عادت المنظومة الدفاعية للخضر لتثير المخاوف، بعد أن حرص الناخب الوطني بلماضي، منذ قدومه على بناء قاعدة خلفية قوية، وهو ما ساهم بدرجة كبيرة في النتائج المحققة على مدار الثلاث سنوات الماضية، قبل أن تتوقف مسيرة 35 مباراة دون هزيمة عند محطة غينيا الاستوائية، ثم كوت ديفوار ليغادر المنتخب من دورة الكاميرون بحصيلة سيئة، خاصة على مستوى الأرقام، بتلقي شباك الحارس وهاب رايس مبولحي أربعة أهداف كاملة، بمعدل أكثـر من هدف في كل لقاء، على عكس ما كان عليه الحال في كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، عندما اهتزت شباك الخضر في مناسبتين فقط، أمام كل من منتخبي كوت ديفوار ونيجيريا.
وارتفعت الأصوات المطالبة، بضرورة إصلاح المنظومة الدفاعية في أقرب وقت ممكن، خاصة في ظل عدم ثبات مستوى بعض العناصر في صورة بلعمري وبدران وتاهرت والظهيرين عطال وبن سبعيني، وبدرجة أقل ماندي، الذي كان الأقل سوءا من بين لاعبي الخط الخلفي، وحتى الحارس مبولحي قام بعدة تصديات، وصولا إلى لاعبي خط وسط الميدان الدفاعي، الذين يعتبرون أول العناصر المسؤولين على الجانب الدفاعي بعد المهاجمين، حيث لم يكن لا بن ناصر ولا بلقبلة ولا فغولي عند مستوى تطلعات «الكوتش»، على عكس زروقي الذي أبلى البلاء الحسن في الشوط الثاني من مواجهة كوت ديفوار، بعد أن مر جانبا في الشوط الأول، وهو أمر طبيعي بالنسبة للاعب عائد من الإصابة، كما أنه يخوض أول «كان» مع الخضر.
وفي السياق ذاته، فإن المنظومة الدفاعية التي كانت في وقت قصير يضرب بها المثل، وتعتبر أحد أبرز أسلحة المنتخب، تحولت في ظرف وجيز إلى مصدر قلق لمدرب الخضر، كيف لا وطريقة تلقي الأهداف أمام كل من غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، تؤكد وجود خلل كبير على مستوى الخط الخلفي، في ظل سوء المراقبة من جهة، والسهولة الكبيرة التي يجدها مهاجمو المنافس لاختراق دفاع الخضر، ولقطة مهاجم «الفيلة» بيبي خير دليل، عندما وجد نفسه في وضعية مريحة، قبل أن يقدم كرة على طبق للقادم من الخلف كيسي وسط حيرة الجميع.
جدير بالذكر، أن هجوم الخضر أيضا افتقد للفعالية في دورة الكاميرون على عكس «كان» مصر، لما سجل 13 هدفا، فيما اكتفى أشبال بلماضي بتوقيع هدف وحيد، رغم الكم الهائل من الفرص المتاحة والتي تجاوزت ما بين المواجهات الثلاث أكثـر من 35 محاولة، مع تضييع القائد رياض محرز ضربة جزاء.
حمزة.س