خصنا خليفة غضبان، حامي عرين المنتخب الوطني لكرة اليد، والحارس المتميز لنادي دينامو بوخارست الروماني بحوار مطول، تحدث فيه عن أسباب تقهقر "الكرة الصغيرة"، محملا مسؤولية النتائج الهزيلة المسجلة في الآونة الأخيرة للمنظومة ككل، كما تحدث ابن مدينة المسيلة في هذا الحوار الحصري مع جريدة النصر عن إنجازاته الفردية والجماعية، على غرار التتويج بمسابقة دوري أبطال أوروبا كأصغر لاعب عربي وإفريقي يحصد هذا اللقب الغالي، معرجا في سياق آخر على الأسباب الحقيقية التي حالت دون انضمامه إلى نادي برشلونة الذي جهز عقده قبل أن تسقط صفقته في الماء بسبب تدخل الرئيس الحالي خوان لابورتا.
بداية نشكرك على الاستجابة لطلب النصر بإجراء حوار...
لا شكر على واجب، واعتذر منكم على التأخر في الرد على أسئلتكم، كوني كنت منشغلا كثيرا مع فريقي دينامو بوخارست الذي خاض عدة تربصات مغلقة، تحسبا للموسم الكروي الجديد، أنا ممتن لكم لهذا الاهتمام، وجريدة النصر عودتنا في كل مرة على القيام بمتابعة دقيقة لكرة اليد الجزائرية التي تحتاج عناية أكبر.
اقتطعتم تأشيرة للمونديال بعد جهد جهيد، هل أنتم راضون عما جرى في بطولة إفريقيا الأخيرة التي احتضنتها مصر شهر جويلية الماضي؟
أكيد لسنا راضين بهذه النتيجة المتمثلة في اقتطاع بطاقة التأهل للبطولة العالمية المقبلة المقررة ببولونيا والسويد، بعد الاحتكام للمباريات الترتيبية، ولكن في الوضع الحالي الذي تمر به كرة اليد الجزائرية تعتبر المشاركة في المونديال المقبل بمثابة إنجاز كبير، مقارنة بالمشاكل التي يتخبط فيها هذا المنتخب الذي يعاني على كل المستويات، وبالكاد عاد"للممارسة" بعد توقف دام لفترة طويلة.
بصراحة، توقعتم الاكتفاء بالمرتبة الخامسة فقط ؟
وضعنا الوصول إلى المباراة النهائية كهدف، قبيل الانتقال إلى مصر للمشاركة في البطولة الإفريقية، ولكن الخسارة غير المتوقعة أمام المنتخب الغيني في دوري المجموعات أخلطت حساباتنا، لقد كانت تلك الهزيمة المفاجئة صدمة لنا ولكل محبي كرة اليد الجزائرية والمنتخب الوطني الذي كانت تعلق عليه الآمال لاستعادة بعض البريق المفقود، ولكن للأسف حدث ما لم يكن في الحسبان.
ماذا جرى مع منتخب غينيا في اللقاء الأول، وماذا تغير في اللقاء الترتيبي؟
ممكن كان هناك استسهال للمنتخب الغيني في اللقاء الأول، وهو ما جعلنا ندفع الثمن غاليا، بعد أن تجرعنا هزيمة غير متوقعة غيّرت مسارنا في البطولة، وجعلتنا نضطر لمواجهة منتخب كنا ننتظر لقاءه في المباراة الختامية، كما يتوجب علينا أيضا أن نعترف بالمستوى الجيد المقدم من طرف الفريق المنافس في تلك المواجهة، فصراحة لم نتوقع ذلك المردود الذي ظهر به الفريق الغيني، الذي استغل الغيابات الكثيرة في صفوفنا والتي وصلت إلى 6 لاعبين أساسيين.
من وجهة نظرك، ما هي أسباب تراجع مستوى كرة اليد الجزائرية ؟
تراجع مستوى كرة اليد الجزائرية راجع بالدرجة الأولى للبقاء دون منافسة لمدة سنتين كاملتين، بسبب جائحة كورونا التي أوقفت كل شيء، وتسببت في تجميد البطولة المحلية التي ينتمي إليها عدد معتبر من لاعبي المنتخب الوطني، صدقوني من غير المعقول بطولة تتوقف سنتين، وبعد ذلك ننتظر إنجازا من المنتخب الوطني الذي أعتقد بأنه خرج بأخف الأضرار من هذه الفترة العصيبة.
ما رأيك في مجموعتكم في المونديال، وهل يمكن القول إن مهمتكم شبه مستحيلة أمام منتخبات قوية، في شاكلة ألمانيا وقطر وصربيا ؟
علينا الاعتراف أن القرعة الخاصة بالمونديال أوقعتنا في مجموعة نارية تضم خيرة المنتخبات العالمية، ولكن لا يمكنني القول إن مأموريتنا مستحيلة، بل يتوجب علينا أن نلعب كل المباريات بجد واجتهاد، ونعمل على تحسين بعض الجوانب التقنية والفنية، لأن في مثل هكذا منافسات تقف على مستواك الحقيقي وتحاول تحسين النقائص، على العموم ستكون اختبارات جيدة للمنتخب الوطني الذي هو في مرحلة جديدة، وعلينا أن نكتسب الخبرة والتجربة تحسبا للمستقبل.
تعتبر من خيرة العناصر في المنتخب، وأحد صناع التأهل للبطولة العالمية المقررة ببولونيا والسويد، بعد تألقك في البطولة الإفريقية واللقاء الترتيبي بالتحديد ( غينيا)، ما تعليقك؟
لم أقم سوى بواجبي، والفضل في الخروج بأخف الأضرار يعود إلى المجموعة ككل، كونها تحدت كل العقبات والمطبات في سبيل عدم تضييع فرصة المشاركة في البطولة العالمية المقبلة، وهو الموعد الذي سنحاول خلاله تصحيح أخطائنا.
ماذا يمثل لك التتويج برابطة أبطال أوروبا مع نادي فاردير المقدوني، كأول جزائري يحقق ذلك ؟
لست أول جزائري يحصد لقب دوري أبطال أوروبا لكرة اليد، فهناك الناخب الوطني الحالي رابح غربي الذي يعتبر أول من فاز بهذه المسابقة، كما يوجد الأسطورة رابح ماجر المتوّج بها أيضا في رياضة كرة القدم مع ناديه بورتو البرتغالي، لقد كنت أصغر حارس عربي وإفريقي يحصل على هذا اللقب الكبير.
ما حققته خلال مسيرتي الاحترافية لحد الآن لم أكن أتوقعه، وأنا فخور بحصد لقب دوري الأبطال الذي يعتبر بمثابة إنجاز كبير بالنسبة للاعب جزائري، وسأظل أفتخر بذلك، وأتمنى أن يظفر بهذا التاج لاعبون جزائريون آخرون.
هل صحيح أنك كنت قريبا الموسم الماضي من الالتحاق بعملاق كرة اليد العالمية نادي برشلونة صاحب التتويجات الكثيرة بمسابقة دوري الأبطال ؟
صحيح كان لدي عرض رسمي من نادي برشلونة، ولقد تم تجهيز عقدي مع الرئيس السابق للفريق الكتالوني، ولكن بعد قدوم مكتب مسير جديد بقيادة خوان لابورتا تغيرت الكثير من المعطيات، حيث حاول الأخير أن يُبدل بعض بنود العقد الذي سيربطني بالبرصا، وأنا لم أوافق، ولذلك تنقلت مع مدرب برشلونة إلى فريق دينامو بوخارست، خاصة وأنه معروف أيضا على الساحة الأوروبية، كما أن رغبتي كانت كبيرة في العمل مع هذا المدرب الذي يثق في مؤهلاتي.
في الأخير هناك من يحاول تحميل مسؤولية النتائج الهزيلة للمنتخب الوطني في ألعاب البحر المتوسط والبطولة الإفريقية للمدرب رابح غربي، بماذا ترد على هؤلاء ؟
لا يمكن تحميل مسؤولية الإخفاقات الأخيرة التي لحقت بكرة اليد الجزائرية للناخب الوطني الحالي رابح غربي، فنحن جميعا نتقاسم مسؤولية النتائج المخيبة، بداية باللاعبين، مرورا بالطاقم الفني، وصولا إلى الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، فكما هو معلوم المنتخب الوطني ككل لم يجد الإمكانيات اللازمة في الفترة الأخيرة، وأصبحنا نفتقد أبسط الأشياء، ما أثر علينا بالسلب، وإن كنا قد عملنا كل شيء، في سبيل إسعاد الشعب الجزائري الذي يكن للكرة الصغيرة محبة خاصة.
بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟
في الأخير المنتخب الوطني لكرة اليد مُتأهل للبطولة العالمية المقبلة، وهذا كان البرنامج أو الهدف المسطر من قبل الاتحادية، وبالتالي لا يمكن اعتبار إنهاء البطولة الإفريقية في المرتبة الخامسة بمثابة إخفاق، ولو أن هذه النتيجة هي إخفاق بالنسبة لنا كلاعبين، لأن الجزائر تستحق مكانة أحسن في إفريقيا.
حاوره: سمير. ك