تراجـــع حصــــــاد المهاجمـــين في الجولــــة الثانيــــة
شهدت الجولة الثانية لبطولة الرابطة المحترفة للموسم الجاري، تراجع حصاد المهاجمين بشكل ملفت للانتباه، لتصل إلى أدنى المستويات، بتسجيل 6 أهداف فقط في 8 مباريات، وهي حصيلة «تاريخية»، لأن المعدل انخفض إلى ما دون عتبة هدف في كل لقاء، الأمر الذي جعل الوضعية تنقلب من النقيض إلى النقيض، بعدما كانت محطة رفع الستار قد شهدت رقما لامس الحصاد القياسي، لكن المنحنى تراجع بسرعة البرق في ظل أسبوع ليصل إلى أضعف مستوى، بمعدل 0,75 هدفا في كل لقاء.
صيام المهاجمين عن التهديف نتج بالأساس عن تقارب مستوى الأندية في بداية هذه النسخة من الرابطة المحترفة، لأن 3 لقاءات من هذه الجولة انتهت دون فائز، مع عدم اهتزاز الشباك، بينما نجح ثلاثة ضيوف في التمرد على عاملي الأرض والجمهور والعودة إلى الديار بكامل الزاد، وبنفس “الفاتورة”، على اعتبار أن تسجيل هدف وحيد خارج الديار كان كافيا لشباب قسنطينة من أجل حصد الانتصار بتيزي وزو، والأمر ذاته ينطبق على اتحاد الجزائر، الذي “فعلها” بخنشلة” فضلا عن حسم شباب بلوزداد “الديربي” العاصمي الذي جمعه بالجار المستضيف نادي بارادو.
من هذا المنطلق، يمكن القول بأن عودة الجماهير إلى المدرجات تزامنا مع رفع القيود التي كانت مقترنة بالوضعية الوبائية لم تعد بالضرورة ورقة رابحة في بطولة الرابطة المحترفة، لأن 6 أندية فشلت في هذه الجولة في استغلال فرصة اللعب داخل الديار لتحقيق الانتصار، مقابل شذ الثنائي وفاق سطيف ومولودية البيض عن هذه القاعدة، وذلك بكسب الرهان أمام أمل الأربعاء وشبيبة الساورة تواليا، ولو أن “النسر الأسود” عانى الأمرين لتحقيق المبتغى، وتذوق طعم الفوز لأول مرة هذا الموسم، بهدف زعموم من كرة ثابتة، أدار فيها الحظ بظهره للحارس سيفور.
أضعف حصيلة تهديفية لأهل الدار في موسمين
تسجيل 6 أهداف فقط في 8 مباريات، كان كافيا للبصم على حصيلة استثنائية في البطولة الوطنية، لأن أضعف رقم كان المهاجمون قد بلغوه الموسم الفارط لم يقل عن 12 هدفا في أسوأ الأحوال، وكان ذلك في الجولة 18، وميزة هذا الحصاد المتواضع تمثلت في تقاسم الزوار وأهل الدار الحصة بالتساوي، بثلاثة أهداف لكل طرف، ولو أن هذه الحصيلة لم تسجلها الأندية المحلية إطلاقا طيلة الموسم المنصرم، بدليل أن العطاء الأقل لمهاجمي الفرق المستضيفة كان في الجولة 32، بتسجيل 4 أهداف في 9 مباريات، في حين عادل الزوار الحصاد الذي تم تسجيله في 3 مناسبات الموسم الماضي، وذلك في الجولات 17 و18 و29.
المقارنة بين حصيلة جولتي الافتتاح للموسمين الجاري وسابقه، تنطلق من العدد الإجمالي للأهداف المسجلة، والذي بلغ في هذه الطبعة 30 هدفا، 24 منها كانت في الجولة الأولى، بينما كانت الوضعية خلال الموسم المنصرم متطابقة في محطتي رفع الستار، وذلك بوصول المهاجمين إلى الشباك 20 مرة في كل جولة، ليبلغ العدد الاجمالي 40 هدفا في أول جولتين من الموسم، الأمر الذي يعني تراجع الحصيلة بعشرة أهداف، رغم أن الانطلاقة كانت «نموذجية»
الصيام عن التسجيل في الأشواط الثانية يطرح التساؤلات
إلى ذلك، فإن صيام الخطوط الأمامية كان واضحا بصورة جلية في الأشواط الثانية من المباريات، وهو أمر قلب موازين جولة رفع الستار، التي كانت قد شهدت تسجيل 24 هدفا، 14 منها كانت في النصف الثاني من اللقاءات، وهذه المحطة سارت وفق «فيزيونومية» مغايرة تماما، على اعتبار أن هدف مهاجم مولودية البيض غراب كان الوحيد الذي تم توقيعه في الأشواط الثانية، في حين كانت المراحل الأولى من المواجهات قد شهدت توقيع 5 أهداف.
وفي نفس السياق فإن الملفت للانتباه أن اهتزاز الشباك في هذه الجولة كان في توقيت متقارب، وذلك بتسجيل هدفين في ربع الساعة الأول من المقابلات، وكان ذلك بفضل كوكبو لشباب قسنطينة وبلعيد لاتحاد الجزائر، بينما كانت 3 أهداف أخرى في الأنفاس الأخيرة من الأشواط الأولى، ويتعلق الأمر بهدف مهاجم وفاق سطيف زعموم في مرمى أمل الأربعاء، وكذا هدف شباب بلوزداد الذي وقعه اللاعب بلخير في شباب نادي بارادو، إضافة إلى الهدف التاريخي لمهاجم مولودية البيض موساوي من ضربة جزاء في مرمى شبيبة الساورة، وحتى هدف تأكيد «فرسان الهضاب» لأحقيتهم في الفوز على «نسور الجنوب» كان في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، كما أن مهاجم بلوزداد إدريس سعدي أهدر ركلة جزاء في الأنفاس الأخيرة لمواجهة فريقه مع «الباك».
من جهة أخرى، فإن الجولة الثانية عرفت انتهاء 3 مواجهات دون فائز، ومن دون اهتزاز الشباك، وهي الحالة التي كانت قد غابت عن محطة التدشين، لأن التعادل الوحيد الذي شهدته جولة رفع الستار كان ببسكرة، وبتسجيل 4 أهداف، بالتساوي بين الاتحاد المحلي ووفاق سطيف، لكن تعادلات الجولة الثانية نتجت بالأساس عن عجز المهاجمين عن الوصول إلى الشباك، في الوقت الذي تم فيه الحسم في أمر النقاط في باقي المواجهات بهدف وحيد، لأن الأندية التي نجحت في افتتاح باب التسجيل انتزعت نقاط الفوز، مادامت اللقاءات المعنية بهذا الاجراء كانت قد شهدت تسجيل الأهداف من جانب واحد فقط.
كوكبو وبلخير يلتحقان بصدارة اللائحة
جانب آخر يمكن التوقف عنده، ويتمثل في فشل هدافي الجولة الماضية في مواصلة السير بنفس «الديناميكية»، وقد كسر هذه القاعدة المهاجم البينيني كوكبو، الذي صنع انتصار السنافر بتيزي وزو، ووقع ثاني أهدافه هذا الموسم، إضافة إلى لاعب شباب بلوزداد إسلام بلخير، الذي أهدى ابناء «العقيبة» انتصارا ثمينا، بهدف هو الثاني في العداد الشخصي لهذا اللاعب منذ بداية الموسم الحالي، بينما لم يتمكن أصحاب «ثنائية» جولة رفع الستار من تأكيد دخولهم القوي غمار المنافسة، ويتعلق الأمر بمهاجم وفاق سطيف أحمد قندوسي، وكذا لاعب شباب بلوزداد كريم عريبي، إضافة إلى هداف شبيبة الساورة ملال بن عمر، ولو أن قندوسي كان الوحيد الذي لم تتضمن حصته الشخصية هدفا من ضربة جزاء، ليلتحق به في هذه الجولة كل من كوكبو وبلخير، مع تقاسم 5 لاعبين صدارة اللائحة بهدفين لكل عنصر.
تواجد ثنائي من شباب بلوزداد في صدارة اللائحة، نتج عن الفعالية الكبيرة التي كان بطل النسخ الثلاثة الأخيرة قد أظهرها في الجولة الأولى، لما دك شباك هلال شلغوم العيد برباعية، ولو أن حسم الرابطة في إشكالية تأهيل المستقدمين الجدد، وحصول مولودية وهران وهلال شلغوم العيد على الاجازات ساهم بشكل مباشر في ضمان التوازن الدفاعي لكل الفرق، لأن «الحمراوة» وأبناء «الشاطو» تمكنوا في هذه المحطة من المحافظة على عذرية الشباك، بعد تدشين المشوار بهزيمة ثقيلة، في حين تلقى اتحاد خنشلة هدفا وحيدا داخل الديار كلفه الهزيمة الثانية في الموسم، بدفاع هو الأضعف إلى حد الآن، مناصفة مع الهلال، بتلقي 4 أهداف في مقابلتين.
صمود «سوسطارة» والشلف متواصل في قائمة استثنائية
بالموازاة مع ذلك، فإن اتحاد الجزائر وجمعية الشلف مازالا يحافظان على الصلابة الدفاعية، بعدم تلقي أي هدف طيلة 180 دقيقة، وهو الثنائي الذي كان قد صنع الاستثناء في جولة رفع الستار، برفقة شبيبة الساورة، وذلك بالخروج منها بامتياز دفاعي، على اعتبار أن باقي الأندية كانت قد تلقت أهدافا في أول مباريات الموسم، مهما كانت نتائجها، لكن سفرية «نسور الجنوب» إلى البيض أخرجتها من هذه القائمة، بعد تلقي هدفين، ليكون 12 فريقا قد نجح في المحافظة على نظافة شباكه في مباراة على الأقل إلى حد الآن.
على النقيض من ذلك، فإن حمل اتحاد خنشلة وشبيبة القبائل الفانوس الأحمر يبقي رحلة البحث عن أول نقطة متواصلة إلى إشعار آخر، مع الفشل في ضمان التوازن الدفاعي في مقابلتين متتاليتين، ولو أن «الكناري» خسر الرهان في مناسبتين بهدف وحيد، بينما تلقى أمل الأربعاء هدفا في كل مباراة خاضها، والأمر ذاته ينطبق على نادي بارادو، لتكون بذلك 9 أندية قد نجحت في تذوق نشوة الفوز مرة على أقل تقدير، وهو ما يعني بصورة أوتوماتيكية وصولها إلى شباك المنافسين، لكن بمحافظة اتحاد الجزائر وجمعية الشلف على عذرية الشباك، في حين تبقى 7 فرق تواصل مساعيها لاحراز أول انتصار، إلا أن الاستثناء يصنعه فريقا شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، بصيام هجوم كل طرف عن التسجيل.
قراءة: صالح فرطــاس