* تعميم أجهزة “ماسيف ميمو” عبر كل التراب الوطني قريبا
كشف الرئيس المدير العام لمتعامل الهاتف النقال “موبيليس” بوخزاني شوقي، أمس من وهران، عن انطلاق استخدام آخر التكنولوجيات الحديثة في مجال الاتصالات “ماسيف ميمو”، من أجل ضمان التغطية رفيعة المستوى لضيوف الباهية وسكانها، وهي تقنية ناشئة لأنظمة الاتصالات الجديدة والانترنت تعتمد على استخدام مئات الهوائيات التي تتداخل مع بعضها البعض، وبفضلها أصبحت وهران المدينة الأولى في شمال إفريقيا من حيث ارتفاع نسبة تدفق الأنترنت.
وأوضح الرئيس المدير العام لموبيليس بوخزاني شوقي، في ندوة صحفية، أمس، أن هذه التقنية الحديثة، تتميز بكونها تجمع 64 مرسلا و64 مستقبلا في آن واحد، مما يرفع مستوى التدفق ويوسع الشبكة، وهذا ما يجعلها تساوي 16 مرة قدرة التقنية العادية، التي تقتصر على 4 هوائيات مرسلة و4 مستقبلة.
تقنية عصرية يصل تدفقها إلى 200 ميغا بايت
وأشار إلى أن بداية مشروع هذه التقنية المعروفة بـ “massive mimo « كان في 30 ديسمبر 2021، ولم تكن التوقعات بنجاحه تصل لهذه الدرجة التي هي عليها اليوم بعد 6 أشهر من العمل حيث أن التجهيزات كانت متوفرة في منتصف مارس وانتهى المشروع في نهاية ماي.
وأضاف أن التجربة النموذجية لهذه التكنولوجيا الحديثة بدأت من وهران بالنظر للحدث الذي ستنظمه وهو الألعاب المتوسطية التي سيشارك فيها آلاف الأجانب، حيث ستوفر لهم موبيليس خدمة راقية في هذا المجال، مؤكدا أن هذه التقنية الحديثة ستعمم على كل ولايات الوطن تدريجيا لأنها تتطلب استثمارات ضخمة، مردفا في هذا الصدد أن 10 ولايات جاري دراستها لتستفيد قبل نهاية السنة الجارية من هذه التقنية عالية الجودة التي يتجاوز تدفقها بالنسبة للمستهلك 16 ميغا بايت، وترتفع لتصل في بعض المناطق لتتجاوز 60 ميغا بايت لغاية أكثر من 150 ميغا بايت، بينما السقف يتجاوز 200 ميغا بايت، وهذا ما كان حلما وفق بوخزاني الذي أضاف أن نجاح هذه التجربة وحسن استغلال هذه التقنية لم يكن ليتأتى لولا حل مشكل مجال الذبذبات وتحريرها لتصبح 2.3 جيغا هرتز، وهذا يعني أن طيف الاستغلال يتسع ويسمح باستيعاب عدد مضاعف من المستعملين، وأيضا يسمح بأفضل استخدام للتقنية الجديدة «ماسيف ميمو».
و لتفعيل أوسع للتقنية الجديدة، تم في الملعب الأولمبي الجديد نصب 24 موقعا تكنولوجيا بتقنية خاصة بالملاعب، ونفس العملية بالقرية الأولمبية المتوسطية التي وضع على مستواها بعض المواقع التكنولوجية وحتى في منشآت أخرى.
و أفاد بوخزاني أن موبيليس ، تنفرد عن باقي متعاملي الهاتف النقال كونها تقدم خدمة تجارية وخدمة عمومية في الوقت نفسه، حيث أن الاستثمار الضخم للشركة لا يرتبط فقط بالمردودية الاقتصادية، مثل ما قال، بل هناك حرص على تحسين الخدمة العمومية لصالح جميع الجزائريين، بالإضافة لكون التجربة التكنولوجية هذه تزامنت والحدث المتوسطي والذي من خلاله سيتم تقديم الجزائر في أفضل صورة للعالم.
ويؤكد ذات المتحدث، أن المتعامل العمومي هو أيضا الامتياز و الابتكار والتفوق والسباق التكنولوجي، والتحدي هو التفوق في الخدمة العمومية حتى في مناطق الظل فالشعب هو المالك والمستعمل لخدمات موبيليس وبالتالي فكل زبون هو شخصية عالية المستوى بالنسبة للمؤسسة وفق بوخزاني، الذي أردف «غير مقبول أن تتأخر موبيليس لسنوات من أجل تقديم عروض جديدة مثلما حدث في السابق، وأنه بعد العروض المغرية (سما)، سيتم السعي لتوفير عروض جديدة في ظرف زمني مناسب ويلبي رغبات الزبائن»
ومضة إشهارية بجودة عالية ترافق الألعاب المتوسطيـة
وفي هذا الصدد، أبرز الرئيس المدير العام أن آخر ومضة إشهارية أنجزتها موبيليس بمبادرة منها كونها غير مدرجة ضمن عقد الاتفاقية مع محافظة الألعاب المتوسطية التي ستخصها موبيليس ببرنامج آخر، ارتكزت على تقديم وهران بكل مكوناتها ومكتسباتها من معالم تاريخية، وإنجازات عصرية، من المحافظة على التراث المادي واللامادي، إلى الحداثة والأصالة، من المنشآت العريقة إلى الجديدة في كل المجالات، مع التركيز على الرياضة وربطها بالطبعة 19 للألعاب المتوسطية، وغيرها من الجوانب التي أبدع المخرج لطفي بوشوشي في إنجازها و وكالة النشر والإشهار «أناب» في تقديمها في أبهى حلة للجزائريين وللأجانب لتعريفهم بكنوز البلاد المادية والبشرية، مشيرا أنه فيما يتعلق برعاية موبيليس للتظاهرة المتوسطية والتي هي «رعاية ذهبية» فتعني الدعم المالي المباشر للمساهمة في التنظيم، وتعتمد الشراكة على تقديم الدعم التكنولوجي الذي باشرته موبيليس قبل موعد إبرام الاتفاقية.
وتطرق الرئيس المدير العام لموبيليس بوخزاني شوقي، لمسألة البنية التحتية الضرورية لأي تطور تكنولوجي خاصة في مجال الاتصالات، والتي تم تخصيص استثمارات كبيرة لها، على حد تأكيده، مشيرا أنها ستبقى مكسبا يفتخر به سكان مدينة وهران.
مركـز تتبع ومراقبــة الأعطاب للتدخل الآنـي لإصلاحها
وركز بوخزاني خلال اللقاء الصحفي الذي انطلق من مركز التتبع والمراقبة، على أن التحكم في هذه التكنولوجيا مهم جدا خاصة من ناحية الصيانة والمتابعة المتواصلة لضمان استمراريته بنفس النسق التدفقي، وعليه عمدت موبيليس على تكوين مستخدميها في هذا المجال، من أجل التدخل في الوقت المناسب وإصلاح الأعطاب، وتم تخصيص مركز على مستوى مقر المديرية الولائية للشركة في وسط المدينة وهو مزود بأحدث التكنولوجيات، ويسهر على تسييره إطارات متخصصة لمتابعة أي خلل أو طارئ وبدأ عمله تحسبا للحدث الرياضي، حيث سيتم خلال مجريات المنافسات .
كما يعمل المركز بالتنسيق مع «الحافلة التكنولوجية» وهي مركبة عصرية مزودة بشاشة خاصة ستجوب شوارع وهران وأساسا مسار تواجد منشآت الألعاب، حيث يتم تسجيل على مستوى شاشتها نسبة التدفق الآني عبر كل المسار وتسجيل أي خلل والعمل على حله وضبط الأمور بالتنسيق مع إطارات المركز وعمال التدخل لموبيليس التي وضعت خيما خاصة بها على مستوى القرية الأولمبية من أجل أحسن خدمة للرياضيين الذين سيتم إيواؤهم هناك والذين سيستفيدون مباشرة عند وصولهم من شرائح مجانية حيث توفر موبيليس 5 آلاف شريحة.
مع العلم أن الندوة الصحفية للرئيس المدير العام لموبيليس بوخزاني شوقي، جرت على متن «الحافلة التكنولوجية» التي جابت مسار طويل تقع فيه أغلب منشآت الألعاب المتوسطية، وبفضل شاشة الحافلة تمكن الصحفيون من المتابعة الآنية لنسب التدفق في حينها.
وأشار الرئيس المدير العام لموبيليس، أن جودة الشبكة والتدفق العالي، يعني أيضا خلق حصص إضافية في السوق الجزائرية وبالتالي خلق مناصب شغل للشباب سواء مباشرة مثل التقنيين والتجاريين وغير مباشرة مثل الخدمات التي ستقدمها المؤسسات الناشئة بعد استفادتها من التدفق العالي للأنترنت الذي سيمكنها من التطور وترقية محتواها، و هذا أيضا سيشجع اقتصاد المعرفة المبني على المحتوى، منوها بأن المشروع تم تجسيده من طرف الموارد البشرية للمؤسسة وبمشاركة بعض المؤسسات الناشئة في إطار المناولة. بن ودان خيرة