نجح فريق شبيبة الساورة في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور التمهيدي الثاني «مكرر» لمنافسة كأس الاتحاد الإفريقي بعد مخاض عسير، على اعتبار أن «نسور الجنوب»، كادت أن تصطدم بإشكال قانوني جراء التوقف الإضطراري «المؤقت» لمباراة عشية أول أمس، لولا حنكة طاقم التحكيم الليبي وكذا محافظ اللقاء، لأن المقابلة كادت أن تمتد على شطرين، وفي يومين مختلفين، لكن تعامل الحكام بعقلانية مع الظروف الاستثنائية، الناتجة عن الأحوال الجوية جنّب شبيبة الساورة «معضلة» قانونية.
المباراة، والتي كانت تصب كل حساباتها الأولية في رصيد أبناء بشار، بالنظر على الفوز المحقق قبل أسبوع في نواكشوط على حساب نادي كونكورد، والطريق نحو المحطة الثانية من الدور التمهيدي «مكرر» تعبّد أكثر عقب نجاح الحمري في افتتاح مجال التسجيل في موقعة الإياب، بعد 4 دقائق فقط من انطلاقة الشوط الثاني، إلا أن المعطيات انقلبت رأسا على عقب جراء الأمطار الطوفانية التي تهاطلت، والتي حوّلت أرضية ملعب عمر حمادي ببولوغين إلى بحيرة، فأصبح انتقال الكرة من مكان لآخر أمرا مستحيلا، مما أجبر الحكم الليبي على توقيف المباراة عند الدقيقة 65، طبقا لما هو منصوص عليه في القوانين رقم 1 من لوائح الفيفا، والذي يشترط صلاحية أرضية الميدان، ويربطها بعدم تأثر تحرك الكرة بأي عائق.
توقيف المباراة جعل أسرة شبيبة الساورة، تعيش على وقع «سوسبانس» كبير، سيما وأن مسيري نادي كونكورد الموريتاني، كانوا يطالبون بالتوقيف النهائي للمقابلة، ولو أن المادة 4 من قوانين تنظيم منافسة كأس الاتحاد الإفريقي، تنص على أن التوقف الاضطراري الناتج عن رداءة الأحوال الجوية يمنح للحكم كامل الصلاحية في توقيف سلطته التقديرية، سواء لاستئناف اللعب أو توقيفه نهائيا، وإذا ما استحال إتمام المباراة في الظروف السائدة فإن المباراة تبقى نتيجتها «معلقة»، على أن يتم تأخير شطرها المتبقي إلى غاية توفر الظروف التي تساعد على الاستئناف، وذلك باستكمال الدقائق المتبقية فقط، شريطة تحمل الفريق المنظم لإجمالي مصاريف إيواء الضيوف من فريق زائر ورسميين.
حالة «السوسبانس» دامت 45 دقيقة، ولوائح الفيفا تحصر مدة الترقب في ساعة على أقصى تقدير، واستئناف المباراة كان بقرار اتخذه طاقم التحكيم والمحافظ، ورغم أن نادي كونكورد تمكن من تعديل النتيجة في آخر دقيقة من عمر اللقاء، عن طريق إدريسا تيام من ركلة جزاء، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لقطع الطريق أمام شبيبة الساورة للمرور إلى الدور القادم، وانتظار ملاقاة أحد الأندية المقصاة من دوري أبطال إفريقيا، على أن تستفيد الشبيبة من أفضلية لعب مقابلة الإياب في عقر الديار، وحادثة عمر حمادي أول أمس دفعت بالرئيس زرواطي إلى التحرك على جناح السرعة، والسعي لاعتماد ملعب 20 أوت ببشار لاحتضان المنافسة القارية، لأن رفضه كان بعد زيارة معاينة قامت بها لجنة فرعية تابعة للكاف، قادها ممثل الفاف رضا غزال.
ص / فرطــاس
