فتح العداء عبد الكريم كرعي قلبه للنصر، وتحدث عن تتويجه بالميدالية الفضية في الألعاب البارالمبية بطوكيو، مشيرا في حواره مع النصر، بأنه تحدى الإصابة التي كانت تهدد اعتلاءه منصة التتويج، كما تطرق ابن ولاية برج بوعريريج، لنقطة التحول في مشواره الرياضي، ونتائج ذوي الهمم الرائعة، مقارنة بإخفاق الأصحاء.
كيف كان شعورك وأنت تهدي الجزائر ميدالية فضية في سباق 1500 متر؟
فرحتي لا توصف بهذا الإنجاز وذرفت الدموع، بعد نهاية السباق من شدة التأثر، خاصة وأنني خضت دورة طوكيو في ظروف جد صعبة، وكنت أخشى أن أتأثر بالإصابة التي لاحقتني مؤخرا، ولكن الحمد لله نجحت في آخر المطاف في الفوز بالميدالية الفضية، وهو ما كنت أصبوا إليه، وسطرته كهدف قبيل التنقل إلى اليابان.
هل كنت تتوقع المنافسة على إحدى المراتب الثلاث الأولى وأنت الذي تشارك لأول مرة في الألعاب البارالمبية ؟
رغم تصنيفي المتقدم وامتلاكي لرابع أفضل رقم في العالم، إلا أنني كنت أخشى من شبح الإصابات، التي عانيت منها في الأشهر الأخيرة، ولو أن ذلك لم يمنعن من التطلع لميدالية فضية على أقل تقدير، والحمد لله حققت ما كنت أصبوا إليه، بفضل التضحيات الجسام، وعقلية المحارب التي دخلت بها المسابقة، صدقوني هي مشاركتي الأولى في الألعاب البارالمبية، ولكنني أمتلك خبرة المواعيد الكبرى، بدليل أنني نائب بطل العالم في 2019، وصاحب المرتبة الرابعة في البطولة العالمية بلندن 2017، وكلها أمور وظفتها لمصلحتي في دورة طوكيو.
بالموازاة مع الفوز بالميدالية الفضية حطمت الرقم الإفريقي، ما تعليقك ؟
لعلمكم الرقم الإفريقي السابق كان بحوزتي، ورغم مشاركتي متأثرا بالإصابة، إلا أنني نجحت في تحقيق الميدالية الفضية برقم أفضل، صدقوني لقد كنت أتطلع لإنجاز أكبر في طوكيو، غير أنني حسنت رقمي في آخر المطاف بثانية واحدة.
ما هي العراقيل التي صادفتك للتحضير لدورة طوكيو ومن ساعدك على هذا التتويج ولمن تهديه ؟
أهدي التتويج لعائلتي ومدربي وللشعب الجزائري ككل، وردا عن سؤالكم، فقد واجهت بعض «المطبات» المتعلقة بتوفير الأجواء المناسبة للتحضير بولايتي برج بوعريريج، ولو أن ذلك لا يمنعني من التقدم بشكري الجزيل لوزارة الشباب والرياضة والاتحادية، إذ وقفا إلى جانبي ولم يبخلا عليّ بشيء، كما أستغل الفرصة لتوجيه عبارات الثناء لرئيس الاتحادية السابق سي محمد حشفة، الذي أعطاني الفرصة لنيل ميدالية في 2019، واعتبر ذلك نقطة تحول في مشواري الرياضي، فبفضلها باتت لدي منحة خاصة، استغليتها للاستعداد الجيد لدورة طوكيو.
ماذا عن شعورك وأنت ترى صورك وفيديوهاتك تجوب مواقع التواصل الاجتماعي ؟
لم أتوقع للحظة واحدة أن يتفاعل معي الجمهور بتلك الطريقة الرائعة، حيث جابت صوري وفيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ثناء كبير، أنا سعيد للغاية، ومثل هذه الأمور تزيدني إصرار على التألق،...لم أكن أتصور أن أحظى بكل هذا الحب، خاصة وأن هاتفي لم يتوقف عن الرنين منذ تتويجي بالميدالية الفضية، كما أن الرسائل التي وصلتني عبر «السوشيل ميديا» كانت بالآلاف، لقد سبق وأن حققت إنجازا كبيرا في بطولة العالم 2019، ولكن لم يكن لتلك النتيجة أي ردة فعل، على عكس ما هو الحال في الألعاب البارالمبية التي تحظى بالمتابعة، أعتقد بأن طريقتي في إنهاء سباق 1500 متر، بعد أن كنت متأخرا وراء ذلك التجاوب الكبير، فالكل أثنى على «الغرينتا» التي أظهرتها لإفتكاك الميدالية الفضية.
ما رأيك في حصيلة ذوي الهمم مقارنة بإخفاق الأصحاء قبل أسابيع ؟
الحصيلة المسجلة في الألعاب البارالمبية جد ايجابية، مقارنة بالمستوى المتصاعد، ففي بعض الاختصاصات المستوى قارب أو عادل الأصحاء، فعثماني اسكندر جميل، أسرع عداء جزائري ولا أحد ينافسه، كما أن حسين بتير لديه المقدرة لرفع نفس الأوزان مع الأصحاء، وبالتالي فالمشاركة الجزائرية في طوكيو كانت مميزة، ما جعلنا نحظى بثناء الشعب الجزائري الذي تفاعل مع تتويجاتنا، على العموم لا يجب أن نعدم الأصحاء بعد الإخفاق الأخير، كما لا يجب أن نزيد من معاناتهم، عقب نتائج ذوي الهمم، فلا أحد كان يمني النفس في تلك الخيبة، ولكن الظروف كانت أقوى، خاصة فيما يتعلق بالتحضيرات لهذا الموعد الكبير.
بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
شكرا على كل شيء، وصدقوني فرحتنا لا توصف بهذه الإنجازات، التي جعلت الجزائر تنافس بقوة على المستوى العالمي وليس العربي والإفريقي فقط.
حاوره: سمير. ك