غزت "موضة" التقني التونسي البطولة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، غير أن الأمور شهدت تطورا ملحوظا خلال الموسم الكروي الجديد، بعد ارتفاع عدد المدربين التونسيين إلى خمسة أسماء كاملة في الرابطة المحترفة الأولى، دون احتساب المدربين الثلاثة الناشطين في الرابطة الثانية، رغم قرار المكتب الفيدرالي، المتعلق بعدم السماح للأجانب بالعمل في بقية الأقسام، باستثناء قسم النخبة.
وأعلن فريق شبيبة القبائل عبر موقعه الرسمي على شبكة الأنترنت، عن تعيين المدرب التونسي عمار السويح للإشراف على العارضة الفنية ل"كناري جرجرة"، خلفا للمدرب الفرنسي هنري سطمبولي الذي تمت إقالته الإثنين الماضي، ليرتفع عدد التقنيين التونسيين في البطولة المحلية إلى خمسة أسماء في سابقة من نوعها، باحتساب نبيل الكوكي مدرب وفاق سطيف وقيس اليعقوبي مدرب شبيبة الساورة وخالد بن يحيى مدرب مولودية الجزائر ولطفي السليمي مدرب أولمبي المدية.
وتباينت الآراء، بخصوص الأسباب الحقيقية، وراء لجوء مسؤولي الأندية الجزائرية لخيار التقني التونسي، فهناك من يرى بأن تقاعد عدة مدربين جزائريين وابتعادهم عن ساحة التدريب، على غرار كل من إفتيسان وهدان ومهداوي وبيرة وحتى عمراني، فضلا عن وفاة البعض الآخر، في صورة سعدي وبلحوت، جعل أنديتنا المحلية تتجه إلى المدرب التونسي، الذي لا يختلف كثيرا عن نظيره الجزائري، سواء في أسلوبه التدريبي وفلسفته في العمل، أو حتى في عقليته وكيفية تعامله، وهي أمور جد مهمة للسيطرة على المجموعة، ولو أن هناك من ربط ذلك أيضا بالأسباب المادية، فالمدرب التونسي لا يتقاضى راتبا كبيرا، مقارنة بنظيره الأوروبي، وهو ما جعل غالبية فرقنا تصرف النظر عن المدرسة الفرنسية، التي كانت الوجهة الأفضل لمسؤولينا خلال السنوات الماضية.
وفضلا عن كل هذا، فإن التجربة الناجحة للمدرب نبيل الكوكي مع وفاق سطيف، شجعت أيضا أنديتنا على التعاقد مع مواطنيه، خلال الموسم الكروي الجديد، رغبة منهم في أن يسلكوا نفس درب أبناء عين الفوارة، المتألقين مع هذا التقني التونسي، حتى وإن ضيع لقب البطولة الموسم الماضي لصالح شباب بلوزداد.
وكانت «موضة» المدرب التونسي، قد انتقلت أيضا للرابطة الثانية، بعد تعاقد أندية مولودية قسنطينة واتحاد خنشلة وشباب عين تيموشنت مع كل من محرز بن علي والجنحاوي والأطرش، ولو أن الفاف قد تدخلت وقطعت الطريق أمامهم، بعد أن أكدت استحالة عمل الأجانب في أقسام أخرى دون الرابطة المحترفة الأولى.
سمير. ك