تستعد رياضيات فريق أمل سكيكدة في الجمباز ، اللواتي تشرفن بدعوة المنتخب الوطني، للمشاركة في دورة ألعاب البحر المتوسط، المنتظرة بعد أيام بمدينة وهران، وكلهن عزم على تشريف الألوان الوطنية في هذا المحفل الدولي.
روبورتاج :كمال واسطة
وتتسلح فتيات الأمل بالإرادة والعزيمة وروح التحدي لأجل هدف واحد وهو تشريف الراية الوطنية، رغم الظروف الصعبة التي حضرن فيها لهذه المنافسة الدولية على مستوى قاعة المركب الجواري بسكيكدة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام، ويستدعي الوقوف عندها لأجل نفض الغبار عن كثير من المشاكل والعوائق التي تصادف رياضيي النخبة في مختلف الاختصاصات.
نادي أمل سكيكدة الذي تأسس في سنوات السبعينات وأنجب أبطالا قاريين وعرب، منهم المدرب الحالي للفريق عبد الحكيم عثماني وشقيقه كريم، يضم حاليا بطلات على المستوى الإفريقي والإقليمي، تعاني في الظل. ويفتقر فرع الجمباز في هذا النادي لأبسط المستلزمات الرياضية، حيث تجرى التحضيرات ما قبل النهائية في «شبه» قاعة غير مجهزة تابعة لمركب جواري بحي مرج الذيب.
النصر وبدعوة من رئيس الفريق ياسين عليوط، تنقلت رفقة وفد يتكون من رئيس المجلس الشعبي الولائي وعضوين ورئيس البلدية ونائب في البرلمان، من أجل الوقوف على وضعية الفريق وكذا استعدادات الرياضيات للموعد المتوسطي، وأيضا لتحفيزهن وتشجيعهن قبيل سفرهن إلى فرنسا، رفقة المنتخب الوطني، لإجراء تربص تحضيري يسبق ألعاب البحر المتوسط.
ورصدنا في زيارة المعاينة، انعدام أدنى شروط الممارسة لهذا النوع من الرياضة بهذه «القاعة»، انطلاقا من قدم العتاد، أجهزة التكييف وانعدام المياه، والأدهى والأمر حسب ما وقفنا عليه خطر الثعابين بمحيط القاعة وسط الأحراش التي تهدد الرياضيين والرياضيات، وسط سكوت محير من طرف القائمين على القطاع بولاية روسيكادا.
كما التقت النصر، خلال هذه الزيارة بأعضاء الفريق وعلى رأسهم المدرب عثماني الذي يتمنى خضوع القاعة لعملية توسعة حتى يسمح لهم بوضع البساط، في حين أجمعت الجمبازيات في حديثهن للنصر، أن الوضع الحالي لا يساعدهن على تطوير قدراتهن، ولا بد من تدعيم الفريق بالإمكانيات اللازمة حتى يتمكن من البروز والتألق، سواء مع فريق أمل سكيكدة أو مع المنتخب الوطني.
من جهتهم، أبدى المسؤولون المحليون خلال تواجدهم بالقاعة، تأسفهم للوضعية، حيث وعد كل من رئيس المجلس الشعبي الولائي عبد الحميد بن النية ورئيس البلدية علي خنطيط، بالعمل على تحسين ظروف الرياضيين وتقديم كل الدعم وفي أقرب وقت، وستكون البداية مثلما وعدوا بانجاز مرش واقتناء عتاد جديد ووضع مكيفات هوائية.
الناخب الوطني ومدرب الأمل عبد الحكيم عثماني: "بوديــــــــــوم" الألعــــــــاب المتوسطيـــــة هدفـــــنا
* نفتـــــقد لوسائــــــل العمـــــــــــل ونحــــــضر في ظـــــروف صعبـــــة
بداية هل لك أن تقدم نفسك للقراء؟
عبد الحكيم عثماني مستشار في الرياضة وبطل إفريقي وعربي سابق في الجمباز، وكان لي شرف المشاركة في بطولة العالم وألعاب البحر المتوسط، وحاليا أشغل منصب مدرب لأمل سكيكدة والمنتخب الوطني.
الفريق أنجب أبطالا ويضم حاليا بطلات، لكن القليل من يعلم أن سكيكدة تملك فريقا للجمباز، هل لك أن تقدم لنا لمحة أو بطاقة تعريفية للنادي؟
ولاية سكيكدة معروفة برياضة الجمباز منذ السبعينات، وخطفت الأضواء بفضل النتائج المحققة، حيث ساهمت الولاية في تقديم عدة أبطال، ولي الشرف أن أكون واحد منهم، حيث نلت لقب بطل إفريقيا وأيضا بطل العرب في سنوات التسعينات إلى غاية 1997، وكما سجل شقيقي كريم اسمه بأحرف من ذهب، وهو بطل إفريقي سابق وحاليا مدرب بأمل سكيكدة، وأتذكر أن القاعة المخصصة للتدريبات حينها، كانت متواجدة في حي «كوليزي» إلى غاية 1998، أين تقرر غلقها من أجل الترميم ثم حولت إلى بازار ليتوقف نشاط الفريق إلى غاية 2003، حيث استأنفنا النشاط في القاعة الحالية، ويضم النادي حاليا رياضيات في مختلف الأصناف منهن ممارستان في صنف الكبريات.
وما هي النتائج التي حققتموها ؟
في ظرف سنة فقط من استئنافنا النشاط، وبالتحديد في عام 2004، بدأنا نتحصل على نتائج جد مرضية مع الأصناف الصغرى، وتوجت عدة جمبازيات بطلات للجزائر لعدة سنوات، منها «منيغد مريم» المتحصلة على بطولة إفريقية والبطولة العربية و»قرون نسرين» وحاليا هن يعملن كمدربات في الإمارات، وهناك أيضا الجمبازي صيد علي وأيضا معوج أنس، هذا الأخير تحصل على ميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية قبل أن ينضم إلى فريق بوفاريك وبن الشيخ آية التي كانت بطلة الجزائر لعدة سنوات في الأصناف الصغرى، وتعمل معي الآن في الطاقم الفني، كما قررت خوص تجربة التحكيم وستكون أول تجربة لها في ألعاب البحر المتوسط بوهران.
أما حاليا فهناك جيل صاعد جيل، منهن شدواح سيرين بطلة الجزائر للموسم الفارط والحالي ومرابط أسيل نائبة بطلة الجزائر صنف كتاكيت، بالإضافة إلى لاعبتي المنتخب الوطني زهرة بوخاتم نائبة بطلة العرب في تونس 2019، بعد حصولها على خمس ميداليات منها ثلاث فضيات وبرونزيتين وسدحان رحاب سدرة بميداليتين برونزيتين في نفس المنافسة، هذه الأخيرة كانت على وشك المشاركة في كأس العالم بمصر في مارس الفارط، لكن لأسباب إدارية ضيعت فرصة الاحتكاك بالمستوى العالي.
وما هي المشاكل التي تعترضكم ؟
أكبر مشكل هو القاعة، وكما شاهدتم تحضيراتنا تجري في ظروف صعبة، إن لم نقل كارثية في قاعة صغيرة بعيدة عن المواصفات المطلوبة لممارسة رياضة الجمباز، هذا الأمر صعب علينا وضع البساط المخصص للتدريبات بالتناسق مع الموسيقى، وبالتالي يتعذر على الرياضيين إيجاد المعالم التجريبية، طبقا لمقاييس عمل رياضيي النخبة.
كما تفتقر القاعة المتواجدة في المركب الجواري، لأدنى الشروط الضرورية تصور أنه في فصل الشتاء، نجد صعوبة كبيرة في التدرب من شدة البرد، ما يجعل الفتيات يرتدين بدلات رياضية وهذا ما يشكل عائقا في القيام بالتمارين المطلوبة وكذلك الأمر مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف في غياب المكيفات، بالإضافة إلى انعدام حمام، حيث نلجأ إلى تسخين الماء بواسطة سلك كهربائي «يغمس» في إناء حديدي، بالإضافة إلى نقص وقدم العتاد و التجهيزات، ناهيك عن وضعية محيط القاعة المليء بالحشائش الضارة وانتشار الزواحف والثعابين، حتى يخيل لك أننا نتواجد في غابة، ووسط هذه الظروف أجد نفسي إلى جانب مهمتي كمدرب، أقوم حتى بأشغال التنظيف وغيرها.
نعود الآن إلى مهامكم كمدرب للمنتخب صنف إناث، وبما أن ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة في وهران على الأبواب كيف تحضرون لهذه المنافسة الدولية ؟
المنتخب سيشارك بخمس رياضيات اثنتان من سكيكدة ونفس العدد من العاصمة وواحدة مغتربة بفرنسا، والتحضيرات لهذا الموعد تجري بصفة عادية، الجزء الأكبر منها انتهينا منه ومن المنتظر أن ندخل في تربص بفرنسا، يخصص لوضع اللمسات الأخيرة واختيار الاختصاص التي تشارك فيه كل رياضية.
هل ترى أن التحضيرات كافية لهذا النوع من المنافسة التي تعرف مشاركة أعرق المنتخبات العالمية في هذه الرياضة ؟
يمكن القول أنها غير كافية لعدة عوامل، أبرزها تمدرس اللاعبات والوضع الصحي جراء جائحة كورونا، الذي عطل نوعا ما برنامجنا التحضيري، لكن استطعنا الاستدراك بعد حصولنا على رخصة من الوزارة لاستئناف التدريبات، للعلم الجمباز يتطلب التدرب يوميا ويصعب التوقف لمدة طويلة، لأن المتعارف عليه أن رياضي الجمباز لا تزيد عطلته السنوية على عشرة أيام.
كيف ترى حظوظ فريق الإناث في هذه المنافسة ؟
سندخل المنافسة بنية تشريف الألوان الوطنية والوصول إلى النهائي في جهاز العمودان المتناظران المتوازيان ولما لا الصعود إلى المنصة والفوز بميداليات، رغم أن المنافسة ستكون شديدة بمشاركة منتخبات تملك مستوى عال في أوروبا وبطلات العالم مثل مثل فانيسا فيراري من إيطاليا وإميلي من فرنسا.
كما نعتبر هذه المنافسة محطة تحضيرية للبطولة الإفريقية بمصر المقررة من 8 إلى 12 جويلية، بعدها نعود للجزائر لإقامة تربص تحضيري تحسبا للألعاب الإسلامية في اسطنبول بتركيا في شهر أوت، ثم البطولة العربية في وهران في أكتوبر.
كيف تقيم الجمباز في الجزائر ؟
الجزائر لديها مستوى لا بأس به، وسبق وحاز عدة جمبازيين على ميداليات، مثل الجمبازي سيد علي فرجاني في ألعاب البحر المتوسط في تونس 2001 ومرتبة ثالثة في كأس العالم في التسعينات، لكن في السنوات الأخيرة، تراجع المستوى، بدليل أننا تراجعنا للصف الثاني إفريقيا وعربيا بعد منتخب مصر ورغم وجود العديد من المواهب.
رئيس فريق أمل سكيكدة ياسين عليوط: رياضة الجمباز لم تنل حقها من الاهتمام
أتأسف على الوضع الذي يعرفه فرع الجمباز، وصعب جدا أن ترى براعم وفتيات، يتدربون في ظروف جد قاسية في غياب أدنى الإمكانيات، رغم أنني رفعت الانشغال للسلطات المعنية عدة مرات، لكن الوضع لم يتغير، خاصة بالنسبة للقاعة التي تفتقر لأبسط شروط الممارسة الرياضية وتبقى العائق الكبير أمام المدرب والرياضيين، الذين لم يبقوا مكتوفي الأيدي بل رفعوا التحدي وقدموا تضحيات كبيرة وتمكنوا من تسجيل نتائج فاقت التوقعات، والإدارة بدورها وقفت بجانبهم وتحرص على تقديم كل الدعم المادي والمعني في حدود الإمكانيات المتوفرة.
وقبل سفر وفد المنتخب الذي يضم لاعبتين من فريقي لفرنسا لإقامة تربص تحضيري، قمت بدعوة رئيس المجلس الشعبي الولائي ورئيس البلدية وعضو في البرلمان ومسؤولين آخرين من أجل الوقوف على وضعية الفريق، وبالمرة تحفيز الرياضيين على تسجيل نتائج مشرفة في الباب المتوسط.
سدحان سيدرا رحاب: نجتهد لتقديم الأحسن ونتمنى التفاتة
بدأت هذه الرياضة في السنة الثامنة من العمر، ونلت عدة ميداليات وألقاب وطنية في فئتي والأشبال والأواسط، منها لقب بطلة العرب بلبنان عام 2017 وثلاث ميداليات ذهبية، وفي تونس 2019 تحصلت على ثلاث ميداليات برونزية، وحاليا أتواجد مع الأكابر تحضيرا لألعاب البحر المتوسط، وهي فرصة للاحتكاك برياضيات المستوى العالي، وسأعمل كل ما في وسعي لتشريف الألوان الوطنية، لكن ما أريد الإشارة إليه هو الظروف الصعبة التي نتدرب فيها بالقاعة الرياضية بسكيكدة والتي تنعدم لأدنى الشروط ، وأتمنى من السلطات المحلية والقائمين على قطاع الرياضة، التدخل لتحسين وضع هذه الرياضة.
بوخاتم فاطمة الزهراء: لن ندخـــــر جهدا من أجل تشريــــــف الألوان الوطنية
كنت شغوفة بهذه الرياضة منذ الصغر وانضممت لأمل سكيكدة وعمري ثماني سنوات، بعدها تم استدعائي للمنتخب وتحصلت على عدة ميداليات في صنف الأواسط والأشبال، كما سبق وأن شاركت في ألعاب البحر المتوسط في فئة الأواسط في إيطاليا، وحاليا سأشارك إن شاء الله مع أكابر المنتخب الوطني في ألعاب البحر المتوسط بوهران، ونحن نتدرب بكل جدية لهذه الموعد، حيث سنقيم تربصا في فرنسا ثم نعود مباشرة إلى وهران، ولن ندخر أي جهد من أجل تشريف الألوان الوطنية، ولما لا الفوز بميداليات.
أما عن فريقي أمل سكيكدة، فان الأمور صعبة لأننا نتدرب في ظروف قاسية، بسبب انعدام إمكانيات العمل، لا سيما القاعة التي تفتقر للشروط الضرورية.