تلقي حسابات السقوط بظلالها على معطيات الشطر الأول من الجولة 36 لبطولة الرابطة المحترفة، الذي يتضمن 6 مباريات ستجرى مساء اليوم، على اعتبار أن كوكبة المهددين ستكون على صفيح ساخن، بوجود خماسي من بين القائمة التي مازالت تتنافس من أجل تفادي التذكرة الرابعة على متن القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية، ولو أن قمة بسكرة تسرق الأضواء، حيث أن طرفيها يتواجدان في نفس الوضعية، والفوز فيها يعني مد خطوة عملاقة نحو بر الأمان، بينما يبقى سريع غليزان مرشحا لترسيم بقائه، مادام الانتصار داخل الديار على شباب قسنطينة، يكفيه للخروج نهائيا من منطقة الخطر.
من هذا المنطلق، فإن الأنظار ستكون مشدودة سهرة اليوم، صوب مركب العالية ببسكرة، أين ستقام “قمة النجاة”، والتي يستضيف فيها الاتحاد المحلي جمعية عين مليلة، في مقابلة لا تقبل نقاطها القسمة على إثنين، بحكم تواجد الفريقين في نفس الوضعية، ولو أن “خضراء الزيبان” تراهن على عامل الأرض لكسب الأفضلية، والخروج من هذه القمة بانتصار، من شأنه أن يعبد الطريق أكثر نحو البقاء، خاصة وأنها ستلعب مباراة أخرى داخل الديار مطلع الأسبوع القادم، وتستقبل جمعية الشلف، بمعطيات مشابهة لموعد هذه الأمسية، وعليه فإن مستقبل اتحاد بسكرة في الرابطة المحترفة، مرهون بحصيلته في هذا المنعرج الحاسم، والذي سيكون في عقر داره.
بالموازاة مع ذلك، فإن جمعية عين مليلة أصبحت مطالبة بالحصول على أول نقطة خارج القواعد في مرحلة الإياب، خاصة وأن التراجع الكبير الذي سجلته في النصف الثاني من البطولة، كلفها الهزيمة في جميع السفريات، مع الاكتفاء بحصد 13 نقطة فقط في 16 مقابلة، الأمر الذي أدخل “لاصام” منطقة الخطر، سيما بعد التعادل الأخير بعين مليلة أمام جمعية الشلف، والوضعية الراهنة تجبرها على ضرورة التمرد على المنطق في إحدى الرحلتين على الأقل، لأنها بحاجة إلى 5 نقاط لترسيم البقاء، والمأمورية في غاية الصعوبة سهرة اليوم ببسكرة، في لقاء سيكون بطابع خاص للمدربين لكناوي وآيت جودي، لأن لكل تقني ذكريات مع الفريق الذي سيواجهه اليوم.
على صعيد آخر، يراهن سريع غليزان على استفادته من فرصة اللعب داخل الديار، بحثا عن انتصار يكون وزنه ضمان البقاء بصفة رسمية، وذلك عند استقبال شباب قسنطينة، في مباراة أحادية الأهمية، لأن “السنافر” خرجوا مبكرا من دائرة الحسابات، وتفكير الإدارة منصب حاليا على التحضير للموسم الجديد، مع منح الفرصة لبعض العناصر الشابة لتسجيل وجودها في المباريات الأخيرة، وهو عامل كفيل بترجيح كفة “الرابيد”، الذي يمر بأزهى فترة في مشواره هذا الموسم، خاصة وأنه أحرز 17 نقطة في آخر 7 جولات، ووضعيته الحالية تجبره على مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، لأن أي تعثر قد يكلفه غاليا، على اعتبار أن هذه المقابلة هي الأخيرة له في عقر الديار، والسريع مرغم على إنهاء موسمه بتنقلين متتاليين، مما يضعه أمام فرصة الحظ الأخير، لتجنب الدخول في متاهة الحسابات.
من جهة أخرى، يبقى عامل الأرض الورقة التي يراهن عليها فريق جمعية الشلف، في رحلة البحث عن مكانة مع الكبار لموسم آخر، لأنه لا يملك أي خيار سوى الفوز داخل الديار، للخروج كلية من منطقة الخطر، مهما كانت نتائج باقي المنافسين، وتجسيد هذا الشرط ينطلق من مباراة اليوم أمام اتحاد الجزائر، خاصة بعد حرق أبناء “سوسطارة” كامل حظوظهم في انتزاع تأشيرة قارية، رغم أن “الشلفاوة” لم يتذوقوا طعم الانتصار في آخر 6 مباريات، لكنهم سجلوا 4 تعادلات متتالية، والعودة مجددا إلى سكة الانتصارات، تبقى المخرج الوحيد من دائرة الجاذبية.
إلى ذلك، سيكون نصر حسين داي على موعد مع “ديربي”، كفيل بتوضيح الرؤية أكثر حول مستقبله في الرابطة المحترفة، وهذا بالنزول في ضيافة الجار نادي بارادو، في مقابلة تعد أهم منعرج في مشوار تشكيلة “النهد”، على اعتبار أنها مطالبة بحصد الزاد كاملا، تمهيدا للقاءين المتبقيين، سيما وأنها ستنشط “نهائي النجاة” يوم السبت القادم، عند استقبال وداد تلمسان، على أن تكون خاتمة المشوار بقمة عاصمية أخرى.
أما على مستوى قمة هرم الترتيب، وإذا كانت الفاف قد حسمت في مصير تأشيرات “البوديوم” بقرار إداري، فإن الجولات الثلاثة المتبقية تضع مصير اللقب محل صراع عن بعد بين المتصدر الحالي شباب بلوزداد ووصيفه وفاق سطيف، مع حيازة أبناء “العقيبة” على أفضلية كبيرة للمحافظة على تاجهم، لأنهم بحاجة إلى 6 نقاط لكسب الرهان، مهما كانت نتائج “النسر الأسود”، وهذا المطلب يحتم على الشباب الفوز في “الديربي”، الذي سينشطه عشية اليوم أمام مولودية الجزائر.
ص / فرطــاس