ترشحت لمنصب المدير الفني لأن لدي ما أقدمه للكرة الجزائرية
يرى التقني عبد العالي إيريدير، أنه جدير بشغل منصب المدير الفني الوطني على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لما يمتلكه من خبرة كبيرة في هذا المجال، بعد تجربته الناجحة على مستوى إدارة المنتخبات القطرية والممتدة على مدار 15 سنة كاملة، كما أبدى ابن مدينة شلغوم العيد، استغرابه الشديد للكم الهائل من الملفات المودعة، خاصة وأن هناك أسماء غير معروفة على مستوى الساحة الكروية، إلى جانب ترشح أسماء وصفها بأنها أسهمت في إفساد الكرة الجزائرية.
*حوت قائمة المترشحين لشغل منصب المدير الفني اسمك، ما هي الأسباب التي جعلتك تفكر في إيداع ملفك ؟
أول شيء دفعني لإيداع ملف ترشحي على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، هو أهمية هذا المنصب، وإن كانت مأمورية شغله ليست سهلة، وتتطلب الكثير من المواصفات، وأنا بكل تواضع تتوفر في شخصي العديد من الشروط التي يحتاجها هذا المنصب الحساس، على العموم، لقد تلقيت مقترحا لتولي منصب المدير الفني في عهد الرئيس الأسبق محمد روراوة عام 2015، نظرا للتجربة التي أمتلكها في هذا المجال، عندما كنت مسؤولا على إدارة المنتخبات باتحادية قطر، غير أن التزاماتي الأسرية والدراسية، وعقدي الذي كان ساري المفعول مع الاتحاد القطري إلى غاية 2020 حال دون تلبية نداء الوطن، ولكن بعد العودة إلى الجزائر، وفتح مناقصة بخصوص منصب المدير الفني، رأيت بأنني مطالب بالترشح، كونه لدي ما أقدمه للجزائر، بعد كل ما اكتسبته خلال تجاربي الخارجية.
روراوة طلبني عام 2015
* كيف ترى حظوظك في الظفر بهذا المنصب وسط هذا الكم من المترشحين؟
لكي أكون صريحا معكم، هذا المنصب يثير اهتمامي كثيرا، وأرى نفسي قادرا على جلب الكثير للكرة الجزائرية، بعد الخبرة التي اكتسبتها من مشواري المهني الممتد على مدار عدة سنوات، ويكفيني أنني المدرب الوحيد الذي لديه خبرة مع المنتخبات الوطنية (منتخبات قطر) لمدة 15 سنة كاملة، ولو أن هذا قد لا يعني شيئا بالنسبة للمسؤولين على شؤون الكرة الجزائرية، فباستثناء محمد روراوة، لم يفكر أي رئيس آخر في الاستفادة من كفاءتي في مجال التكوين.
على العموم، أنا محتار للكم الهائل من المترشحين، فبعد أن ترددت أخبار عن إيداع ثلاث تقنيين فقط لملفاتهم على مستوى الاتحادية، ارتفع العدد بعدها إلى خمسة أسماء، بعد تصريحاتي برغبتي في شغل هذا المنصب، لأفاجأ ببيان الفاف بترشح 26 اسما، وهنا ليس لدي ما أقوله، رغم أنه يحق للجميع إيداع ملفاتهم، ولكن كان لزاما على الفاف تنظيم العملية، وهذا من خلال وضع شروط وامتيازات ومواصفات في الشخصيات الراغبة في شغل هذا المنصب الكبير.
تقييم اللاعبين من حيث الرواتب غير معمول به في الجزائر
* تبدو غير راض عن بعض الأسماء التي أودعت ملفات ترشحها أم ماذا؟
لست سوى مرشح، ولا يحق لي أن أرفض دخول أي شخص سباق المنافسة، ولكن 80 أو 90 بالمائة من الأسماء التي أودعت ملفات ترشحها غير معروفة بالنسبة لي كتقني جزائري، فما بالك بالنسبة للمتابعين، كما أنه توجد أسماء ساهمت في إفساد الكرة الجزائرية، وأنا مصدوم بعد إعلان نيتها لشغل هذا المنصب الحساس، الذي يتطلب أشخاصا أكفاء، قادرين بفضل خبرتهم الواسعة أن يخدموا الكرة الجزائرية التي بحاجة إلى فكر وفلسفة جديدة للنهوض بها.
*هل لك أن تحدثنا عن برنامجك وما هي مشاريعك في حال فوزك بهذا المنصب ؟
الحديث عن البرنامج سابق لأوانه، كما أنني لا أود الكشف عن مشاريعي المستقبلية قبل فوزي بهذا المنصب، لأن هناك من قد يتبنى أفكاري وقد يقوم باستغلال تصريحاتي لصالحه، الشيء الأكيد هو أنني سأوظف خبرتي الكبيرة على مستوى الكرتين الأسيوية والأوروبية، من أجل تطوير المديرية الفنية الجزائرية، فبالإضافة إلى ما اكتسبته من عملي في قطر لمدة 15 سنة، عايشت مدربين كبارا في أوروبا، وتعلمت منهم الكثير في عالم التدريب والتكوين والتحليل العلمي، فقد قمت بتربصات كثيرة مع كبار الفرق العالمية، على غرار أسي ميلان الذي عايشت طاقمه الفني لمدة شهرين كاملين، كما قمت بخمس دورات تدريبية مع بايرن ميونيخ رفقة مدربين في شاكلة فان غال وغوارديولا وهانكس، كما كان لي مرور مع عدة فرق أخرى، في صورة دورتموند وأجاكس أمستردام، وغيرها من التجارب التي مكنتني من الاحتكاك بالمستوى العالي، وهذا دون نسيان خبرتي الأسيوية، فقد كنت في الجانب التدريبي للمنتخبات القطرية، وأتيحت لي فرصة متابعة منتخبات آسيوية متطورة، على غرار المنتخب الياباني.
تمنيت بقاء كونسيساو وتعيين سونغ سلاح ذو حدين
* لديك أفكار جديدة تود تجسيدها على مستوى الكرة الجزائرية، أليس كذلك ؟
الاتحادية الجزائرية مطالبة بالبحث عن التميز، ولذلك يتوجب عليها اختيار الأجدر، دون الاحتكام لأشياء أخرى أثرت بالسلب على تطوير الكرة، وعن نفسي لدي مشاريع وأفكار أود تجسيدها على المستويين القريب والمتوسط، رغم إدراكي أن المأمورية لن تكون سهلة، فما أفسده الدهر لا يمكن تصليحه في سنة أو سنتين، على العموم واثق من مؤهلاتي وكفاءتي لو تمنح لي الفرصة، فلدي أساليبي لتطوير الكرة ومنهجية التدريب والتحليل العلمي، كما لدي أفكار جديدة، على سبيل المثال كيف نقيم اللاعبين من جانب الرواتب؟، وهو موضوع غير موجود أصلا في الجزائر ولم يسبق لأي مختص أن تحدث عنه، مع القضاء على بعض الممارسات المتفشية، على غرار منح ديبلوم لمدربين لمجرد أنهم تلقوا محاضرات لمدة 3 أيام فقط، وهو ما جعل من هب ودب يشتغل كتقني وحتى من مر على ملعب فقط، بات يطالب بشهادة في مجال التدريب، صدقوني المديرية الفنية لديها أهداف وخصوصيات، والتكوين نقطة واحدة من برنامجها الثري.
كيف نمنح شهادة مدرب لشخص تلقى 3 محاضرات ؟
* لنتحدث الآن عن حظوظ المنتخب الوطني في مباراتي الدور الفاصل أمام المنتخب الكاميروني؟
قبل الحديث عن حظوظ الخضر، لقد تمنيت بقاء المدرب أنطونيو كونسيساو على رأس العارضة الفنية للأسود، كوني أرى ما لا يراه المناصر البسيط، ونسبة تأهلنا لو لم يُقل من منصبه كانت ستكون أكبر بكثير، فأسلوب هذا التقني البرتغالي سيء للغاية، ولم نشاهد معه كرة حديثة، رغم وصوله إلى المربع الذهبي في نهائيات الكان الأخيرة، كما أن تعيين الدولي السابق ريغوبار سونغ مؤخرا هو سلاح ذو حدين، فكما قد يكون له إيجابيات قد تكون له أيضا سلبيات، والتغيير في بعض الأحيان في مجال كرة القدم قد يأتي بالديكليك وهو ما لا أتمناه، فالمدرب الجديد لمنتخب الكاميرون، لديه سمعة جيدة بعد كل ما قدمه كلاعب، رغم فشله في مجال التدريب، عقب نتائجه المخيبة مع المنتخب الرديف، أنا أرى بأن منتخبنا الأوفر حظا، كما لا أتوقع أن يقوم سونغ بإجراء أي تغييرات على الجانب التكتيكي، في ظل ضيق الوقت، فحتى تشافي هيرنانديز احتاج لشهرين كاملين، لكي يفرض فلسفته مع ناديه الجديد برشلونة.
* بصراحة، هل أنت متفائل بخصوص مقدرة الخضر على التأهل لمونديال قطر؟
لكي نكون في الصورة، لعب كأس العالم يختلف كثيرا عن خوض نهائيات كأس إفريقيا، ولا يوجد لاعب في العالم لا يتمنى المشاركة في المونديال، وبخصوص منتخبنا الوطني فالفرصة قد لا تعوض بالنسبة لبعض العناصر، فالغالبية قد تكون أمام الفرصة الأخيرة، في ظل تقدم العديد من الأسماء في السن، ولو أنني متخوف من بعض الجزئيات، على غرار نقص المنافسة التي يعاني منها البعض والإحصائيات لا تكذب، وإن كنت واثقا أن عناصرنا الوطنية، لن تبخل بأي مجهود في سبيل إسعاد الجماهير، فمثل هذا النوع من اللقاءات يحتاج لمحاربين، وهنا أتمنى أن نكون اسما على مسمى لكنيتنا محاربي الصحراء.
عايشت مدربين كبارا أمثال فان غال وغوارديولا وهانكس
*هل نحن بحاجة إلى ضخ دماء جديدة، في ظل تراجع مستوى البعض أم أن التغيير في هذا الوقت مجازفة غير محمودة العواقب؟
لست هنا لأنصح بلماضي فهو الأقرب للاعبين، وهو الأدرى بالأمور الأنسب للمنتخب الوطني، كما أن التغييرات التي أتمناها لا ترتكز على التعداد بقدر ما هي متعلقة بطريقة لعبنا، خاصة على مستوى المنظومة الدفاعية وهنا لا أود التفصيل، وإن كنت أرى أننا الأفضل، خاصة وأن المنافس يفتقد للإبداع في أسلوبه، وباستثناء المهاجم أبو بكر لا توجد مصادر خطر أخرى، على العموم المدرب هو المسؤول على خياراته الفنية، وهو الأدرى بما يحتاجه، حتى وإن كان جلب لاعب أو لاعبين قد لا يؤثر، وأهم شيء بالنسبة لنا هو لقاء دوالا، فالعودة بنتيجة ايجابية في لقاء الذهاب، كما حدث مع منتخب بوركينافاسو قبل مونديال البرازيل، قد يجعلنا ندخل مباراة الإياب بأريحية أكبر، على أمل النجاح في اقتطاع بطاقة التأهل للمونديال، الذي سيكون استثنائيا في دولة قطر.
تقنية «الفار» قد تستعمل بطرق سيئة في إفريقياومطالبون بالحذر
* بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
أتمنى حظا موفقا لي في ملف ترشحي لمنصب مدير فني، كما أتمنى حظا موفقا للمنتخب الوطني في الاستحقاق المقبل الذي ينتظره، وهنا على الفاف اتخاذ كامل الاحتياطات، فأنا أخشي الكواليس، رغم وجود تقنية «الفار»، فالأخيرة يمكن استعمالها في بعض الأحيان بطريقة سيئة وفي أفريقيا كل شيء مباح كما
تعلمون.
حاوره: سمير. ك
