يتفق الجميع أن المباراة القادمة للمنتخب الوطني أمام نظيره الإيفواري، لحساب الجولة الختامية من المجموعة الخامسة، في غاية الصعوبة لعديد الاعتبارات، أبرزها ضغط النتيجة، فرفاق محرز مطالبين بالفوز، إذا ما أرادوا الاستمرار في المنافسة القارية، ولو أن قوة المنافس أيضا ستزيد من تعقيد اللقاء، خاصة وأن منتخب الفيلة مشكل من أسماء لامعة قادرة على صنع الفارق في أي لحظة، بفضل مهارات رفاق زاها، ناهيك على قوتهم البدنية، التي قد تخدمهم في مثل الظروف التي ستلعب فيها المباراة ونعني الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.
ورغم الفرديات اللامعة المشكلة لمنتخب كوت ديفوار، على غرار مدافع مانشستر يونايتد بايلي ونجم وسط ميدان أسي ميلان فران كيسي، فضلا عن نجمي البريمرليغ زاها وبيبي، وهداف دوري أبطال أوروبا سيبستيان هالير، إلا أن هذا المنتخب لا يمتلك روح المجموعة مثل منتخبنا الوطني الذي لا يعتمد على اسم معين، بل حقق نتائجه الباهرة على مدار آخر سنوات بفضل تكاثف الجميع.
ولم يبصم أشبال المدرب باتريس بوميل على نتائج جيدة، مقارنة بما يمتلكونه من تعداد ثري، قادر على مقارعة كبرى المنتخبات العالمية، ويكفي أن هذا المنتخب الذي شرف القارة السمراء، عجز عن العبور للدور التصفوي الأخير المؤهل لمونديال قطر، حيث خسر البطاقة لصالحه منافسه المباشر منتخب الكاميرون، كما أن الفيلة لم يحققوا في مبارياتهم الأخيرة، منذ الخروج على يد الخضر في «كان» مصر 2019 نتائج ممتازة، واكتفوا بالفوز على منتخبات متواضعة، فيما تعثروا مع منتخبات تصنف في خانة الصغار في إفريقيا، والبداية بانهزامهم مع منتخب إثيوبيا بهدفين لهدف واحد، ضمن التصفيات المؤهلة ل»كان» الكاميرون، كما تعادلوا مع منتخب مدغشقر بهدف لمثله في نفس المسابقة، وخسروا بهدف لصفر مع منتخب اليابان وديا، بينما تعادلوا سلبا مع منتخب غانا وديا أيضا، فيما عجزوا عن تخطي عقبة منتخب منتخب الموزمبيق، ضمن دور المجموعات المؤهلة لمونديال قطر، حيث فرضوا عليهم هذا الأخير التعادل، ليخسروا تأشيرة التأهل لمباراة السد بانهزامهم في العاصمة ياوندي أمام منتخب الكاميرون.
ويبقى منتخب كوت ديفوار، رغم التركيبة العالمية التي يمتلكها في متناول رفاق بن ناصر، كونهم يمتلكون أفضلية نفسية على منافس الغد، عقب الفوز عليه في دورة مصر، كما أن منتخبنا يتفوق من حيث الناحية الجماعية على الفيلة الذين يعتمدون على مهارات لاعبيهم فقط، ويفتقدون لأهم جزئية في كرة القدم، وهي اللعب الجماعي، وهو ما تسبب في تعادلهم أمام منتخب سيراليون، برسم الجولة الثانية من المجموعة الخامسة بهدفين لهدفين، في مباراة كاد فيها منافسهم أن يخطف النقاط الثلاث، لولا أحسن استغلال الفرص التي أتيحت له على مدار الشوطين.
يأتي هذا، في الوقت الذي لم يجلب التقني الفرنسي باتريس بوميل أي جديد للكرة الإيفوارية منذ تسلمه زمام العارضة الفنية، حيث خسر أول رهان له وهو التأهل للمونديال، ويوجد الآن تحت ضغط نتيجة لقاء الخضر، فالخسارة والإقصاء سيبعثانه خارج أسوار المنتخب الإيفواري، وكلها أمور قد تربكه تحسبا لمباراة الغد. سمير. ك