حذار ثم حذار من الإفراط في الاحتفال والاستهانة بالمنافس
حذّر الحارس الدولي الأسبق سيد أحمد محرز لاعبي المنتخب الوطني، من الاستهانة برفاق أكرم عفيف في مواجهة نصف نهائي كأس العرب، كونهم قادرين -حسبه- على خلق مشاكل كبيرة للخضر في مباراة المربع الذهبي للبطولة العربية، كما نبّه في حوار مع النصر، لضرورة طي صفحة لقاء المغرب، والتركيز على موعد سهرة الغد، مشيدا بكفاءة بوقرة، الذي تعرض لبعض الانتقادات، ومؤكدا أن الماجيك سيكون خليفة بلماضي على رأس المنتخب الأول.
كيف تعلّق على أداء الخضر في البطولة العربية والنجاح في التأهل لنصف النهائي ؟
بداية، الفرحة بالتأهل إلى المربع الذهبي كانت غامرة، خاصة وأن مباراة المغرب لم تكن سهلة، واضطرت لاعبينا لبذل مجهودات بدنية جبارة، بعد تلك المقدمة أمام منتخب مصر في ختام دور المجموعات، أنا سعيد لأن كتيبة بوقرة استطاعت الصمود رغم كل شيء، والآن هي على بعد محطتين فقط من معانقة اللقب، وما علينا سوى مؤازرة رفاق بلايلي، كما فعلنا ذلك في كل اللقاءات السابقة.
من وجهة نظرك، ما هي العوامل التي رجّحت كفة الخضر على حساب المغرب؟
هناك عدة نقاط أسهمت في تجاوزنا لعقبة منتخب المغرب المتفوق علينا من حيث الانسجام، كون عناصره تلعب جنبا إلى جنب منذ عدة سنوات، فضلا عن تتويجها بـ "الشان"، والبداية بالقراءة الجيدة للمدرب بوقرة لمجريات اللقاء، وهو ما تجلى في التبديل الذي أجراه مع انطلاق الشوط الثاني بسحب زروقي والزج بدراوي، مرورا بالعزيمة الفولاذية التي أظهرتها العناصر الوطنية في هذا اللقاء، وصولا إلى التنظيم المحكم فوق أرضية الميدان، واستغلال عامل المهارة من طرف بعض النجوم، في صورة براهيمي وبلايلي مسجل الهدف الخيالي في الأوقات الإضافية.
بوقرة رد على المنتقدين وأرشحه لخلافة بلماضي
هل كنت تنتظر تفوّق التقني الشاب بوقرة على المخضرم عموتة ؟
كل الأنظار كانت مصوبة نحو «الماجيك» في هذا اللقاء الصعب، خاصة مع بعض الانتقادات التي طالته في المباريات السابقة، والحمد لله مدربنا الوطني أبان عن قوة شخصية، بدليل أنه لم يتأثر بالكلام الذي قيل في حقه، وحضر لموعد المغرب بالشكل المطلوب، لينجح في التفوق على عموتة الذي يمتلك خبرة أكبر في الميدان، فضلا عن إشرافه على هذا المنتخب منذ عدة سنوات، وأهنئ بوقرة ولم يكن لدي شك في مؤهلاته التدريبية، كوني عملت إلى جانبه في نادي الدحيل، لقد استثمر في نقاط قوتنا، وأنا أتوقع له مستقبلا تدريبيا كبيرا، ولم لا يكون خليفة بلماضي مستقبلا.
من هي العناصر الوطنية التي لاقت إعجابك في البطولة العربية؟
الفريق ككل يبصم على مستوى رائع في البطولة العربية، ويكفي أن المجموعة قدمت مباراتين قويتين أمام منتخبي مصر والمغرب، ولو أنني أعجبت بأسماء محددة، كون تأثيرها كان أكبر، كما أنها تألقت بشكل لافت بشهادة الجميع، وأعني بالذكر كل من شتي وتوغاي ومبولحي وميرازيق وبلايلي وبراهيمي وبن دبكة، وحتى بغداد بونجاح الغائب عن آخر لقاء، أين تأكد الجميع من أهمية تواجده فوق أرضية الميدان، بالنظر إلى الأدوار التي يقوم بها، وفي مقدمتها عملية الضغط.
براهيمي استعاد بريقه وهذا الثلاثي يقترب من المنتخب الأول
من ترشح للانضمام إلى كتيبة بلماضي تحسبا لنهائيات «الكان»؟
أول العناصر المرشح انضمامها إلى المنتخب الأول ياسين براهيمي الذي استعاد مستوياته السابقة، وأكد بأنه لا يزال لديه ما يقدمه للخضر، حيث أراه من أبرز المفاجآت السارة للبطولة العربية، رفقة المدافع الشاب محمد أمين توغاي الذي يمتلك مواصفات المدافع العصري، ويكفي أنه ثبت مكانه من أول فرصة، ولم يول أي اهتمام لعامل السن، كما أن ثقته الكبيرة أدهشتني، بدليل أنه تولى تنفيذ ركلة الجزاء الأخيرة ببرودة كبيرة، وأراه المدافع المستقبلي للمنتخب، دون نسيان بن دبكة وشتي اللذين قدما بطولة مثالية، وأكدا أحقيتهما في نيل فرصة مع بلماضي.
كمدرب للحراس، ما رأيك فيما قدمه مبولحي لحد الآن وماذا عن زغبة أيضا؟
مستوى مبولحي ثابت، وهو ما مكنه من الهيمنة على مرمى الخضر لفترة طويلة وصلت 11 سنة كاملة، لقد كان في الموعد لحد الآن، بعد تصديه لضربة جزاء أمام السودان، كما كان حاسما في ركلات الترجيح أمام المغرب، بعد تصديه للركلة الرابعة التي على إثرها نجحنا في اقتطاع تأشيرة التأهل للمربع الذهبي، وعن مصطفى زغبة فأراه قادرا على تعويض مبولحي مستقبلا، لما يمتلكه من مؤهلات.
بحكم عملك في قطر منذ عام 2011، كيف تتوقع قمة المربع الذهبي أمام العنابي؟
حذار ثم حذار من الإفراط في الاحتفالات، لقد حققنا أولى المهمات فقط، في انتظار التأكيد أمام منتخب قطر، في مباراة لن تكون سهلة كما يعتقد البعض، فالمنافس تطور بشكل مذهل في آخر السنوات، وخاصة بعد قدوم المدرب الإسباني سانشيز، فضلا عن التركيبة التي يمتلكها، والمشكلة من لاعبين صاعدين، يتقدمهم المهاجمين أكرم عفيف والمعز علي، وبعض عناصر الخبرة، في شاكلة بوعلام خوخي المتميز في الخط الخلفي، أنا واثق أن بوقرة على علم بكل كبيرة وصغيرة تخص العنابي، بحكم عمله لسنوات في قطر، ولذلك سيحضر الوصفة المناسبة.
المنتخب القطري يلعب كرة عصرية وسانشيز ذكي
ألا ترى أن الخضر الأوفر حظا للعبور للمحطة النهائية ؟
عكس كل التوقعات، أتصور لقاء نديا وصعبا، خاصة وأن المنتخب القطري يتواجد في منحى تصاعدي، فبعد أول لقاءين شاقين أمام كل من البحرين (1/0) وعمان(2/1)، نجح في تسجيل نتائج كبيرة أمام العراق (3/0) والإمارات (5/0)، مع تألق بعض الأسماء الهجومية، في صورة زميل بونجاح في السد القطري أكرم عفيف، دون نسيان عامل الأرض والجمهور، ولو أن الكرة الأسيوية والخليجية لا تمتلك نفس مواصفات نظيرتها من شمال إفريقيا، القائمة على الروح العالية، على العموم، أرى الخضر في المباراة النهائية، سيما وأنهم منتشون بالتأهل الرائع أمام المغرب، والذي من شأنه أن يمنحهم جرعة معنوية كبيرة تحسبا لبقية المشوار.
ما هي نقاط قوة وضعف المنافس بالتفصيل ؟
المنتخب القطري سيكون صعب المنال، كونه متجانس، ولاعبوه ينشطون جنبا إلى جنب منذ سنوات، كما أن المدرب الإسباني سانشيز أسقط أفكاره الأوروبية على طريقة لعب العنابي، الذي لا يجب أن ننسى أنه بطل آسيا، الحذر كل الحذر من الهداف المعز علي وسرعة عفيف.
من ترشح للتتويج بلقب البطولة العربية ؟
بطبيعة الحال أرشح المنتخب الوطني، كونه يتمتع بروح معنوية كبيرة بعد لقاءي مصر والمغرب، كما أننا نعد المنتخب الأمتع في البطولة وسيكون من الصعب تجرع خسارة اللقب، ولو أن بوقرة وأشباله مشكورون على كل ما قدموه لحد الآن. حاوره: سمير. ك