رفضت المديرية الفنية الوطنية استخراج إجازات ثلاثة مدربين تونسيين، كانت أندية من الرابطة الثانية قد تعاقدت معهم، وأودعت ملفاتهم الإدارية، وقرار الرفض كان في شكل «تعليق» إلى غاية طرح القضية من جديد على طاولة المكتب الفيدرالي، على اعتبار أن الفاف، كانت قد أدرجت في البند الخامس من التدابير التنظيمية المتعلقة ببطولة الوطني الثاني للموسم الجديد، شرطا يمنع فرق الدرجة الثانية من التعاقد مع اللاعبين والمدربين والأجانب.
هذا ما استقته النصر من مصدر جد موثوق، والذي أوضح في نفس الصدد بأن قرار المديرية الفنية مس كل من مدرب مولودية قسنطينة محرز بن علي، وفاروق الجنحاوي مدرب اتحاد خنشلة ، إضافة إلى عادل الأطرش، الذي يقود شباب تيموشنت، لكن الهيئة الوصية أبقت ـ حسب مصدرنا ـ الباب مفتوحا، سيما بعد الالتماس الذي تقدمت به الأندية الثلاثة إلى رئيس الاتحادية، من أجل الحصول على ترخيص استثنائي، يمتد إلى غاية نهاية الموسم الجاري، خاصة وأن هذا الإجراء تم اتخاذه بعد تعاقد الفرق المعنية من مدربين من جنسية تونسية.
وأضاف مصدر النصر، بأن المديرية احتفظت بملفات المدربين بن علي، الجنحاوي والأطرش على مستواها، بغية إحالة القضية للنظر فيها من جديد خلال الاجتماع القادم للمكتب الفيدرالي، وذلك في محاولة لإيجاد طريقة تسمح للأندية الثلاثة بالاستفادة من خدمات المدربين التي تعاقدت معهم إداريا، وبالتالي تجنب ملفات قد تصل أروقة للفيفا، إذا ما قرر المدربون المطالبة بتعويضات في حال فسخ العقود، وعليه فإن هذا الجانب سيكون ـ على حد تأكيد مصدرنا ـ المبرر الذي من شأنه أن يقنع عمارة بمنح تراخيص استثنائية، لكن مع الإبقاء على القرار ساري المفعول على مدار الموسم، بالنسبة لباقي الأندية.
على صعيد آخر، كشف مصدر النصر بأن المديرية الفنية أدرجت شرطا جديدا في اللوائح التنظيمية المقترنة بتسليم إجازات الطاقم الفني، يتمثل في ضرورة تواجد محضر بدني، حائز على شهادة معتمدة من الفاف ضمن الطاقم الفني لكل ناد، وإلا فإن إجازات باقي أفراد الطاقم ستبقى عالقة، ولن يتم تسليمها لمسيري الفريق، وذلك بنية إتاحة الفرصة للمستفيدين من التكوين في هذا «التخصص» للعمل ميدانيا، وتفادي الاكتفاء بوضع الشهادات المتحصل عليها في الخزانة، مادامت الاتحادية قد عمدت إلى برمجة تربصات تكوينية للمتخصصين في التحضير البدني وكذا تدريب حراس المرمى، بعدما كانت ذات الهيئة قد شرعت منذ الموسم الفارط، بنظام يلزم كل فريق من الرابطة الثانية بالتعاقد مع مدير فني، على أن يكون ملف طلب إجازة كل عنصر من الطاقم الفني مرفقا بثلاثة نسخ من العقد الإداري المبرم بين المعني وإدارة النادي، وفقا للنموذج الموحد الذي كانت المديرية قد اعتمدته.
على صعيد آخر، فإن اللافت للانتباه أن «حركية» المدربين في «الميركاتو» كانت كبيرة على مستوى الأندية المشكلة لمجموعة «وسط - شرق»، بدليل أن 6 فرق فقط احتفظت بالمدربين الذين كانوا قد أشرفوا عليها في نهاية الموسم الفارط، بينما كانت رياح التغيير قد هبت على 10 أندية أخرى، ليبقى نادي التلاغمة، بمثابة المثال النموذجي في استقرار الطاقم الفني، لأن رابح زمامطة يسجل تواجده على رأس العارضة الفنية للموسم 12، والسابع تواليا، كما جددت إدارة جمعية عين مليلة ثقتها في المدرب لكناوي، رغم تجرع «لاصام» مرارة السقوط، في حين كان التقني التونسي فاروق الجنحاوي محل ثقة إدارة اتحاد خنشلة، للموسم الثاني على التوالي، وكذلك الشأن بالنسبة لمراد كعروف مع مولودية بجاية، بينما كان النجاح في الصعود من قسم ما بين الرابطات، كافيا للإبقاء على كمال بوعصيدة وبوزيان رحماني كمدربين لحمراء عنابة وشباب برج منايل تواليا.
أما بخصوص النوادي العشرة، التي فضلت تغيير مدربيها فإن إدارة مولودية قسنطينة قررت المراهنة على الهندسة التونسية، باستقدام محرز بن علي، الذي سبق له العمل في اتحاد الشاوية وشباب باتنة، فيما ظل رئيس اتحاد الشاوية ياحي وفيا لتقاليده، بجلب مدرب «مغترب»، ويتعلق الأمر بعبد الرزاق جحنيط، الذي عمل في إنجلترا، مع تسجيل عودة كمال مواسة إلى القاعدة الشرقية من بوابة شباب باتنة، وكذا أمين غيموز الذي يشرف على تدريب شبيبة سكيكدة، في الوقت الذي انتقل فيه سفيان بوجلة إلى ورقلة، بينما اعتمدت باقي النوادي على أبناء «الدار» على غرار ياسين سلاطني في اتحاد عنابة، كتاف مع مولودية العلمة، وسيدي يخلف الذي سيقود أهلي البرج، ولو أن مصير المدرب يبقى مرهونا بالنتائج، وموجة الإقالات والاستقالات مرشحة للانطلاق مبكرا، بسبب معاناة الكثير من الفرق من نقص التحضير.
ص / فرطــاس
