أفضت التحريات الأولية التي قامت بها الرابطة الوطنية لكرة القدم للهواة إلى التأكد من سلامة الملف الطبي المودع من طرف إدارة مولودية سعيدة الخاص باللاعب سفيان لوكار، الذي وافته المنية أول أمس بملعب بوعقل، أثناء المباراة التي جمعت فريقه بجمعية وهران.
هذا ما كشف عنه للنصر ظهيرة أمس، الأمين العام لرابطة الهواة يوسف منصور، موضحا بأن الرابطة ومباشرة بعد وصول خبر وفاة اللاعب لوكار، سارعت إلى فتح تحقيق إداري بشأن الملف الطبي للاعب، خاصة بعد تداول الكثير من الأقاويل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الوضعية الصحية للاعب لوكار، والحديث من معاناته من متاعب قلبية، لكننا ـ كما استطرد ـ « ومن خلال اطلاع اللجنة الطبية على الملفات المودعة، تأكدنا بأن إدارة مولودية سعيدة كانت قد استكملت كافة الإجراءات وذلك بإخضاع اللاعب المعني وعلى غرار بقية زملائه، لمعاينة طبية، بما فيها تلك المرتبطة بأمراض القلب، بدليل أن الملف الطبي للاعب يتضمن نتائج كشوفات معمقة للقلب لدى طبي أخصائي، دون أن تتضمن أي مؤشر على معاناة اللاعب، من متاعب قلبية».
واستنادا إلى ذات المتحدث، فإن الملف الطبي المقدم يسقط فرضية معاناة اللاعب لوكار من متاعب قلبية، وأن الوثائق المقدمة تكفي ـ حسب تصريحه ـ للتأكد من قدرته على ممارسة النشاط الرياضي.
كما أكد الأمين العام للرابطة، بأن التحقيق الإداري المصغر الذي قامت به اللجنة الطبية لرابطة الهواة، كان بنية التأكد من سلامة ملف اللاعب الطبي، وبالتالي الوقوف على الوضعية الحقيقية للوثائق المقدمة، ولو أننا ـ على حد قوله ـ «نعمل على استقبال الملفات الطبية للاعبين، تحت مسؤولية طبيب كل فريق، ومع ذلك فإن اللجنة المختصة تحرص على مراقبة كل الوثائق المقدمة، قبل إعطاء الضوء الأخضر لإصدار الإجازة».
على صعيد آخر، أوضح يوسف منصور بأن اللجنة الطبية للرابطة برئاسة الدكتور حناشي، قامت بتحريات أولية بخصوص حادثة وفاة لوكار، وقد كانت ـ على حد تصريحه ـ « كل المعطيات الأولية التي تحصلت عليها قد استبعدت فرضية تعرض اللاعب لنوبة قلبية مفاجئة، على اعتبار أن رئيس اللجنة الطبية للرابطة اتصل بمناجير كوفيد، الذي كان معنيا بالتغطية الصحية لمقابلة أول أمس، بملعب بوعقل، كما تحدث أيضا مع طبيب جمعية وهران، والمعلومات التي تحصل عليها ترجح سبب الوفاة إلى تعرض اللاعب لوكار لنزيف على مستوى الرأس، في انتظار تقرير الطبيب الشرعي».
وعرج منصور في نفس الإطار، على قضية التأخر في تقديم الإسعافات الاستعجالية للاعب على مستوى الملعب، وما قابلها من حديث عن عدم توفر جهاز ضبط رجفان القلب بالملعب، وصرح في هذا الشأن قائلا: « تحريات اللجنة الطبية أكدت أن الجهاز كانت متوفر في الملعب، وكذا على مستوى سيارة إسعاف الحماية المدنية، وأن الحادثة نتجت عن اصطدام عنيف لحارس مولودية سعيدة بزميله لوكار، مما نتج عنه تعرض الحارس لحالة فقدان الوعي، الأمر الذي استوجب تغييره، في حين كان اللاعب لوكار قد أصر على مواصلة اللعب، بعد تلقيه الإسعافات الأولية، وهنا حدث ما لم ينتبه إليه الجميع، لأن اللاعب كان في وعيه، ولم يحس حينها بأي ألم، لكنه سقط فجأة بعد نحو 5 دقائق، ولوائح الفيفا تعفي اللاعبين الذين يتعرضون لإصابات خطيرة على مستوى الرأس من مواصلة اللعب، مع الخضوع لفحوصات طبية معمقة للتأكد من الحالة، فضلا عن إعفاء اللاعب المصاب من بذل أي مجهود على مدار فترة تواجده تحت المراقبة، على غرار ما حدث مع بونجاح في ربع نهائي كأس العرب».
ص / فرطــاس