يضع الشطر الأول من مباريات الجولة الثانية، لبطولة الرابطة المحترفة بعض الأندية أمام اختبارات التأكيد، والبعض الآخر في رحلة السعي للتدارك، ولو أن الإثارة ستكون حاضرة في قمتي تيزي وزو والدار البيضاء، في حين ستضرب مدينة خنشلة موعدا مع التاريخ، باستعادة مدرجات ملعب حمام عمار حيوية ذكريات مباريات «النخبة»، بعد 46 سنة.
افتتاح الجولة الثانية، سهرة اليوم، من ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، أين سيكون الموعد مع قمة تقليدية، تجمع شبيبة القبائل بالضيف شباب قسنطينة، في مواجهة تضع أهل الدار أمام حتمية تفادي التعثر، لأن تدشين المشوار بهزيمة خارج الديار، على يد جمعية الشلف بملعب غليزان المحايد كان قد فجر سخط الأنصار مبكرا، على اعتبار أن «الكناري» كان قد أجرى تحضيرات في المستوى، بعد جملة من الاستقدامات، لكن تشكيلة البلجيكي ريغا خيبت آمال أنصارها في محطة الافتتاح، الأمر الذي يضعها تحت ضغط كبير في أول خرجة بملعبها، والمهمة لن تكون سهلة، لأن شباب قسنطينة يتواجد في «أريحية» كبيرة من الناحية النفسية، بعد النجاح في تدشين الموسم بفوز ثمين على حساب اتحاد خنشلة، مع تقديم تشكيلة ماضوي مباراة أقنعت الأنصار، بالنجاح في المزاوجة بين الآداء والنتيجة، مما يجعل السفرية إلى تيزي وزو بنية التأكيد، في واحد من أعسر الامتحانات، ولو أن السنافر اعتادوا على التألق في إقليم الولاية رقم 15، و»سيناريو» الموسم الماضي يبقى أبرز دليل على ذلك، لأن آخر ظهور للشبيبة داخل الديار كان أمام «الخضورة»، مع تألق الشباب في العودة بكامل الزاد وبنتيجة عريضة في قمة كانت «مفصلية» في أمر التذاكر القارية، وعليه فإن التشكيلة القسنطينية تراهن على التباين في الحالة المعنوية سعيا لاستنساخ نفس الانجاز، والعودة من هذه الرحلة بنتيجة إيجابية.
من جهة أخرى، سيكون الموعد تاريخيا مساء غد الجمعة بخنشلة، تزامنا مع الظهور الأول لأبناء «ماسكولا» داخل الديار في حظيرة الاحتراف، بعد غياب عن قسم «الكبار» امتد على مدار 46 سنة متتالية، على اعتبار أن الاتحاد كان قد افتتح موسمه الجديد من قسنطينة، بهزيمة أمام السنافر، لكن العوامل الكلاسيكية تبقى من أبرز الأوراق الرابحة، في رحلة البحث عن أول انتصار في الموسم، والمأمورية ليست سهلة أمام ضيف متمرس بحجم اتحاد الجزائر، بصرف النظر عن عامل الخبرة، فضلا عن كون تشكيلة «سوسطارة» كانت قد استهلت المشوار بفوز معنوي أمام مولودية البيض، والرزنامة وضعت الفريق العاصمي في مواجهة الضيفين الجديدين في جولتي التدشين، لكن اختبار التأكيد سيكون عسيرا بخنشلة، لأن أهل الدار اعتادوا على عدم التفريط في نقاط ملعب حمام خلال المواسم التي قضوها في الرابطة الثانية.
أما بطل الطبعات الثلاث الأخيرة، شباب بلوزداد، فيسكون عشية غد الجمعة على صفيح ساخن، بتنشيطه «الديربي» الكلاسيكي مع الجار نادي بارادو، في قمة عاصمية خالصة، يسعى من خلالها كل طرف لتأكيد انطلاقته الموفقة، لأن الشباب كان قد استهل رحلة الدفاع عن لقبه باستعراض قدراته الهجومية، والمرور إلى السرعة الرابعة أمام الضيف هلال شلغوم العيد، بينما كان «الباك» قد صنع الاستثناء، وأحرز فوزا هو الوحيد خارج القواعد في محطة رفع الستار، وكان ذلك بمقرة، لكن موقعة التأكيد تبقى صعبة للغاية، في «ديربي» يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات، سيما وأن أغلب المباريات بين الفريقين بملعب الدار البيضاء كانت تنتهي بالتعادل.
على النقيض من «الديربي» العاصمي، فإن المواجهة التقليدية بين مولودية وهران ونجم مقرة ستكون بشعار «السعي لتدارك ما ضاع»، بحكم أن كل فريق كان قد مني بهزيمة في جولة رفع الستار، ولو أن تشكيلة «الحمراوة» ستخوض هذه المباراة تحت قيادة المدرب الجديد والعائد بلعطوي، بعد انسحاب عمراني، فضلا عن تأهيل المستقدمين الجدد، إثر تسوية الوضعية التي كانت عالقة على مستوى غرفة المنازعات، بينما تبقى وضعية النجم معقدة، وتفادي تكرار «سيناريو» الانطلاقة الكارثية للموسم الثالث تواليا يستوجب انتفاضة يعيد من خلالها «المقراوية» الانجاز الذي كان قد حققوه في «الباهية قبل موسمين، لما عادوا بكامل الزاد في أوت 2021، رغم أن المعطيات تغيرت وأصبحت مختلفة كلية.
ص / فرطــاس