وضعت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم نفسها في حرج كبير، وكشفت القرارات الأخيرة حقيقة الموقع الذي تدار منه هذه الهيئة، وكذا كيفية اتخاذ القرارات الجوهرية والحساسة، آخرها إسناد المغرب تنظيم نهائي منافسة رابطة الأبطال، وهو البلد الذي يملك فريقا في النهائي (الوداد البيضاوي)، وكان قد نظم المباراة الختامية للنسخة الفارطة، ما فتح الباب للنادي الأهلي ثاني أطراف الدور النهائي، ومن خلفه الاتحاد المصري لتدويل القضية، بعد لجوء المصريين إلى المحكمة الرياضية الدولية بلوزان، لإبطال قرار هيئة موتسيبي.
فضيحة "ملعب النهائي"، جاءت لتضاف إلى مسلسل سقطات الهيئة المسؤولة على تسيير شؤون الكرة الإفريقية، التي لم تطو ملف حقبة الملغاشي أحمد أحمد الموسومة بالفضائح والفساد، حتى فتحت صفحة جديدة بقيادة باتريس موتسيبي، لم تكن مثلما وعد به الملياردير الجنوب إفريقي، لما نصب نفسه وقت الحملة الانتخابية في موقع "مهندس" الإصلاحات، قبل أن يتورط ومكتبه في خط حلقات فصل جديد، استحق عنوان "سوء التسيير".
وبات واضحا للعيان أن الهيئة المسؤولة على تسيير الكرة في القارة السمراء، تحولت لمعول في يد "لوبيات" احتكرت سلطة القرار، مغيبة الرئيس موتسيبي وأعضاء مكتبه، حتى أن قرارات تم اتخاذها دون علم تنفيذية الكاف، وأخرها ملف ملعب النهائي الذي أخذت تفاصيله منحى غير متوقع، إثر خطوة الاتحاد المصري ونادي الأهلي باللجوء للمحكمة الرياضية الدولية، ما يعني نشر غسيل ذات الهيئة بعيدا عن حدود القارة.
ويرى متتبعون ومهتمون بالشأن الكروي الإفريقي، أن الاتحاد القاري يدفع ثمن اتفاق أو "بروتوكول الرباط"، الموثق شهر مارس من العام الماضي بالعاصمة المغربية، تحت رعاية رئيس الفيفا جياني أنفانتينو، قبل أن يستكمل أياما بعدها بنواكشوط عاصمة موريتانيا. ووقع "بروتوكول الرباط" بتدبير من المغربي فوزي لقجع رئيس اللجنة المالية في الاتحاد القاري، ورعاية المسؤول الأول في الفيفا، في حين نص على فسح المجال لمرشح "أنفانتينو" ونعني به باتريس موتسيبي بالفوز مع تقديم وعود لباقي المرشحين، بمنحهم مناصب عليا في الهيئة القيادية للكاف، حيث اعتلى الإيفواري أنوما منصب المستشار الخاص للرئيس، ليليها المصادقة على رفع نواب الرئيس إلى خمسة، ما سمح لكل من السنغالي سنغور والموريتاني أحمد ولد يحيى بخطف مقعدين، وتسبب هذا البروتوكول في تزكية مرشح "الإجماع"، لكن بالمقابل عجل بتغول لوبي، تقاسم أعضاؤه الحصص ومعها النفوذ داخل لجان ودوائر الكاف، وأبرزها الموصوفة بـ "الحساسة"، كلجنة التحكيم وإدارة المسابقات، لتكون النتيجة سلوكات وممارسات شوهت صورة وسمعة الهيئة القارية، لأن سياسة الكيل بمكيالين وخدمة أطراف على حساب أخرى، أضرت بمصالح منتخبات وأبرزها المنتخب الوطني، الذي ضيع تأشيرة المونديال، لأسباب فنية وأخرى غير رياضية، هندس لها حكم يوصف بأنه أحد "معاول" اللوبي المتحكم في الكاف، ناهيك عن ملفات أخرى تفاصيلها تكفي لوحدها لتكوين جبهة تتولى إصلاح الكاف وإعادة تلميع صورة هيئة عاثى فيها "الأوروبي" ومعه طابور خامس فسادا. كريم كريد