تعود ظهيرة الغد، بطولة الرابطة المحترفة الأولى إلى النشاط بعد راحة دامت 20 يوما، خصصت بالأساس لتسوية رزنامة النصف الأول من الموسم، والاستئناف سيكون باجراء ثلثي مباريات الجولة الثامنة عشرة، لأن انشغال شباب بلوزداد، وفاق سطيف وشبيبة الساورة جعل محطة تدشين مرحلة الإياب مبتورة، وغياب الرائد الحالي ووصيفه سيبقي دار لقمان على حالها على مستوى قمة هرم الترتيب، مع إمكانية حدوث تغييرات في مناصب «البوديوم»، في الوقت الذي ستلعب فيه كوكبة المهددين بالسقوط مصيرها، خاصة بالنسبة لنصر حسين داي وأولمبي المدية.
هذه الجولة، يبقى فيها الصراع عن بعد من أجل مركز الوصافة، في ظل اطمئنان شباب بلوزداد على مشعل القيادة إلى إشعار آخر، لأن تأجيل لقاء شبيبة الساورة بغيليزان قد يجبر «نسور الجنوب» على التنازل عن برج المراقبة، على اعتبار أن ناديي بارادو واتحاد الجزائر يتوفران على حظوظ «حسابية» للقفز إلى الصف الثاني، رغم أن مهمة «الباك» ليست سهلة، لأن السفرية إلى الشلف محفوفة بالمخاطر، وحاجة أهل الدار إلى النقاط الثلاث للإبتعاد أكثر عن منطقة الجاذبية قد تحول دون نجاح «الأكاديمية» في مواصلة التألق خارج الديار، خاصة وأنها كانت قد أحرزت 5 انتصارات بعيدا عن ملعب الدار البيضاء في مرحلة الذهاب، ولو أن رحيل المدرب شريف الوزاني بعد الهزيمة الأخيرة بتيزي وزو أبقى الكثير من علامات الاستفهام مطروحة.
إلى ذلك، فإن اتحاد الجزائر سيكون على موعد مع «ديربي» عاصمي غير متكافئ على الورق، بالنظر لتواجد منشطيه على طرفي نقيض، لكن باب الاحتمالات يبقى فيه مفتوحا، لأن وضعية نصر حسين داي ضمن الرباعي المعني بالنزول تجبره على الانتفاضة والاهتداء مجددا إلى سكة الانتصارات، خاصة وأن حصاد الفريق في الجولات السبع الأخيرة انحصر في 4 نقاط، وتفادي السقوط الحر يمر عبر النجاح في تحقيق الإقلاع انطلاقا من ملعب بولوغين، رغم أن المأمورية جد معقدة، في ظل تمسك أبناء «ّسوسطارة» بحظوظهم في التنافس على اللقب، مادام الفوز في هذه المواجهة قد يشفع لهم للارتقاء إلى مركز الوصافة.
على صعيد آخر، ستكون الإثارة حاضرة بملعب زبانة بوهران، أين ستجرى القمة الكلاسيكية التي ستجمع «الحمراوة» بشباب قسنطينة، في مقابلة تكتسي نقاطها أهمية بالغة للطرفين، لأن السنافر يعيشون على وقع أزمة داخلية، بسبب مستقبل العارضة الفنية، بعد ترسيم رحيل حجار، والشباب يسعى لتدشين النصف الثاني من المشوار بنتيجة إيجابية خارج الديار، تشفع للإدارة امتصاص غليان الأنصار، مع تمكين الفريق من الأخذ بثأره من هزيمة الذهاب، والفرصة تبدو مواتية، لأن أهل الدار اعتادوا على إهدار النقاط بملعبهم، بدليل أنهم سجلوا إلى حد الآن 5 تعادلات وهزيمة بزبانة، كما أن أوضاع المولودية من الناحية الإدارية تفاقمت، بعد مقاطعة اللاعبين للتدريبات، الأمر الذي يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه.
إلى ذلك، فإن كل اللقاءات المبرمجة ليوم غد تكتسي نتائجها أهمية بالغة في حسابات السقوط، لأن مخلفات مرحلة الذهاب أسفرت عن انقسام سلم الترتيب إلى شطرين، الأول يتشكل من نصف التركيبة، ويتنافس على مقاعد «إفريقية» مع ضمان البقاء بنسبة كبيرة جدا، في حين تبقى الكوكبة المتشكلة من 9 أندية أخرى تصارع من أجل «النجاة»، وهذه المحطة تضع نجم مقرة في رواق ممتاز لمدة خطوة إضافية نحو بر الأمان، وذلك باستقباله وداد تلمسان الذي استسلم لأمر السقوط، وينتظر التعرف على مرافقيه على متن القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية، بينما ستكون مهمة أولمبي المدية في وضع حد لسلسلة الهزائم المتتالية صعبة للغاية، لأن التنقل إلى تيزي وزو قد يكلف أبناء «التيطري» الهزيمة العاشرة تواليا. ص / فرطاس
