* رهاننا على نقاط الديار كان صائبا
إعتبر قائد نادي التلاغمة صلاح الدين خلفة، مشوار فريقه في بطولة الرابطة الثانية إيجابيا، وأكد بأن انهاء المنافسة في الصف الخامس يعد مفاجأة للمتتبعين، بحكم أن الفريق ليس متعودا على اللعب في هذه الحظيرة، فضلا عن وجود أندية عريقة لها خبرة طويلة في مستويات أعلى.
خلفة، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن المنافسة في المجموعة الشرقية، تحتفظ بالكثير من خصوصياتها، ولها نكهة مميزة، والخروج منها بسلام ليس بالأمر السهل، لكن سر نجاح نادي التلاغمة في التألق يكمن بالأساس ـ على حد قوله ـ « في روح المجموعة، والناتجة عن الثقة الكبيرة بين اللاعبين واللجنة المسيرة، لأن هذا السلاح، مكننا من تجاوز العقبات الكبيرة التي اعترضت طريقنا».
nكيف تقيّم مشوار الفريق في أول ظهور له في الرابطة الثانية؟
الشيء المؤكد أن تواجد نادي التلاغمة في القسم الثاني يعد انجازا تاريخيا، لأنها المرة الأولى التي يصعد فيها الفريق إلى الرابطة الثانية، لكن هذا الأمر لا ينقص من قيمة الفريق، ومعطيات الموسم الاستثنائي فرضت علينا ضغطا، في وجود منافسين اعتادوا على التنافس في مستوى أعلى، في صورة اتحاد عنابة، مولودية قسنطينة، اتحاد الشاوية، جمعية الخروب، مولودية العلمة، شباب ومولودية باتنة ودفاع تاجنانت، وهي معطيات أولية جعلت المتتبعين يصنفوننا في خانة أكبر المهددين بالسقوط، إلا أننا رفعنا التحدي، ونجحنا في تأدية مشوار مميز.
nنفهم من هذا الكلام أنكم كنتم متخوفين من شبح السقوط؟
نظام المنافسة حصر مسعى كل الأندية في ضمان البقاء، قبل التفكير في أي هدف آخر، وفريقنا كان «الأصغر»في تركيبة المجموعة الشرقية، ويقاسمنا شباب أولاد جلال في تسجيل الظهور الأول في الرابطة الثانية، لكنه يتفوق علينا من حيث الامكانيات المادية، وعليه فإن الحسابات الأولية وضعتنا ضمن قائمة المهددين بالعودة السريعة إلى القسم الثالث، غير أن حقيقة الميدان قلبت الموازين، فظهر نادي التلاغمة كواحد من أحسن الفرق من حيث المستوى الأداء الفني، وقد سرقنا الأضواء بالمردود الذي قدمناه في أغلب المباريات، الأمر الذي جعلنا ننال تقدير واحترام المنافسين والمتتبعين على حد سواء، وأصبح الجميع يتخوف من مواجهتنا، ولو أن ذلك لم يكن له أي تأثير على توازن المجموعة، لأننا حافظنا على كامل التركيز، وذلك بسد كل المنافذ التي من شأنها أن تسرب الغرور والإفراط في الثقة في نفوس اللاعبين، لأن سر النجاح يكمن بالأساس في الروح الجماعية، والأجواء السائدة بين اللاعبين والطاقم المسير، إذ أن الظروف التي وفرتها الإدارة بحسب الإمكانيات المتاحة، ساعدت على خلق جو عائلي، حفزنا كلاعبين على التضحية من أجل تمكين الفريق من ضمان البقاء بكل أريحية في الرابطة الثانية.
nلكن الملفت للإنتباه أن نجاة الفريق كانت بفضل نتائجه داخل الديار، فما سر ذلك؟
ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن الثقة التي اكتسبناها منذ المباراة الأولى بالتلاغمة أمام مولودية العلمة، ساعدتنا على تأدية مشوار ناجح، لأن عدم التفريط في نقاط «القواعد» منذ لقاء التدشين، حررنا من الضغوطات الكبيرة التي عشناها طيلة فترة التحضيرات، وبدد المخاوف من عدم القدرة على مسايرة ريتم المنافسة في أول ظهور للفريق في القسم الثاني، ولو أن التعداد الذي كنا نمتلكه كان عبارة عن مزيج بين الخبرة والطموح، ودور أصحاب الخبرة ظهر جليا في اللحظات الحاسمة، وذلك بالمساهمة في المحافظة على توازن المجموعة، وتفادي طفو مشاكل داخلية على السطح، ومستوى التشكيلة خارج التلاغمة لم يكن ضعيفا، إلا أننا كنا في أغلب الأحيان ضحية ظلم تحكيمي كبير، مما حرمنا من حصد نقاط خارج الديار، وقوتنا داخل الديار، كانت تأكيدا على أننا من أقوى فرق المجموعة الشرقية، إذ لم نتعثر سوى في مناسبتين، بالتعادل مع كل من خنشلة وعنابة، بينما فزنا في 9 مقابلات، وهو أمر قاسمنا فيه بطل الفوج هلال شلغوم العيد، لأن باقي أندية المجموعة انهزمت بملاعبها، وهذا ما ساعدنا على ضمان البقاء بكل أريحية.
nوكيف تنظر إلى مستقبلك مع الفريق؟
إمضائي لنادي التلاغمة، كانت نتيجة العلاقة الشخصية التي تربطني برئيس الفريق توفيق بوضياف، وهذه التجربة مكنتني من معايشة أجواء استثنائية في هذا النادي، لأن الامكانيات المادية لم تكن متوفرة، لكن تلاحم المجموعة فيما بينها ساعد على توقير الأجواء التي حفزتنا على العمل بجدية، على اعتبار أن اللجنة المسيرة، سعت قدر المستطاع إلى تلبية شطر من متطلبات اللاعبين، وذلك بتسديد منح المباريات بصورة منتظمة، مع دفع شطر من علاوات الإمضاء، وهو ما يستوجب رفع قبعة التحية لإدارة النادي، لأن لاعبين في أندية أخرى كانت تنافس على الصعود لم يتحصلوا على مستحقاتهم، عليه فإنني أجزم من هذا المنطلق بأنني أعطي الأولوية لنادي التلاغمة من أجل التجديد، شريطة بقاء اللجنة المسيرة الحالية، لأنها أتاحت لي الفرصة لبعث مشواري من جديد.
حــاوره: ص / فرطاس