قطع شباب بلوزداد شوطا معتبرا على درب التتويج بلقب بطولة الرابطة المحترفة للموسم الجاري، وبالتالي الاحتفاظ بتاجه للمرة الثالثة تواليا، الأمر الذي يضع أبناء "العقيبة" على عتبة إنجاز تاريخي غير مسبوق، وذلك بالتربع على عرش بطولة النخبة لثلاثة مواسم متتالية.
هذه الإفرازات جاءت عقب نجاح شباب بلوزداد سهرة أول أمس، في العودة من بشار بكامل الزاد، أين تجاوز عقبة شبيبة الساورة، في قمة كانت نهايتها على وقع "سيناريو" دراماتيكي، لأن أبناء "العقيبة" تمكنوا من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة، بفضل الشاب أكرم بوراس، مما سمح لهم بإجبار الشبيبة على السقوط في معقلها وتجرع مرارة الهزيمة داخل الديار لأول مرة "محليا" منذ بداية المشوار، كما أن هذا الانتصار، جعل الشباب يمد خطوة عملاقة نحو التتويج بلقب البطولة للموسم الجاري، لأنه رفع رصيده إلى 52 نقطة، مع الابتعاد بتسع نقاط عن شبيبة الساورة.
وإذا كان شباب بلوزداد، قد اعتاد على الخروج من بشار بنتيجة إيجابية، بدليل انه فرض الموسم الفارط التعادل على شبيبة الساورة في "نهائي اللقب"، فإن انتصار أول أمس كان استثنائيا، ومنح الشباب فرصة كبيرة للحسم مبكرا في أمر البطولة، خاصة وأن إمكانية تعميقه الفارق وارد، بالنظر إلى رزنامة اللقائين المتأخرين.
هذه المعطيات، تعبد الطريق أمام شباب بلوزداد للإحتفاظ بالتاج للمرة الثالثة على التوالي، على اعتبار أنه كان قد انتزع اللقب بقرار من المكتب الفيدرالي، عند توقف البطولة في مارس 2020، وبعدها نجح في المحافظة على اللقب، لكن الوضعية الراهنة تعد غير مسبوقة، ولم تشهدها البطولة الوطنية على امتداد 57 نسخة سابقة، لأن قائمة الأبطال تضم 15 ناديا، ستة منهم فرق كانوا قد نجحوا في المحافظة على التاج لموسمين متتاليين، ويتعلق الأمر بشبيبة القبائل في 3 مناسبات، مولودية الجزائر لمرتين، ووفاق سطيف، إتحاد الجزائر ومولودية وهران مرة واحدة، ليبقى شباب بلوزداد وفيا لتقاليده، وقاعدته مع الألقاب كانت دوما بشعار "الشباب زوج"، والذي يتماشى ونجاح الفريق في الاحتفاظ بلقب البطولة لموسمين متتالين في كل مرة يعتلي فيها المنصة، وهذا "السيناريو" كان قد تكرر في سنوات 1965 و 1966 ثم في 1969 و 1970، ليستهل الألفية الجارية بتتويجه باللقب سنتي 2000 و2001، إلا أن هذه القاعدة قد تتحطم، مادام الفريق مقبل على إحراز اللقب الثالث تواليا في آخر ثلاثة مواسم.
إلى ذلك، فقد اهتدى وفاق سطيف إلى سكة الانتصارات من جديد، بعد 4 هزائم متتالية، وكان ذلك بالفوز على مولودية الجزائر في "كلاسيكو" أعادت نتيجته الهدوء إلى بيت الوفاق، مع استعادة الفريق الأمل في القدرة على خطف مقعد فوق "البوديوم" في نهاية المشوار، بينما فشل "الشناوة" في العودة بنتيجة إيجابية، مما حال دون ارتقائهم إلى مركز الوصافة.
بالموازاة مع ذلك، فقد رهن سريع غيليزان نسبة كبيرة جدا من حظوظه في تفادي السقوط إلى الرابطة الثانية، إثر انهياره بثلاثية أمام نادي بارادو، لأن "الرابيد" تجمد رصيده عند النقطة 16، ووضعيته الحالية تنصبه في خانة أكبر مهدد بمرافقة وداد تلمسان، خاصة بعد انتفاضة نصر حسين داي وأولمبي المدية، وعليه فإن السريع أصبح يتأخر ب 12 خطوة عن عتبة النجاة.
ص / فرطــاس
