أُسدل الستار على بطولة ما بين الجهات "مجموعة الشرق" بصعود جمعية الخروب، بعد منافسة شديدة مع نجم بني والبان، لكن "لايسكا" كسبت الرهان في آخر منعرج، بينما فشل ممثلو القاعدة الشرقية في مزاحمة اتحاد خميس الخشنة في طريق منصة التتويج، خاصة أمل بوسعادة بسبب قضية إدارية، وبدرجة أقل شبيبة جيجل، في الوقت الذي كانت فيه حسابات تفادي السقوط جد معقدة، وكانت نهاية الموسم جد صعبة، و"معركة النجاة" امتدت إلى الأفواج الأربعة لمنطقة الشمال، ليكون شباب حي موسى من بين الضحايا الذين جرفهم شبح النزول إلى الجهوي، في "كوطة" إجمالية ضمت 18 فريقا.
lقـــراءة: صالح فرطاس
ولعّل ما جعل حسابات السقوط تلقي بظلالها على معطيات المنافسة، قرار المكتب الفيدرالي القاضي باعتماد نظام استثنائي، تم بموجبه الرفع من عدد الصاعدين من الجهوي الأول إلى فريقين من كل رابطة، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على مخلفات السقوط من قسم ما بين الرابطات، بزيادة 7 ضحايا جدد إلى القائمة "المعتادة"، في إجراء كان من عواقب الموسم الأبيض الذي كانت قد فرضته جائحة كورونا على المنافسة في الرابطات الجهوية والولائية، مما مدّد شبح النزول إلى أصحاب المركز 12 في الأفواج الأربعة لمنطقة الشمال.
انسحاب تاجنانت واستسلام مبكر لمجانة،"الحراكتة" و"بـوقرانة"
صنع دفاع تاجنانت الحدث على طريقته في بداية الموسم، لأن بقاء قرار منع الاستقدامات ساري المفعول حتى بعد السقوط إلى ما بين الرابطات، حال دون إخراج "الدياربيتي" من مرحلة السقوط الحر، على اعتبار أن إدارة النادي لم تتمكن من استخراج إجازات اللاعبين، لتكون عواقب ذلك وخيمة، لأن الوضعية تجاوزت حدود الانهيار، ليرفع "التاجنانتية" راية الانسحاب النهائي من المنافسة، عند الجولة الثالثة من البطولة، بترسيم عدم قدرة الفريق على دخول أجواء المنافسة بسبب مشاكله الإدارية، لتفقد الساحة الكروية ناديا كان قد سجل حضوره في الرابطة المحترفة لبضعة مواسم.
إلى ذلك، فإن أولمبي مجانة تفادى بشق الأنفس مصير "الدياربيتي"، لأن الفريق وجد صعوبة كبيرة في دخول غمار المنافسة، وحضوره كان بنية الخروج بأخف الأضرار من هذه المرحلة، بالسقوط إلى الجهوي الأول، وتجنب قرار الانسحاب النهائي، بدليل أن الأولمبي كان الحلقة الأضعف هذا الموسم، واكتفى بحصد 6 نقاط فقط، من فوزين طيلة موسم كامل، وقد تلقت شباكه 124 هدفا، بينما لم يسجل لاعبوه سوى 10 أهداف، وهي الحصيلة التي عجلت بسقوط الأولمبي في الثلث الأول من المشوار.
من جهة أخرى، فقد وجد اتحاد عين البيضاء صعوبة كبيرة في التأقلم مع أجواء المنافسة، بسبب الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها منذ عدة مواسم، مما نصبه في مؤخرة ترتيب المجموعة الشرقية، حاله حال أمل شلغوم العيد، الذي لم يتمكن بدوره من مسايرة الركب، ليكون هذا الثنائي من أول ضحايا السقوط في فوج الشرق.
القرارم و"الفيلاج" يرفعان ضحايا الشرق إلى 8
كانت "النكسة" كبيرة على ولاية الطارف، بسقوط الأولمبي وشباب الذرعان سويا إلى الجهوي، وهو الثنائي الذي كان يحمل راية تمثيل الولاية رقم 36 في قسم ما بين الرابطات، ولو أن عودة نجم البسباس إلى هذه الحظيرة خفتت نسبيا من درجة "الصدمة"، حيث أن الشباب كان قد عانى منذ بداية الموسم، ومؤشرات النزول قد لاحت في الأفق مبكرا، بينما كان سقوط أولمبي الطارف بعد "سيناريو" دراماتيكي، لأن الفريق كان قد أنهى الثلث الأول من الموسم برصيد 19 نقطة، قبل أن تنفجر أزمة داخلية خانقة، هزت أركان الأولمبي، وكانت انعكاساتها وخيمة على النتائج، عقب الاكتفاء بالحصول على 16 نقطة في 20 مباراة، فكان السقوط إلى الجهوي بزلزال بالقوة العاشرة على سلم بني والبان.
وإذا كانت معادلة السقوط قد احتفظت بالكثير من أسرارها إلى غاية الجولة الختامية، ببقاء هويات 6 ضحايا مجهولة ومرهونة بكثير من "السوسبانس" فإن خاتمة المشوار كانت كارثية على القاعدة الشرقية، بارتفاع عدد ممثليها على متن القطار المؤدي إلى الجهوي إلى 8، وهو ما يقارب نصف "الكوطة" الإجمالية للسقوط، لأن نجم القرارم أفل، ورهن حظوظه منذ هزيمته ببومرداس في الجولة 23، وترسيم نزوله كان في آخر محطة، بينما كان الصراع على أشده بين شباب حي موسى، وفاق المسيلة، نجم بوعقال، نادي الرغاية وبدرجة أقل شباب أولاد جلال، لكن المعادلة أخذت بعدا مغايرا، بعدما اضطر أبناء "الفيلاج" للدخول في متاهة حسابات أخرى معقدة مع فرق من الأفواج الأخرى، ليكون مصير شباب حي موسى السقوط، ويرفع بذلك من عدد الأندية النازلة من الجهة الشرقية إلى 8، باحتساب دفاع تاجنانت، وهذا في وجود رباعي آخر من إقليم رابطة قسنطينة الجهوية، ويتعلق الأمر باتحاد عين البيضاء، أمل شلغوم العيد، نجم القرارم وشباب حي موسى، مقابل سقوط فريقين إلى الجهوي الأول لرابطة عنابة، وهما شباب الذرعان وأولمبي الطارف، بينما خرجت رابطة باتنة بأخف الأضرار بعد انحصار ضحاياها في أولمبي مجانة.
نجاة قايس بمعجـزة و"سوسبانس" كبير تلاعب بمصير 5 فرق
أكبر الناجين من شبح السقوط إلى الجهوي كان دون منازع شباب قايس، الذي عاش على وقع نهاية هيتشكوكية، كادت أن تلحقه بركب النازلين إلى الجهوي، لولا "المعجزة" التي حدثت، والتي كانت نتيجتها خروج "القايسية" من دوامة حسابات الفقرة 2 ب للمادة 69 من القوانين العامة للفاف بسلام.
"سيناريو" شباب قايس انطلق من ملعب المظاهرات بشلغوم العيد، لأن الفريق كان مصيره بأرجل لاعبيه، والفوز كان يكفي لترسيم النجاة، لكن تعديل "بوقرانة" النتيجة غيّر معطيات المعادلة، بإخراج شباب ميلة إلى بر الأمان، وتنصيب الشاب في المركز 12، ليكون الفصل الثاني من هذا "المسلسل" الدراماتيكي بملعب مزياني بعين البيضاء، أين أطلق الاتحاد المحلي بارودا شرفيا، بفوزه على الجار شباب عين فكرون، رغم السقوط إلى الجهوي، إلا أن هذا الانتصار وإن كان شكلية لأبناء "الحراكتة" فإنه كان حاسما ومصيريا في مستقبل شباب قايس، لأنه دحرج أمل شلغوم العيد إلى مؤخرة ترتيب المجموعة الشرقية، باحتساب فارق الأهداف في المواجهتين المباشرتين مع اتحاد عين البيضاء، ليزيد "سوسبانس" نجاة "القايسية" بحلقة أخرى أكثر إثارة، امتدت إلى ملعب الأمير عبد القادر بغرب البلاد، لأن هدف الفوز الذي سجله اتحاد مغنية في مرمى الشبيبة المحلية في الدقائق الأخيرة كان أغلى هدية يتلقاها شباب قايس في هذه الوضعية، لأن اتحاد مغنية إذا ما تعادل في تلك المقابلة كان سيقلص من "كوطة" النزول في المجموعة الغربية إلى 4، لكن خروجه نهائيا من الحسابات بهذا الانتصار جر شبيبة سيق إلى الجهوي، ورفع عتبة النجاة إلى 37 نقطة في الحسابات الفرعية بين أصحاب المركز 12، على اعتبار أن فريق قايس وبعد هدية عين البيضاء تم خصم نقطتين فقط من رصيده بدلا من 6، والهدية التي وصلته من "الأمير" منحته الأفضلية على شيق وشباب حي موسى، وبعدما أعفت ميثالية تيغنيف من هذه الحسابات.
"لايسكا" تكسب رهان الصعود بعد سبـاق "ساخن"
التنافس على تأشيرة الصعود في مجموعة الشرق انحصر بين فريقين فقط، وهما نجم بني والبان وجمعية الخروب، وهذا بعد تراجع شباب عين فكرون في مرحلة الإياب، ولو أن اللافت للإنتباه أن "لايسكا" كانت قد احتكرت كرسي الريادة لفترة طويلة، وتوجت باللقب الشتوي بفارق 5 نقاط عن أقرب المنافسين، إلا أن المعطيات تغيرت في النصف الثاني من المشوار، وهذا بسبب تراجع "الخروبية"، سيما بعد هزيمتهم المفاجئة في عقر الديار أمام شباب الذرعان، وكذا تواضع حصادهم في السفريات، بتلقي هزائم في عين البيضاء، عين كرشة وباتنة، وهو ما عبّد الطريق أمام نجم بني والبان للسطوع في الصدارة.
واللافت للانتباه أن أهم منعرج في سباق الصعود كان في الجولة 25، حيث كان نجم بني والبان على عتبة حسم اللقب، لولا الهدف القاتل الذي تلقاه بميلة في الأنفاس الأخيرة من المباراة، والذي قطع أمامه الطريق لتعميق الفارق إلى 4 نقاط، خاصة بعد اكتفاء "لايسكا" بالتعادل في تلك الجولة بالفجوج، لتبقي إفرازات تلك المحطة دار لقمان على حالها، مع تواصل الصراع الثنائي على وقع ّ"سوسبانس" كبير بين الطرفين، وكل الحسابات كانت مبنية على المواجهة المباشرة بين الفريقين في الجولة ما قبل الأخيرة بالخروب، وقد نجحت "لايسكا" في كسب الرهان في هذا النهائي، مما مدد الصراع إلى غاية المحطة الختامية، فكان نجم تازوقاغت قد تقمص دور الحكم في موقعة حمام عمار بخنشلة، والتي حسمها "الخروبية" بتذكرة العودة إلى الرابطة الثانية، مع تبخر حلم "الوالبانيين" في تحقيق صعود تاريخي، بنهاية "دراماتيكية" بنفس مرارة الموسم الفارط.
آمـال بوسعادة تلاشت "إداريا" و"النمرة" تكتفي بدور الأرنب
أما في مجموعة وسط شرق فإن أمل بوسعادة كان من أبرز أطراف معادلة الصعود، وقد تنافس مع اتحاد خميس الخشنة على الصدارة، لكن آمال "البوسعادية" تلاشت وتبخرت بسبب القضية الإدارية التي طفت على السطح، جراء إدراج عنصرين دون استخراج الإجازات الرسمية من الرابطة، في ملف ثقيل كلف الأمل خسارة 3 نقاط على البساط، وهو القرار الذي بصم على أول هزيمة يتلقاها الفريق منذ بداية الموسم، بعد 24 مباراة دون انهزام، مما عبّد طريق الصعود أمام أبناء "الخشنة".
وفي نفس الإطار فإن فريق شبيبة جيجل فشل مرة أخرى في الاستثمار في الامكانيات المادية والبشرية التي تعمل إدارته على توفيرها، لأن المراهنة على الصعود ظلت الحلم الذي يراود "الجواجلة"، إلا أن النتائج الميدانية لم ترق إلى مستوى تطلعات الأنصار، فظلت "النمرة" بمثابة "أرنب السباق"، لأنها اكتفت بالمركز الثالث في أغلب الأحيان، لتدخل مبكرا في أجواء العطلة في الثلث الأخير من الموسم.
ص.ف