تخطف المباراة التي ستجمع عشية اليوم، نجم مقرة بضيفه وداد تلمسان أنظار متتبعي بطولة الرابطة المحترفة، لأنها تكتسي أهمية بالغة في حسابات تفادي السقوط، سيما وأن صراع "النجاة" احتدم أكثر في آخر منعرجات السباق، ببقاء المنافسة متواصلة بين 6 أندية، تسعى لتجنب التذكرة الرابعة على متن قطار النزول، وهذه المقابلة من شأنها أن توضح الرؤية أكثر على مستوى القاعدة الخلفية، في الوقت الذي سيكون فيه الموعد مع لقاء شكلي بين أولمبي المدية وشبيبة القبائل، في إطار تسوية رزنامة الجولة 35 من المنافسة.
قمة مقرة ستجرى بحسابات واضحة، لأن وضعية الفريقين ضمن كوكبة المهددين، تجعل "بورصة" النقاط تبلغ الذروة، مادام الفارق بين الطرفين نقطة واحدة، وعليه فإن التعثر ممنوع، لكن عامل الأرض يمنح الأفضلية للنجم، خاصة وأنه أصبح اختصاصيا في حسن التفاوض مع ضيوفه على اختلاف أوزانهم، وهذا منذ انطلاق النصف الثاني من الموسم، بدليل أنه لم يهدر في مرحلة الإياب بملعبه سوى نقطتين، مقابل نجاحه في إحراز 6 انتصارات متتالية، ومواصلة المشوار بنفس "الديناميكية" يبقى مسعى "المقراوية"، لأن عدم التفريط في نقاط ملعب بوشليق، يكفي للخروج نهائيا من منطقة الخروج، والاطمئنان على مكانتهم في الرابطة المحترفة، للموسم الثالث تواليا.
مراهنة النجم على عامل الأرض، تأتي بعد أقل من أسبوع من تضييعه فرصة إحراز أول لقب وطني في تاريخه، بعدما خسر نهائي كأس الرابطة أمام شبيبة القبائل بطريقة "هيتشكوكية"، ومباراة اليوم ستكون في طابع "نهائي النجاة"، على اعتبار أن الفوز كفيل بتعبيد الطريق أكثر نحو بر الأمان، ولو أن المهمة ليست سهلة أمام ضيف سيلعب بدوره كامل حظوظه في البقاء، وذلك بالسعي للعودة من مقرة بنتيجة إيجابية، لأن وضعية وداد تلمسان حاليا تنصبه في خانة رابع النازلين، وحصد العلامة الكاملة داخل الديار قد لا يشفع له بضمان البقاء، كما أن "الزيانيين" مجبرون على تنشيط مقابلتين حاسمتين خارج القواعد أمام منافسين من كوكبة المهددين، وهما نجم مقرة ونصر حسين داي، وحصد نقطة على الأقل في إحداهما، يبقى الشرط الأساسي لترسيم النجاة، شريطة عدم التنازل عن أي نقطة بملعبهم.
إلى ذلك، فإن الموعد سيكون هذه الأمسية مع مقابلة شكلية تجمع أولمبي المدية بشبيبة القبائل، لأن وضعية الفريقين في سلم الترتيب تبقيهما بمنأى عن كل الحسابات، بعد الابتعاد عن "البوديوم"، وضمان البقاء مبكرا، ولو أن "كناري جرجرة" أنقذ موسمه من خلال التتويج بكأس الرابطة، ليضمن مشاركته في كأس الإتحاد الإفريقي، لكن هذا الانجاز كان وراء تفجير أزمة داخلية في بيت الشبيبة، بعد تكهرب الأجواء بين الرئيس ملال والمدرب لافان، ثم العديد من الركائز، بسبب قضية مكافأة التتويج، الأمر الذي عجل برحيل التقني الفرنسي وكذا بعض اللاعبين، مما يعني بأن الفريق القبائلي، سيكمل موسمه بتعداد غالبيته من الرديف. ص/ فرطــاس
