أفضت جلسة العمل التي عقدها مساء أول أمس، المكتب المسير لنادي التلاغمة إلى تصنيف وضع ومستقبل الفريق في خانة "على كف عفريت"، في ظل تمسك كل أعضاء الطاقم الإداري بالانسحاب، وعدم تحمل مسؤولية تسيير شؤون النادي الموسم القادم، مع الشروع في إعداد الحصيلتين المالية و الأدبية، تحسبا لعرض جمعية عامة بعد تحسن الوضعية الوبائية، لأن برمجة أي دورة معلق في الظرف الراهن بقرار من اللجنة العلمية، تماشيا والتدابير الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا.
هذا ما كشف عنه للنصر رئيس النادي حمزة نوارة، والذي أوضح في سياق متصل، بأن جوهر الإشكال الذي اصطدمت به اللجنة المسيرة، يكمن بالأساس في عدم توفر الأموال، لأن هذا الوضع دفع ـ كما أردف ـ " برئيس فرع كرة القدم توفيق بوضياف إلى التلويح بالاستقالة مباشرة بعد نهاية الموسم المنصرم، وقد تمسك بموقفه خلال هذا الاجتماع، لأننا في حقيقة الأمر كنا نعتزم رسم خارطة الطريق تحسبا للموسم الجديد، لكننا تفاجأنا بهذا القرار، لأن المعني بالأمر اعتاد على تسيير الفريق من ماله الخاص، إلا أن ارتفاع مؤشر ديونه الشخصية، كان المبرر الذي لا يمكننا مناقشته".
رئيس نادي التلاغمة، أشار في معرض حديثه إلى أن الوضعية الحالية، نتجت عن شح مصادر التمويل خلال الموسمين الماضيين، لأننا ـ على حد قوله ـ " لم نتلق الدعم الذي يكفي لتغطية مصاريف فريق ينشط في الرابطة الثانية، ولو أننا كنا محظوظين بتقلص حجم المصاريف نسبيا، جراء تعليق نشاط الفئات الشبانية على مدار موسم كامل، غير أن إلزامية الانخراط بصنفي الأكابر والرديف في رابطة الهواة، واعتماد نفس الرزنامة رفع من تكاليف الموسم، سيما بعد اشتراط التحاليل الخاصة بفيروس كورونا في كل مباراة، لتكون تكلفة الموسم في حدود 2,5 مليار سنتيم، بينما تبقى قيمة الإعانات بعيدة عن هذا الرقم بكثير".
نوارة، ذهب في معرض حديثه إلى حد الجزم، بأنه لولا تدخل رئيس الفرع في العديد من المناسبات، بتسوية شطر من مستحقات اللاعبين وتغطية شطر من المصاريف، لاضطر نادي التلاغمة لرفع الراية البيضاء وإعلان انسحابه من البطولة في منتصف المشوار، لأننا ـ حسب تصريحه ـ " كنا قد وجهنا الكثير من نداءات الاستغاثة، وطرقنا أبواب السلطات الولائية بحثا عن القليل من الدعم المادي، لكن نداءاتنا لم تجد آذانا صاغية، بدليل أن المجلس البلدي مازال بصدد مناقشة مقترح الإعانة التي سيخصصها للفريق، والتي تبقى في حدود 200 إلى 300 مليون سنتيم، في حين تم استكمال الإجراءات الإدارية لحصة النادي من إعانة "الديجياس"، بمبلغ 130 مليون سنتيم، لتبقى حصة الفريق من دعم الولاية بقيمة 500 مليون سنتيم رهينة إجراءات إدارية، وهذه المبالغ لن تكون كافية لتسديد ما يعادل ثمن قيمة الديون المتعلقة، بفترة التسيير للموسم الماضي".
وانطلاقا من هذه المعطيات، خلص محدثنا إلى القول بأن استقالة رئيس فرع كرة القدم توفيق بوضياف، امتدت لتشمل كل أعضاء الطاقم المسير، وقد قررنا ـ كما قال ـ " "الشروع في ضبط التقريرين المالي والأدبي لعقد جمعية عامة بعد تلقي الترخيص من الوصاية، وذلك لترسيم الاستقالة الجماعية، ولو أننا أشعرنا البلدية والسلطات الولائية بهذا القرار، حتى تتخذ كل الإجراءات التي من شأنها أن تساعد على إنقاذ الفريق الموسم القادم، لأننا لن نتحمل أي مسؤولية، في ظل غياب أي مؤشر انفراج، مادام وضع القطار على السكة مقترنا بتسريح إعانات مالية، دون تجاهل قضية الديون المتراكمة على عاتق النادي". ص / فرطاس