تمكن وداد أمل زيغود من البصم على إنجاز تاريخي بالتواجد لأول مرة منذ تأسيسه سنة 1963 في قسم ما بين الرابطات، مع تحقيق ثالث صعود على التوالي، وذلك في عهد الإدارة الحالية بقيادة الثنائي عياش وبوسميد.
إعداد : حمزة.س
ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع الوصول إلى هذا المستوى، في ظل الظروف الصعبة التي يعشيها النادي، بفعل الأزمة المالية الخانقة، بدليل أن الإعانات المالية التي تلقاها "الوازي"، حسب القائمين على الفريق لم تتجاوز سقف 300 مليون سنتيم في السنوات الثلاث الأخيرة.
وأمام المعطيات السابقة، فإن الصعود تحقق بفضل إرادة اللاعبين والطاقم الفني ومساندة الأنصار، إضافة إلى الدور الفعال لإدارة عياش التي تحدى كل الصعاب، واعتبرت قيادة الوداد إلى قسم ما بين الرابطات تحديا من نوع خاص.
مشوار مميز واحتكار الصدارة
احتكر وداد زيغود يوسف الصدارة طيلة الموسم، ولم يفرط في الريادة على مدار 22 جولة، رغم أنه من الضيوف الجدد على الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، لكنه كسر كل "الحسابات"، وظهر في ثوب "الكبار"، كقوة ضاربة في البطولة.
واستهل "الوازي" المشوار بانتصار خارج الديار بملعب الشهيد بن عبد المالك رمضان أمام الجار وفاق حي الإخوة عباس، ليبرم عقد شراكة في الريادة مع الملعب السطايفي في الجولات الثلاث الأولى، قبل أن يكون وفاق القل شريكا مؤقتا للوداد لجولة واحدة، لينطلق بعدها أبناء زيغود يوسف في عزفهم المنفرد على أوتار الصدارة، فأنهوا مرحلة الذهاب أبطالا للشتاء، بفارق 5 نقاط عن "الصاص"، رغم تعثرهم أمام نفس الفريق في آخر جولة من النصف الأول من البطولة، بالتعادل داخل الديار.
ويعتبر أهم منعرج في مشوار الوداد في بداية مرحلة الإياب، عندما تلقى الفريق هزيمة مفاجئة بملعبه في "الديربي" الذي جمعه بوفاق عباس، وكأن النوادي التي كانت ضمن كوكبة المؤخرة شكلت "عقدة" للوداد، بدليل التعادل مع كل من اتحاد عين البيضاء وممرات سكيكدة، وكذا الهزيمة أمام "الواك"، وهي تعثرات فتحت شهية الملاحقين، ولو أن التنافس على الصعود، كان قد احتدم مع كل من شباب الطاهير ثم الملعب السطايفي، فكان الفوز المحقق في الجولة 20 بهنشير تومغني، كافيا للاطمئنان على صعود تاريخي بفضل هدف عايب.نال الاعتراف من المنافس المباشروأثبت "الوازي" بلغة الأرقام علو كعبه طيلة هذا الموسم، باحتكاره عرش الصدارة منذ انطلاق البطولة إلى غاية الجولة الختامية، مع تحقيقه 15 فوزا و 3 تعادلات وهزيمتين، واحدة داخل الديار، والأخرى في جولة إسدال الستار بسطيف، في مباراة "شكلية" طغى عليها الجانب الاحتفالي والتكريمي، لأن تشكيلة زيغود نالت تقدير واعتراف المنافس الأبرز على ورقة الصعود، حيث أن إدارة "الصاص" أقدمت على تكريم أسرة "الوازي" مع إقامة ممر شرفي، وقد حاز الوداد على أقوى خط هجوم في البطولة، بتسجيله 35 هدفا.
الأنصار كلمة السر
استحق أنصار وداد زيغود يوسف الإشادة والثناء من كامل أسرة النادي، بالنظر إلى الدور الفعال الذي قاموا به على مدار الموسم، حيث حرصوا على مساندة أشبال المدرب قموح في كامل الملاعب، سواء تعلق الأمر بمباريات داخل الديار أو خارجه، وأكثر من ذلك فإنهم تنقلوا لحضور عدة مواجهات، رغم أن مواعيد أجريت دون جمهور، وهو ما منح حافزا أكبر لرفقاء العايب.
كما صنع أنصار الوداد أجواء خرافية، عند ترسيم الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، أين تزينت مدينة الشهيد زيغود يوسف باللونين الأحمر والأبيض.
صنـــاع الإنجـــــاز
رئيس الفريق: توفيق عياش
رئيس الفرع: بوسميد لطفي
المدرب الرئيسي : عبد الغاني قموح
المدرب المساعد : مراد بوهزة
مدرب الحراس : رجم عبد الغاني
الكاتب العام: ضيف نور الدين
المسير : عفيف بولالة
طبيب الفريق: عابدي أحمد
المكلف بالعتاد: العيسوب رابح
التعداد: زاهي، كرموز، بوضرسة، بن ثلجون، لعور، حمزة بلال، بوحبيلة، عياشي، خنفار، مومن، مكيو، قيرة، خنفري، بطيش، العايب، مقران، مزيادي، بوسيس، بن حاج، بوناب، نوي، يونس شاوش شاهين ويونس شاوش نسيم.
رئيس النادي توفيق عياش: نجحنا في كتابة تاريخ جديد
أكد رئيس وداد أمل زيغود يوسف توفيق عياش، بأنه لم يفصل بعد في مواصلته قيادة النادي من عدمه، وأن مصيره معلق بما سيستفيد منه "الوازي" من إعانات، مشيرا في حواره مع النصر، إلى أن الصعود لم يكن مسطرا مع بداية الموسم، والظروف أجبرتهم على تغيير الأهداف.
*في البداية، كلمة عن الإنجاز التاريخي؟
لقد عانينا كثيرا من أجل قيادة الفريق إلى قسم ما بين الرابطات، خاصة وأن المنافسة على مستوى القسم الجهوي الأول لرابطة قسنطينة صعبة للغاية، لتواجد عدة فرق قوية، دون أن ننسى عاملا مهما، ويتمثل في كوننا نلعب في هذا المستوى لأول مرة، إلا أننا عرفنا كيف نتأقلم بسرعة بفضل تضافر الجهود، وخاصة الثقة المتبادلة بيننا كمسيرين ولاعبين وطاقم الفني.
*وهل سطرتم الصعود كهدف مع بداية الموسم أم لا؟
اتفقنا في البداية على ضمان البقاء بأريحية، لكن مع مرور الجولات ونهاية مرحلة الذهاب، اكتشفنا بأننا نستطيع لعب ورقة الصعود، وهو ما جعلنا نغير الهدف الرئيسي، رغم المشاكل المادية إلا أننا تعاهدنا نحن كمسيرين على التضحية، وجعل الصعود "قضية مبدأ"، وفي الأخير كنا في الموعد، وأكدنا أحقيتنا بهذا الإنجاز والمشوار الذي بصمنا عليه وحده يتحدث، بدليل أننا في الصدارة من مستهل المشوار إلى غاية إسدال الستار على الموسم.
*على حسب رأيك ما الذي صنع الفارق لصالحكم، في ظل المنافسة القوية من عدة فرق؟
بكل بساطة روح المجموعة والثقة المتبادلة، حيث نمتلك مجموعة متكاملة على جميع المستويات.
*وهل باشرتم التفكير في الموسم القادم؟
لا يمكننا الحديث عن الموسم المقبل، دون معرفة قيمة الإعانة التي سيستفيد منها الفريق، خاصة وأنني شخصيا صرفت من مالي الخاص على مدار السنوات الأخيرة قرابة 700 مليون سنتيم، في وقت لم تدخل خزينة النادي أكثر من 300 مليون سنتيم، والجميع على دراية بالحصيلة المالية، التي تمت المصادقة عليها منذ حوالي أسبوع من الآن، في الجمعية العامة للنادي، أين توقفت المصاريف في 1.4 مليار سنتيم، وهو ما يجعل مستقبلي مع النادي معلقا ومرهونا بالإعانات، وأيضا لدي التزامات ومسؤوليات، ومن غير المعقول أن أواصل في هذه الحالة.
*نفهم من كلامكم بأنكم لم تباشروا التفكير في الموسم القادم، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، الحمد لله ساهمت رفقة المكتب المسير الموجود معي في كتابة تاريخ جديد لهذا النادي العريق، والذي أتمنى له كل الخير، والحمد لله نجحت في إسعاد الأنصار الذين وقفوا معنا في أحلك الظروف، لكن لست قادرا على المواصلة في حال لم تتحسن الظروف، وأنتم تعلمون جيدا بأن قسم ما بين الرابطات، يتطلب مصاريف أكبر.
قائد الوداد عايب: نحن الأحـــق
لم يتوان قائد وداد أمل زيغود يوسف أمين عايب، في التأكيد خلال تصريحه للنصر، إلى أنهم الأحق في كسب تأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، وقال:" لم نسرق الصعود من أي فريق، بل على العكس تماما كنا الأحق، والمشوار الذي بصمنا عليه خير دليل، صحيح مررنا بفترات صعبة، لكننا عرفنا كيف نخرج منها بأقل الأضرار".
وواصل أقدم عنصر في الوداد تصريحاته بالقول:" لا أخفي عليكم، هذا الإنجاز يمثل الكثير بالنسبة لي، كيف لا وأنا أقضي تاسع موسم لي مع الوداد، وهو ما يجعل الصعود لديه نكهة خاصة، وأتمنى البقاء أطول فترة ممكنة مع "الوازي"، ولما لا تحقيق المزيد من النجاحات الأخرى".
وختم عايب تصريحاته بتوجيه رسالة إلى الأنصار، عندما قال:" أود أن رفع القبعة للأنصار، الذين ساهموا بشكل كبير في هذا الإنجاز".
رئيس الفرع بوسميد: رفعنا التحدي والصعود قضية "نيف"
مدد رئيس فرع كرة القدم في فريق وداد أمل زيغود يوسف بوسميد لطفي "السوسبانس"، بخصوص إمكانية مواصلته رفقة المكتب المسير الموسم القادم من عدمه، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يعيشها النادي، عندما قال:" رغم المعاناة والمشاكل المادية الكبيرة التي يتخبط فيها النادي إلا أننا حققنا الصعود "نيف"، لأنه من غير المعقول أنه بميزانية لا تتجاوز 200 مليون سنتيم، تنافس فرقا تمتلك إعانات أكبر، لكننا رفعنا التحدي والصعود يعتبر قضية "نيف"، وغيرة على هذه المدينة".
وأضاف بوسميد أو كما يعرف وسط الأنصار ب "مامي":"نحن أنصار لهذا الفريق قبل أن نكون ضمن الطاقم المسير، وهو ما جعلنا نضحي بالنفس والنفيس من أجله، وفي المقابل لم ننل أي شيء إلى غاية الآن، ولا يوجد أي تحفيز من قبل الجهات المعنية".
مدرب الوداد قموح: المشوار استثنائي ولاعبو الميركاتو قدموا الإضافة
تحدث مدرب وداد أمل زيغود يوسف عبد الغني قموح عن الصعود المحقق إلى قسم ما بين الرابطات، والذي اعتبره مستحقا على جميع الأصعدة، عندما قال في تصريحه للنصر:" المشوار استثنائي، والصعود كان ثمرة عمل موسم بأكمله، وأود أن أشكر من ساهم في هذا الإنجاز سواء من طاقم فني أشرف على التحضيرات، على اعتبار أنني باشرت العمل بصفة رسمية بدءا من الجولة الثالثة، وصولا إلى المسيرين الذين لم يبخلوا على الفريق، وكانوا في الموعد، إضافة إلى الأنصار".
وأضاف محدثنا في رد على سؤال متعلق بمنعرج الصعود:" لقد حرصنا على لعب البطولة لقاء بلقاء، وإنهاء مرحلة الذهاب في الصدارة منحنا جرعة معنوية إضافية، قبل أن نعرف كيف نسير المرحلة الثانية من الموسم، بفضل وقفة الإدارة ومجهودات اللاعبين، دون أن ننسى الإضافة التي قدمها اللاعبون المنتدبون في فترة الانتقالات الشتوية، ويتعلق الأمر بنصر الدين بن ساسي ورشيد بطيش وبوسيس".
أفضل عنصر في التشكيلة مزيادي: لا أتمنى توقف القطار في هذه المحطة
فتح أفضل عنصر في وداد أمل زيغود يوسف ياسر مزيادي، الأبواب أمام إمكانية تغييره الأجواء الموسم القادم، في ظل العروض التي وصلته من بعض الأندية الراغبة في الظفر بخدماته، عندما قال في تصريحه للنصر:" لم أفصل بعد في وجهتي، صحيح وصلتني بعض العروض، غير أن كل شيء معلق إلى غاية حديثي مع مسؤولي "الوازي".
وأضاف محدثنا:" حرصت على تقديم أفضل ما لدي، صحيح سجلت بعض الأهداف وقدمت عدة تمريرات حاسمة، لكن بالنسبة لي الصعود يمر قبل أي أرقام أو إنجاز فردي".
وردا على سؤال متعلق بتشبيهه بلاعب الوفاق جابو، قال:"تشبيهي بجابو لا يفرض علي أي ضغط، بل على العكس تماما فخور كون الأنصار يشبهونني بلاعب بهذا الحجم، والذي أتمنى تحقيق ولو ربع من مشواره الكروي".
وختم مزيادي كلامه بالقول:" أود أن أشكر الأنصار الذين وقفوا معنا في السراء والضراء، والحمد لله تمكنا من إسعادهم في أخر المطاف".
