ينتظر أن يصل المنطاد الجزائري إلى أرض الوطن عبر رحلة بحرية بين مارسيليا والجزائر خلال الأيام المقبلة، لتحضيره وتركيبه في الملعب الجديد الذي سيحتضن حفل افتتاح الطبعة 19 للألعاب المتوسطية في 25 جوان المقبل.
بن ودان خيرة
وأوضح السيد علاش جمال صاحب المنطاد في اتصال مع النصر، أن تجسيد الفكرة أخذ وقتا طويلا لبلورتها وتجسيدها، ثم اصطدمت بجائحة “كوفيد 19” التي عرقلت التحركات والبدء في المشروع، واستمر الوضع هكذا وفق محدثتنا لغاية أفريل المنصرم، حين استطاع بلورته والشروع في الأشغال وهذا بفضل مساعدة السيدة ياقوت عيساني التي عينت قبل نهاية 2021 سفيرة للألعاب المتوسطية وقبلها عينت بالمرصد الوطني للمجتمع المدني، وأضاف السيد علاش، أن تشجيع ودعم السيدة ياقوت ومن ورائها لجنة تنظيم الألعاب المتوسطية، جعله يكثف من نشاطه ويحرص على ضرورة احترافيته من أجل تقديم أجمل منطاد يزين ويضفي بهاء على سهرة افتتاح التظاهرة بالباهية وهران.
مردفا في رده على أسئلة النصر، أن هذا المنطاد الذي يحلق لأول مرة بألوان الراية الوطنية فوق كل التراب الجزائري، والذي اعتبره شرف ومفخرة بالنسبة له كجزائري، يصل ارتفاعه إلى 5 آلاف متر مربع وهو ما يعادل ارتفاع عمارة ذات 10 طوابق، ويمكن رؤيته بسهولة على بعد 18 كلم، و وزن قماشه فقط يصل 350 كلغ ناهيك عن ملحقاته الثقيلة، مشيرا أنه باعتباره المدير التقني لفريق “النادي الرياضي للتحليق الحر” بمنطقة بوزقان بتيزي وزو، سيستقدم أعضاء النادي لمساعدته على تركيب وتثبيت المنطاد على مستوى الملعب الجديد بوهران.
ويظل قلب الجزائريين ينبض بوطنهم أينما كانوا ويدفعهم للابتكار والإبداع من أجل تقديم الأفضل ، ويعد جمال علاش أحد هؤلاء الجزائريين الذين لم تبعده مسافات الغربة ولم تلهه عن التفكير في وطنه، وبمجرد ظفر الجزائر بشرف تنظيم الألعاب المتوسطية، فكر في تقديم خدماته حسب تخصصه ليضع بصمته في الطبعة 19 للتظاهرة والتي جسدها في إنجاز أكبر وأطول منطاد في تاريخ ألعاب البحر المتوسط والذي بواسطته ستحطم الجزائر أول رقم قياسي لها في تاريخ الألعاب قبل المزيد في المنافسات الرياضية والأجمل هو أن البالون بألوان العلم الوطني.
ويرتبط السيد علاش بوطنه من خلال توليه مهمة المدير التقني الوطني لرياضة التحليق الشراعي التي يشرف على تكوين محبيها وممارسيها في مدرسة مدينة “ التحليق الحر” في بوزقان بتيزي وزو، لكل رياضيي الأندية الوطنية في هذا التخصص، علما أنه مدرب للتحليق الشراعي والتحليق المظلي بمحرك و مقعدين وأيضا تحليق منطاد الهواء الساخن، وهو رائد رياضات التحليق في الجزائر مثلما قال، كونه يعتبر أول من أدخل رياضة التحليق المظلي للجزائر سنة 1998 وبدأ في نشاطه من مسقط رأسه قرية “إيفرحونن” بتيزي وزو، وعليه فإن فكرة تطوير وترقية نشاط التحليق المظلي جاءت قبل عقود من الألعاب المتوسطية التي ستجري فعالياتها بوهران بعد أيام، وختم السيد علاش حديثه معنا بتكرار الامتنان لسفيرة الألعاب المتوسطية السيدة ياقوت عيساني التي قال إنه لولاها لما تمكن من تجسيد فكرته والتعبير من خلال المنطاد عن عمق حبه للوطن. أما بمدينة “نيس” الفرنسية أين يعيش محدثنا منذ 17 سنة، فهو صاحب منشأة مهنية أين يشرف على تدريس هذا التخصص الرياضي “التحليق الشراعي”، وأيضا هو مدرب لرياضة الملاكمة الإنجليزية في قاعة الرياضة التي يملكها بذات المنطقة.
أول طبعة للألعاب المتوسطية للطاقم الجديد للّجنة الدولية: دورة وهران ..تظاهرة الاختبــار والتحـدي
تعتبر الطبعة 19 للألعاب المتوسطية بوهران، محطة هامة وتحدي كبير للجزائر الجديدة التي تنشد التغيير والارتقاء في جميع المجالات تجسيدا للتعهدات 54 لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وفي الوقت ذاته فهذه التظاهرة هي تحدي أيضا للطاقم الجديد للجنة الدولية، فهي أول تظاهرة للألعاب المتوسطية التي تشرف عليها الإدارة الجديدة للجنة الدولية برئاسة الإيطالي «دافيد تيزانو» الذي تسلم مهمته في أكتوبر 2021.
ووفق قوانين اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، فإن من الإلزامي أن تجتمع في البلد المنظم وتتفقد التحضيرات دوريا، ولكن بالنسبة لوضع دورة وهران فالأمر كان حاسما في كل زيارة بالنظر لما حام من إشاعات وأخبار مغلوطة حول جاهزية المنشآت والإنجاز والإرادة السياسية للسلطات وغيرها، فكان وفد اللجنة في كل زيارة يتعرف على الحقائق ميدانيا وبكل شفافية ويلتقي المسؤولين وحتى رئيس اللجنة الإيطالي الجنسية حظي باستقبال خاص من طرف رئيس الجمهورية، وتبددت عندهم كل المخاوف والشكوك لدرجة أن وفد اللجنة تحول لمدافع قوي عن طبعة وهران والجزائر، وتمكن من تأجيل البطولة الإفريقية لكرة اليد التي كانت ستنظم بالمغرب في نفس توقيت الألعاب، وغيرها من التقارير الإيجابية التي أنجزها أعضاء وفد اللجنة الدولية لصالح الجزائر.
ومنذ تنصيب الطاقم الجديد للطبعة 19 للألعاب المتوسطية بوهران تحت قيادة المحافظ محمد عزيز درواز في أكتوبر الماضي، بدأت وفود اللجنة الدولية في النزول لميدان التحضيرات بوهران، وكانت أول زيارة في 11 - 12 ديسمبر2021، وضم الوفد 28 رئيسا لبعثات لجان الألعاب المتوسطية و19 مندوبا تقنيا من الاتحاديات الرياضية الدولية، حاسمة ومهمة جدا بالنسبة لمصير تنظيم الألعاب في عاصمة غرب الجزائر، لما تم تداوله عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من أخبار حول عدم جاهزية المرافق وتأخر التحضيرات، وخلال الزيارة صرح رئيس لجنة التنسيق الذي ولد وترعرع في مدينة سعيدة، أن الطبعة 19 للألعاب المتوسطية تبقى في وهران التي تقدمت بها الإنجازات.
ورغم أن هذا التصريح يعتبر رسميا أيضا، لكن ظل القلق يراود الجميع لغاية 31 جانفي الفارط حين كانت زيارة وفد اللجنة مطمئنة، ولكن استمر “السوسبانس” خاصة مع تكالب وسائل إعلام أجنبية على الجزائر وإنجازاتها، إلى أن حل رئيس اللجنة الدولية الجديد “دافيد تيزانو” ووقف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة في برنامج التحضيرات، وهنا ساد التفاؤل وتعززت مواقف أعضاء اللجنة بعد استقبال رئيس الجمهورية للرئيس الجديد للجنة الدولية.
وكان لهذه الزيارة وقع قوي على أعضاء اللجنة الدولية التي أقرت بعدها أن نتائج دورة وهران ستكون لأول مرة تأهيلية للألعاب الأولمبية، وستسجل الجزائر بهذا القرار اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الألعاب المتوسطية، وجاء هذا على هامش الزيارة الرابعة للجنة في مارس الماضي، بينما ثمن مسؤولو اللجنة الدولية خلال زيارتهم لشهر أفريل الجاهزية للمنشآت التي ستحتضن المنافسات ورفعوا أغلبية التحفظات السابقة، أما في آخر زيارة رسمية للوفد الدولي للألعاب المتوسطية والتي كانت في ماي المنصرم لتضع آخر اللمسات على كل التحضيرات وتضرب للجزائريين موعدا يوم 25 جوان الجاري لانطلاق التظاهرة المتوسطية على أرض الباهية وهران.
المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب و الرياضة: نصف قرن من التكوين الأكاديمـي والرياضي لأبطــال الجزائر
خضع المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب و الرياضة بعين الترك في وهران،لإعادة تهيئة عدة مرافق رياضية في إطار استعدادات وهران لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وشملت العملية القاعة متعددة الرياضات، التي تدهورت وضعيتها كثيرا خلال السنوات الأخيرة وميادين التنس وكرة اليد وكرة السلة وكذا ملعب كرة القدم الذي تمت تغطيته بعشب اصطناعي من الجيل الجديد، وستخصص هذه المرافق لتدريبات مختلف الفرق الرياضية المشاركة في التظاهرة المتوسطية، و ناهزت تكاليف هذه العمليات التأهيلية للمعهد العالي لتكوين إطارات الشباب والرياضة 2 مليار دج.
و يعتبر هذا المعهد مكسبا آخر للأندية الرياضية في مختلف التخصصات، وفي إطار التحضيرات لتظاهرة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الدورة 19، سيخُصص هذا الصرح بالإضافة لإجراء تربصات الرياضيين، لإيواء المشاركين في المنافسات الرياضية إذ تقدر طاقته الاستيعابية ب 280 سريرا، كما يحتوي على مرافق وميادين، ملعبين للتنس، وآخرين لكرة القدم، وميدان ألعاب القوى، ومسبح شبه أولمبي، وقاعة متعددة الرياضات، وهو يساهم في ترقية أداء الرياضيين والمدربين في مختلف التخصصات، ويضم أيضا قاعة محاضرات بطاقة استيعاب تقدر ب 120 مقعد، و7 قاعات للدراسة بطاقة استيعابية تقدر ب 352 مقعدا بيداغوجيا، إلى جانب مركز طبي ومكتبة وفضاء تكنولوجي للإعلام الآلي وغيرها من الخدمات.
وفي سنة 1970 أطلقت تسمية المعهد الجهوي للتربية البدنية والرياضة على أحد مراكز الراحة بمنطقة عين الترك ثم تغيرت التسمية إلى المركز الجهوي للتربية البدنية و الرياضية، وبعد 10 سنوات أعيد تغيير اسمه ليصبح معهد تكنولوجية الرياضة،
ووضع المعهد تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 1985، واكتسب صفة المعهد الوطني للتكوين العالي.
ومرة أخرى أعيد تغيير تسميته ليصبح المعهد الوطني للتكوين العالي لعلوم و تكنولوجية الرياضة، وفي 1994 أعطيت له تسمية المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب و الرياضة،وأصبح يتكفل بضمان تكوين مستخدمي التأطير الذين يمارسون بصفة دائمة أو حسب التوقيت الجزئي مهام تنظيم الأنشطة الرياضية و التربوية و الترفيهية و الخاصة بالتسلية للشباب و تنشيطها و تسييرها و أيضا ضمان تكوين ملائم لصالح الحركة الجمعوية الشبانية.