابق لأوانه، لأننا مازلنا نحتفل بالإنجاز المحقق، خاصة وأنه كان بمثابة أغلى هدية نقدمها للأسرة الرياضية بالولاية، لأن كرة القدم العنابية متعطشة للأفراح، والآمال كانت معلقة على الاتحاد لتحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى، لكن خيبة الأمل كانت كبيرة، إلا أننا نجحنا في طي هذه الصفحة، وتحقيق صعود انتظرته «الحمراء» لمدة 33 سنة، والأجواء التي عشناها من خلال الاستقبال الذي حظينا به عند وصولنا إلى عنابة جعلنا نشعر بأننا فعلا أبطال، وتواجد فريقين من المدينة في القسم الثاني يتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الشبان للعب في مستوى أعلى، والوضعية الحالية تحتم على المسؤولين على قطاع الرياضة بالولاية التفكير بجدية في خارطة طريقة مستقبلية تسمح للكرة العنابية باستعادة مكانتها في حضيرة الكبار، مع تواجد ممثل آخر للولاية في الوطني الثاني.
حـاوره: ص / فرطاس