ظهر جليا في وديتي غينيا ونيجيريا معاناة المنتخب الوطني على مستوى محور الدفاع، بالنظر إلى الهفوات العديدة المسجلة خاصة في لقاء «النسور الممتازة»، وطريقة تلقي الهدف الأول تلخص كل شيء، دون أن ننسى الهدف الثاني الملغى من طرف الحكم المساعد، والذي أظهر حجم معاناة الخط الخلفي للخضر، والذي سيكون دون أدنى شك الورشة القادمة لجمال بلماضي لمحاولة إيجاد الحلول اللازمة، وخاصة التوليفة المثالية، رغم تجريبه تركيبة مغايرة في المواجهتين، بعد الزج بالثنائي توغاي وبدران في ودية غينيا، لكن إصابة مدافع نادي ضمك السعودي بعد مرور خمس دقائق فقط لم تسمح له بالوقوف على مدى نجاعتها، وأما ثنائية «توبة-ماندي» فظهرت غير متجانسة، أو بالأحرى كشفت تأثر ماندي بابتعاده عن نسق المباريات، ودفعه ضريبة سوء اختيار الوجهة، وتفضيله الانتقال إلى فياريال على البقاء مع ريال بيتيس.
ماندي، الذي كان في وقت ليس بالبعيد يعتبر من أبرز المدافعين، وساهم بشكل كبير في عودة المنتخب القوية في 2019، وتتويجه بكأس إفريقيا للأمم في مصر، بعد تشكيل ثنائية رائعة مع بلعمري، بات اليوم نقطة ضعف واضحة، وتعرض لانتقادات لاذعة من طرف الجماهير وحتى أهل الاختصاص، الذين نصحوه بضرورة تغيير الأجواء في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، لأن العدو الأول للاعبين إما الإصابات أو الابتعاد عن نسق المباريات، وإن واصل على هذا المنوال، وفضل البقاء مع فياريال، سيكون أكبر الخاسرين رفقة المنتخب الوطني.
وأما بالنسبة لتوبة، فقد كان أداءه متوسطا ولم يختبر كثيرا، رغم أنه أظهر جودة كبيرة في إخراج الكرة، ناهيك عن الكرات الطويلة الدقيقة صوب الجناحين، ما يجعله أحد الأوراق المهمة، التي سيحاول مدرب الخضر الاستثمار فيها بالنظر إلى صغر سنه، لكن الإشكال الوحيد عدم إمكانية الاعتماد عليه رفقة توغاي، بحكم أن الثنائي يلعبان بالقدم اليسرى.
ويبقى السؤال المطروح، هل بلماضي سيبحث عن مدافع محوري جديد، أم يضطر لإعادة عنصر «قديم» في صورة بلعمري.
حمزة.س