* كان من الأفضل اعتماد صيغة تمكن الأبطال من الصعود مباشرة
أشاد رئيس رابطة ما بين الجهات يوسف بن مجبر بالظروف التي جرت فيها مباريات السد، وأكد بأن النجاح في الجانب التنظيمي كان بفضل تظافر جهود كل الأطراف، ولو أن موافقة المؤسسة العمومية للتلفزيون على ضمان المرافقة لهذا الموعد ساهمت ـ حسبه ـ « في تغليب الروح الرياضية في كل اللقاءات، رغم الأهمية القصوى التي تكتسيها، وصعوبة تقبل نكسة الفشل في الصعود».
وأوضح بن مجبر، في حوار خص به النصر بأن اللجوء إلى برمجة مباريات فاصلة لا يلقي باللوم على المكتب الفيدرالي أو الرابطة، بل كان ـ على حد قوله ـ « الخيار الذي اختاره رؤساء النوادي من اجل التكيف مع الظروف الاستثنائية التي فرضتها الأزمة الوبائية»، الأمر الذي جعله يعتبر الحديث عن موجة الانتقادات التي طفت على السطح تزامنا مع برمجة مباريات السد مجرد زوبعة في فنجان، لأن الرؤية ـ كما استطرد ـ لا بد أن تتضح بخصوص مخلفات الصعود والسقوط، وفقا للكيفيات التي تم ضبطها قبل انطلاق المنافسة.
في البداية، ما تقييمكم للموسم الكروي بعد إسدال الستار على المنافسة، وفق الصيغة الاستثنائية التي تم اللجوء إليها؟
استغل هذه الفرصة، لتوضيح الرؤية بخصوص نمط المنافسة الذي تم اعتماده، لأن الكثير من الأصوات تعالت في الآونة الأخيرة، وأصبحت توجه لنا وللمكتب الفيدرالي انتقادات لاذعة، بسبب برمجة مباريات «السد» لتحديد الفرق التي سيكون الصعود إلى الرابطة الثانية حليفها، والحقيقة أن هذا الأمر يتجاوز صلاحيات الفاف والرابطة المعنية، لأن الجميع يعلم بأن أزمة فيروس كورونا كانت قد تسببت في شلل كروي لفترة من الزمن، واللجنة العلمية كانت قد أجلت الترخيص باستئناف النشاط بالنسبة لبطولة القسم الثالث إلى غاية فيفري 2021، للسماح للأندية بالعودة إلى أجواء التدريبات وفق «بروتوكول» صحي صارم، وانطلاق البطولة كان في الأسبوع الثالث من شهر مارس الماضي، ورابطة ما بين الجهات كان لزاما عليها التكيف مع هذه المعطيات الاستثنائية، وعليه، وبعد التشاور مع الاتحادية تم تنظيم استشارة كتابية في أوساط رؤساء النوادي، مع وضع ثلاثة اقتراحات بخصوص نمط تنظيم البطولة، فكان قرار الأغلبية الساحقة باختيار النظام الذي طبقناه، والقاضي باعتماد «التفويج»، من خلال تقسيم كل مجموعة إلى فوجين، يتشكل كل واحد من 8 فرق، على أن تجرى البطولة بنظام الذهاب والإياب من 14 جولة، حتى يتسنى لنا كسب الوقت، وتدارك التأخر الكبير المسجل، لكن برمجة اللقاءات الفاصلة كانت مدرجة في الصيغة التي تمت تزكيتها، وبالتالي فإن كثرة الحديث عن هذا الخيار تبقى مجرد زوبعة في فنجان، مادامت الفرق المعنية كانت على دراية مسبقة بهذا الاجراء.
لكن الملفت للإنتباه أن مباريات «السد» كانت ناجحة، وجرت كلها في ظروف ممتازة، فهل كنتم تتوقعون ذلك؟
الحقيقة، أنني وبصفتي المسؤول الأول في الرابطة كنت جد متخوف من هذه المقابلات، لأن المتعارف عليه أن اللقاءات «الفاصلة» من الصعب ضمان تنظيمها، لأن نهايتها ستجبر أحد الطرفين على تجرع مرارة «الانتكاسة»، رغم النجاح في التتويج بلقب البطولة على مستوى الفوج، وقد عملت على عقد جلسات عمل مراطونية مع كل الأطراف التي لها صلة بالجانب التنظيمي، لتبقى أهم خطوة قطعناها في هذا الشأن الحصول على موافقة مديرية التلفزيون العمومي لضمان النقل المباشر لكل مباريات «السد»، لأن هذا الإجراء كان في نظري بمثابة المنعرج الحاسم الذي خفف من درجة المخاوف التي كانت تراودنا، على اعتبار أنه أجبر أنصار الفرق المعنية على عدم المغامرة بالتنقل، كما أن الغوص بالبث إلى الدرجة الثالثة، من خلال روبورتاجات ثم النقل المباشر لأطوار المباريات مع استوديوهات تحليلية ساهم في تحلي الجميع بالروح الرياضية، فكان النجاح باهرا، بدليل أن اللقاءات الستة جرت في ظروف ممتازة، دون تسجيل أي حادث لارياضي.
هل يعني هذا بأن هذه الخطوة، مكنت الرابطة من كسب الرهان؟
الرابطة تبقى مجرد هيئة مشرفة على تنظيم المنافسة، والمكسب الكبير في لقاءات السد كان لكرة القدم للهواة، التي خرجت من دائرة الظل بفضل اللقاءات الستة التي تم بثها على المباشر عبر التلفزيون العمومي، كما أن هذا الإجراء سمح بتسليط الأضواء على أندية صغيرة، وإتاحة الفرصة أمام الكثير من المواهب للبروز، بصرف النظر عن النتائج المسجلة، لأن الأمور سارت وفق «سيناريو» لم نكن نتوقعه، على اعتبار أن جميع الأندية التي فشلت في تحقيق الصعود تقبلت الوضع، رغم أنني شخصيا كنت أمني النفس بوجود صيغة تمكن بطل كل فوج بالصعود مباشرة، وهذا لتفادي «نكسة» الإخفاق في مقابلة واحدة، بعد تسيد البطولة على مدار موسم كامل، لكن الخيار الحتمي أجبرنا على المرور عبر هذه المحطة، بخوض سلسلة من اللقاءات الفاصلة كانت بمثابة عرس كروي، لأن تحلي كل الأطراف بالروح الرياضية ساعد على ظهور اللاعبين بمستوى فني أفضل، فكان النجاح كبيرا، وعلى جميع الأصعدة، خاصة وأننا كنا قبل كل لقاء نعمد على تنظيم جلسات تحسيسية في اجتماعات تقنية مع مسؤولي النوادي.
وماذا عن المرحلة القادمة، وهل هناك امكانية لتغيير نظام المنافسة؟
الحديث عن هذه القضية يتجاوز صلاحيات رابطة ما بين الجهات، لأننا نبقى ملزمين بالسهر على تنفيذ قرارات وتعليمات الفاف، والسهر على تطبيق القوانين المتعلقة بتنظيم المنافسة في مختلف مجالاتها، والصيغة الاستثنائية التي انتهجناها خلال الموسم المنقضي لم يكن من السهل تجسيدها ميدانيا، لولا التجاوب الكبير لرؤساء النوادي مع الاجراءات التي تم وضعها، خاصة «البروتوكول» الصحي، وتحمل تكاليف تحاليل «كوفيد 19» أسبوعيا، ونهاية المشوار بالتعرف على السداسي الصاعد على الرابطة الثانية وكذا النوادي التي كان مصيرها السقوط على الجهوي يجبرنا على الشروع من الآن في رسم خارطة الطريق تحسبا للموسم الجديد، لأن المنافسة من المحتمل جدا أن تعرف عودة العمل بالنظام المعتاد، والبطولة ستكون من 6 أفواج، يضم كل فوج 16 فريقا، وهذا النمط سيكون ساري المفعول مادامت الفاف قد رخصت لنا بإقامة مباريات السد، كما انه خلال الاجتماع الخير للمكتب الفيدرالي لم يتم التطرق الى أي قضية تخص تغيير نظام المنافسة في المستوى الثالث.
حــاوره: صالح فرطــاس