تأكدت أمس، الحصيلة الصفرية للمشاركة الجزائرية في دورة الألعاب الأولمبية الجارية في طوكيو، بعد فشل الممثلة الأخيرة لامية معطوب في دور المجموعات في رياضة الكاراتي، عقب انهزامها في ثلاث منازلات، قبل أن تتعادل في الرابعة أمام منافسة مصرية.
وبإقصاء معطوب، التي تعد آخر رياضية جزائرية تشارك في محفل طوكيو، تكون الجزائر قد بصمت على نتائج كارثية، جعلت أهل الاختصاص يدقون ناقوس الخطر قبل أشهر قليلة، من احتضان الجزائر وبالتحديد مدينة وهران لمنافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط.وتعتبر هذه الطبعة الأسوأ بالنسبة للمشاركة الجزائرية من مجموع 14 مشاركة في تاريخ الألعاب الأولمبية، بعدما أخفق كل الرياضيين الذين دخلوا المنافسة في تجاوز الأدوار الأولى، باستثناء بعض الأسماء التي بذلت قصارى مجهوداتها في سبيل تشريف الراية الوطنية، على غرار بطل الوثب الثلاثي ياسر تريكي الذي جانب الميدالية البرونزية، والملاكمة إيمان خليف التي ضيعت هي الأخرى، ميدالية في منازلتها الأخيرة أمام إحدى البطلات المخضرمات، فيما قدم العداء عبد المالك لهولو مستوى طيبا في اختصاص جد صعب، ويتعلق الأمر بسباق 400 متر حواجز، ولئن كان قد فشل في التأهل إلى السباق النهائي.
البعثة الجزائرية المتكونة من 43 رياضيا، يتوزعون على 14 اختصاص عادت إلى أرض الوطن بخفي حنين، والأمر يتعلق ب 8 عناصر في الملاكمة، 4 في المبارزة، 3 في السباحة، الكانوي كياك والتجذيف ب 3 عناصر، 2 في الزوارق الشراعية، والبطل وليد بيداني في رفع الأثقال، والذي منعته إصابته بفيروس كورونا من المشاركة، 2 في الجيدو، 8 في المصارعة المشتركة، و8 عناصر في ألعاب القوى، مع عدم مشاركة العداءين ثابتي وسجاتي للإصابة ب"كوفيد 19"، ولو أن الاستثناء صنعه ياسر تريكي، الذي تمكن من بلوغ نهائي الوثب العالي بكل جدارة، خاصة وأنه نجح في تحطيم الرقم الوطني الذي كان باسمه. ولم تكن حصيلة الجزائر صفرية في الأولمبياد منذ 2004، حيث نجحت في أربع دورات متتالية، في كتابة اسمها ضمن جدول الترتيب النهائي للميداليات، وذلك بفضل البطل المتميز توفيق مخلوفي صاحب ذهبية لندن 2012 وفضيتي ريو دي جانيرو 2016، فيما نال عمر بن يخلف وصورية حداد، برونزيتين في ألعاب بكين 2008.
وشاركت الجزائر في 14 مرة في الألعاب الأولمبية بداية من طوكيو 1964، وحازت على 17 ميدالية من إنجاز 3 اختصاصات رياضية، والأمر يتعلق بألعاب القوى، التي حصدت 9 ميداليات منها 4 ذهبيات، 3 فضيات وبرونزيتين، ذهبية في الملاكمة و4 برونزيات، فضية وبرونزية في الجيدو، فيما خرجت من دون ميداليات في خمس طبعات سنوات 1964، 1968، 1972، 2004.ورغم تأجيل أولمبياد طوكيو بسنة كاملة، بسبب تداعيات فيروس كورونا، إلا أن النخبة الوطنية لم تستفد من ذلك، لعدة أسباب أبرزها الصراعات التي كانت تعيشها أغلب الاتحاديات الجزائرية، فضلا عن ضعف التحضير، حتى أن بعض الأبطال هددوا بالانسحاب، في ظل فشلهم في إقامة معسكرات خارج الوطن، على غرار تريكي الذي برر الخيبة، بابتعاده عن أجواء الملتقيات منذ 2019، خاصة مع حظر السفر.
وخلفت خيبة طوكيو الكثير من علامات الاستفهام، كما جعلت أهل الاختصاص، يطالبون بمحاسبة المسؤولين على الاتحاديات، خاصة وأن السلطات وفرت الإمكانيات، وهو ما أكده عديد الرياضيين خلال حواراتهم مع النصر، أين أشاروا بأن وزارة الشباب والرياضة لم تتخل عنهم رغم كل شيء، وسعت لوضعهم في أفضل الظروف، غير أن الانشقاقات الحاصلة على مستوى الاتحاديات أثرت بالسلب على الجميع، وجعلت التحضيرات لمواعيد بهذا الحجم لا تكون في المستوى. إلى ذلك، سيكون على المسؤولين الإسراع في إعادة الهيبة للرياضية الجزائرية، من خلال تحديد الأهداف المستقبلية، انطلاقا من تصحيح الأخطاء والأسباب التي جعلت الرياضة الجزائرية تعيش هذه الأزمة، والإسراع لإنقاذ الوضع، خاصة أننا على بعد أشهر فقط من الحدث الكبير الذي ينتظره الجميع، ويتعلق الأمر بالألعاب المتوسطية التي ستكون بوهران 2022، والتي تعد محطة جد مهمة من أجل إعادة الهيبة والبسمة للرياضة الجزائرية، وفي نفس الوقت ستكون موعد للتحضير للألعاب الأولمبية المقررة بباريس 2024. سمير. ك
