الاثنين 23 سبتمبر 2024 الموافق لـ 19 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

ذهاب الرابطة المحترفة تحت المجهر

سباق اللقب بمعطيات - مستنسخة - بين زبائن تقليديين وبسكرة المفاجأة

كرّست مرحلة الذهاب للنسخة 58 للبطولة المحترفة لكرة القدم جدلية الصراع المتواصل بين بعض الزبائن التقليديين من أجل انتزاع اللقب، وهذا منذ دخول الاحتراف حيز التطبيق قبل 11 سنة، لأن التباين في الامكانيات المادية جعل موازين القوى غير متكافئة بين الأندية، وذلك بانفصال كوكبة من الفرق هدفها دوما التنافس على "البوديوم، بينما تبقى المجموعة الأخرى تصارع من أجل المحافظة على أماكنها ضمن حظيرة "الكبار"، الأمر الذي يتجلى في انقسام سلم الترتيب إلى شطرين، في "سيناريو" مستنسخ من ذلك الذي عرفته بطولة الموسم المنصرم.

قراءة: صالح فرطاس

النصف الأول من الطبعة رقم 11 للبطولة الوطنية في عهد الاحتراف لم تشذ إفرازاته عن المألوف، لأن شباب بلوزداد مازال يتصدر المشهد، في رحلة السعي للاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة تواليا، وقد أنهى مرحلة الذهاب متقدما بأربع خطوات عن أقرب المنافسين، فريق شبيبة الساورة، وهو هامش مناورة نتج بالأساس عن سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلها أبناء "العقيبة"، ولو أنهم تراجعوا نسبيا في الربع الأخير من هذه المرحلة، لكنهم استثمروا في تعثر "نسور الجنوب" في مناسبتين داخل الديار، باكتفائهم بالتعادل في آخر لقاءين ببشار.
تتويج شباب بلوزداد باللقب الشتوي لا يضعه بمنأى عن مطاردة شرسة من الملاحقين، لأن السباق مازال طويلا، والتنافس يشتد أكثر في المنعرجات الأخيرة، من أجل الظفر بالتذاكر القارية، خاصة وأن إمكانية تعليق منافسة كأس الرابطة للموسم الجاري تبقى واردة، الأمر الذي يفسح المجال أمام رباعي الصدارة في الترتيب النهائي لنيل شرف تمثيل الكرة الجزائرية على الصعيد الإفريقي الموسم المقبل في دوري الأبطال وكأس الكاف، سيما وأن معطيات السباق أصبحت مألوفة، ولا تختلف كثيرا مع مرور المواسم، مادام الزبائن التقليديون يتمسكون بحظوظهم في الظفر بإحدى المقاعد المؤهلة إلى المنافسة القارية، والدليل على ذلك الفرق الأربعة التي كانت قد أنهت الموسم الماضي في قمة الهرم حافظت على "ديناميكية" النتائج الإيجابية، مع تبادل طفيف في المناصب، ويتعلق الأمر بالبطل شباب بلوزداد، وشبيبة الساورة، التي تحتل الوصافة هذه المرة بدلا من وفاق سطيف، الذي تدحرج إلى المركز الثالث، ويتقاسمه مع اتحاد الجزائر.
وفي سياق متصل فإن نادي بارادو يبقى وفيا لتقاليده، وذلك بالتموقع ضمن كوكبة المطاردة، رغم أن "الباك" كان قد اعتلى كرسي الريادة في بعض الجولات هذا الموسم، في حين أن شباب قسنطينة يبقى مشواره متذبذبا، لأنه كان قادرا على حجز مقعد فوق "البوديوم" لولا تراجع حصاد السنافر في المنعرج الأخير، خاصة الهزيمة بالشلف، كما أن مولودية الجزائر وشبيبة القبائل لم تسجلا نتائج ترقى إلى مستوى تطلعات أنصار كل فريق، لأن "الكناري" و"الشناوة" اعتادا في المواسم الأخيرة على المشاركة القارية، ليبقى اتحاد بسكرة بمثابة المفاجأة السارة لمرحلة الذهاب من الموسم الحالي، على اعتبار أن "خضراء الزيبان" شذت عن المألوف، وحققت نتائج فاقت كل التوقعات، مما سمح لها بانهاء النصف الأول من البطولة في المركز السابع، بعدما كانت قد قادت السباق في بعض الجولات، وهي مرتبة لم يعتد عليها "البساكرة" في مغامراتهم الأربعة السابقة في الرابطة الأولى.
صراع النجاة يحتدم والسقوط يهدد نصف التركيبة
بالموازاة مع ذلك، فإن انشطار سلم الترتيب إلى قسمين جعل النصف الثاني يصارع من أجل تفادي السقوط إلى الرابطة الثانية، لأن نظام المنافسة الذي أقرته الفاف يجعل التدحرج إلى القسم الأسفل المصير الحتمي لأربعة فرق، مما جعل الصراع يشتد بين 9 أندية تأخرت نسبيا في السبورة، وهو الوضع الذي سارت عليه المنافسة طيلة مرحلة الإياب من الموسم الماضي، حيث ظل شبح السقوط يتربص بنصف تركيبة المجموعة إلى غاية آخر جولتين من المنافسة.
والملفت للإنتباه أن وداد تلمسان استسلم مبكرا لأمر السقوط، إذ أنه لازم المركز الأخير، وظل بمثابة الحارس الأمين للقافلة من الخلف، وكأنه ينتظر التعرف على هوية مرافقيه على متن القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية، لأن حصاد "الزيانيين" في مرحلة الذهاب لم يتجاوز 10 نقاط، مما أخرهم بسبع خطوات عن عتبة النجاة، وهم الذين كانوا من أكبر المهددين بالسقوط الموسم الفارط، وانتظروا تلقي أغلى "هدية" من شبيبة الساورة في الجولة الأخيرة لضمان بقائهم، لكنهم لم يستخلصوا العبرة من ذلك الدرس، بدليل أنهم لم يفوزوا سوى في مناسبتين فقط، وبصموا على أطول مسيرة دون انتصار، وامتدت على مدار 14 مقابلة متتالية.
وفي نفس السياق فإن أولمبي المدية دخل المنطقة الحمراء دون سابق إشعار، سيما وأن أبناء "التيطري" كان قد بصموا على انطلاقة نموذجية، قبل أن ينهار الفريق منذ الجولة السادسة، فكانت عواقب ذلك تلقي 10 هزائم، جمدت الرصيد عند 14نقطة، ليتقهقر الأولمبي إلى المركز ما قبل الأخير، والوضعية ذاتها تقريبا مر بها نصر حسين داي، الذي كان قد حقق انطلاقة مقبولة إلا أنه انهار، ليدخل منطقة الجاذبية.
من جهة أخرى فإن "معركة النجاة" تبقى متواصلة بين عدة فرق اعتادت على مثل هذه الوضعيات، في صورة نجم مقرة، الذي تبقى نتائجه متذبذبة، إلا أنها أفضل من تلك التي كانت في ذهاب الموسم المنصرم، خاصة بعد النجاح في احراز انتصارين خارج الديار، وكذلك الشأن بالنسبة لجمعية الشلف التي عانت الأمرين، لكنها انتفضت في آخر جولتين من الذهاب، بفوزها خارج القواعد أمام مولودية الجزائر، ثم تجاوز عقبة الضيف شباب قسنطينة، ليقفز "الشلفاوة" من المراكز الأخيرة إلى الصف 11.
على صعيد آخر، وإذا كانت مولودية وهران قد عانت كثيرا من العقدة التي لاحقتها بملعب زبانة، فإن الصاعدين الجديدين هلال شلغوم العيد وأمل الأربعاء وجدا صعوبة كبيرة في التأقلم مع أجواء هذه الحظيرة، لأن تشكيلة "الفايكينغ" اصطدمت في بداية المشوار بقضية عدم تأهيل اللاعبين، وكذا عدم اعتماد الملعب، والنتائج تحسنت بشكل ملحوظ، خاصة خارج الديار، بينما كان لزاما على أبناء "الشاطو" انتظار الجولة السابعة لتسجيل أول هدف في الموسم، وتذوق الهلال نشوة الانتصار كان في الجولة التاسعة، ومع ذلك فإن الابتعاد بخطوتين عن أول النازلين يعد مؤشرا إيجابيا يوحي بقدرة الفريق على المحافظة على مقعده في هذا القسم لموسم آخر.
ص/ فرطــاس

أرقـام من مرحلــة الذهـــاب
• جرت خلال مرحلة الذهاب إلى حد الآن 150 مباراة من 17 جولة، في انتظار تسوية الرزنامة، انتهت 78 منها لصالح الفرق المحلية، مع نجاح الزوار في تحقيق الفوز في 31 مقابلة، وانتهاء 41 مقابلة بالتعادل.
 شهدت المقابلات التي أقيمت في مرحلة الذهاب اهتزاز الشباك في 315 مناسبة، وقد كانت حصيلة النوادي المستضيفة 196 هدفا، بينما سجل الضيوف 119 هدفا.
•  نال شباب بلوزداد أكبر عدد من الانتصارات في مرحلة الذهاب، وذلك بفوزه في 11 مقابلة، 7 منها كانت في عقر الديار، و4 خارج القواعد بينما كان وداد تلمسان صاحب أضعف حصيلة من الإنتصارات، بفوزين فقط، واحد في الجولة الأولى، والأخر عند الجولة 16.
• احتكر شباب بلوزداد الصدارة داخل وخارج الديار، في الترتيب الفرعي لمرحلة الذهاب، بحصوله على 22 نقطة بملعبه و14 نقطة خارج القواعد، في حين يبقى نصر حسين داي أضعف فريق بملعبه برصيد 6 نقاط فقط.
• ثلاثة أندية لم تتمكن من تذوق طعم الانتصار خارج الديار، ويتعلق الأمر بكل من هلال شلغوم العيد، سريع غيليزان ووداد تلمسان، حيث اكتفى كل فريق من هذا الثلاثي بتعادلين فقط في سفريات الذهاب.
. أربعة أندية لم تنهزم بملعبها من أصل 18، وهي وفاق سطيف، شبيبة الساورة، إتحاد الجزائر وشبيبة القبائل، ليبقى وداد تلمسان صاحب أكبر عدد من الهزائم بملعبه، وذلك في 5 مباريات.
•  يتقاسم إتحاد الجزائر وشبيبة الساورة الصدارة في أقوى هجوم، بتسجيل كل فريق 27 هدفا، مع نجاح شباب بلوزداد، نادي بارادو واتحاد بسكرة في تجاوز عتبة 20 هدفا، في حين يبقى هجوم وداد تلمسان الأضعف بحصيلة 8 أهداف.
• يتصدر دفاع وفاق سطيف وشبيبة القبائل لائحة أقوى دفاع، جراء تلقي 8 أهداف فقط، بينما يبقى وداد تلمسان صاحب أضعف دفاع، باهتزاز شباكه في 29 مناسبة، وفرق سريع غيليزان، نصر حسين داي، أولمبي المدية، نجم مقرة وأمل الأربعاء تلقى كل واحد منها أكثر من 20 هدفا.
. أثقل نتيجة خارج الديار كانت فوز إتحاد بسكرة على أمل الأربعاء بخماسية نظيفة في الجولة الأولى من البطولة، بينما أثقل انتصار داخل القواعد كانت انتصار شبيبة الساورة على سريع غيليزان بسداسية في محطة التدشين، في الوقت الذي تبقى فيه مباراة بارادو وشلغوم العيد الأكثر تهديفا، بتسجيل 8 أهداف، ستة منها في شباك الزوار.
• من أصل 41 تعادلا في مرحلة الذهاب انتهت 20 مباراة دون أن تهتز الشباك، وكانت أعلى حصيلة من التعادلات دون أهداف في الجولة الرابعة بأربعة تعادلات، وقد غابت هذه النتيجة عن الجولات 8، 10، 14، 15 و16.
. أطول سلسلة من الهزائم المتتالية تبقى لأولمبي المدية، الذي لم يحصد أي نقطة منذ الجولة 7 إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، بينما لم يفز وداد تلمسان في 14 مباراة متتالية، منذ انتصار جولة الافتتاح أمام نجم مقرة، إلى غاية الفوز المحقق في الجولة 16 على حساب مولودية وهران.
• فريقان فقط نجحا في التسجيل في كل المقابلات في عقر الديار، ويتعلق الأمر بنادي بارادو ومولودية الجزائر، بينما يبقى وفاق سطيف وشبيبة القبائل الأكثر محافظة على نظافة الشباك داخل القواعد، إذ تلقى كل فريق هدفين فقط بملعبه.
ص / فرطــاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com