توحي القراءة الأولية في رزنامة مباريات الجولة التاسعة لبطولة الرابطة الثانية، ببقاء دار لقمان على حالها على مستوى قمة هرم ترتيب المجموعة الشرقية، في ظل تواجد الرائد جمعية الخروب والوصيف الاتحاد السوفي على نفس الموجة، وذلك بالاستفادة من فرصة اللعب داخل الديار، الأمر الذي يمنح الأفضلية لكل فريق في كسب النقاط الثلاث، في الوقت الذي ستكون فيه كوكبة المؤخرة على صفيح ساخن، خاصة حمراء عنابة وشبيبة سكيكدة، لأن «الحمراء» تسعى لتذوق نشوة الانتصار لأول مرة منذ بداية المشوار، والسقوط إلى قسم ما بين الرابطات سيكون المصير الحتمي لثلاثي القاعدة الخلفية.
معطيات هذه الجولة، تضع فريق جمعية الخروب في أفضل رواق لمواصلة العزف المنفرد على أوتار الريادة، وبتقدير “الامتياز”، جراء عدم تجرع مرارة الهزيمة، لأن استقبال اتحاد ورقلة يرجح كفة “لايسكا” لتدعيم الرصيد، على اعتبار أنها لم تفرط إلى حد الآن في أي نقطة بملعب عابد حمداني، دون تجاهل “الفورمة” العالية التي تتواجد فيها التشكيلة منذ بداية الموسم، والتي جسدتها في احتكار عرش الصدارة في البطولة، وكذا التأهل إلى الدور 16 في منافسة الكأس، بصرف النظر عن وضعية المنافس، لأن اتحاد ورقلة تبقى نتائجه متذبذبة، مما عجل برحيل الطاقم الفني، الذي كان يقوده التونسي فاروق الجنحاوي، ولو أن الاتحاد اعتاد على خطف نقطة من بعض السفريات، لكن المهمة ليست سهلة بالخروب، لأن أهل الدار يراهنون كثيرا على هذا المنعرج لمواصلة المشوار بنفس الريتم.
من جهة أخرى، سيستفيد الوصيف الاتحاد السوفي من عاملي الأرض والجمهور، عندما يستقبل اتحاد الحراش، في مقابلة تصب كل حساباتها الأولية في رصيد “السوافة”، إلا أن تراجع نتائجهم في آخر جولتين فتح باب الشك على مصراعيه، سيما بعد التعثر داخل القواعد مع مولودية العلمة، ثم الانهيار بالتلاغمة، وهو ما شأنه أن يحفز الضيوف على العودة بنتيجة إيجابية، في أول خرجة رسمية للمدرب الجديد منير زغدود مع “صفراء الضاحية”.
على صعيد آخر، فإن الإثارة ستكون حاضرة بملعب سفوحي بباتنة، أين سيتجدد اللقاء بين “الكاب” ومولودية قسنطينة، في قمة تقليدية يسعى من خلالها كل طرف لتعزيز الرصيدين النقطي والمعنوي، في مباراة يبقى القاسم المشترك فيها دخول كل فريق بمدرب جديد، ويتعلق الأمر بالعائدين لعلاوي وبلعريبي، رغم أن ورقة الأرض والجمهور، تمنح أفضلية نسبية لشباب باتنة، الساعي لوضع حد لنزيف النقاط داخل الديار.
إلى ذلك، فإن اتحاد الشاوية يراهن على أفضلية العوامل التقليدية بحثا عن الفوز الثالث تواليا، وبالمرة تأكيد الاستفاقة المسجلة بعد انطلاقة جد متذبذبة، لكن المأمورية في غاية الصعوبة، مادامت مولودية العلمة تجيد التفاوض في السفريات، بدليل أنها نجحت في خطف التعادلات في تنقلاتها الثلاثة السابقة، بينما تبقى مقابلة حمراء عنابة ونادي التلاغمة مفتوحة على كل الاحتمالات، لأن “الحمراء” تواصل البحث عن أول فوز لها في الموسم، بعد 8 جولات عجاف، في حين تبقى مهمة الزوار تفادي الهزيمة، لتمرير الاسفنجة على الإقصاء من منافسة الكأس على يد أكاديمية المدية من الجهوي الأول، سيما وأن “التلاغمية” شذوا عن المألوف هذا الموسم، وأبانوا عن هشاشة كبيرة بعيدا عن معقلهم بملعب خبازة بشير.
وفي سياق ذي صلة، تبدو مأمورية شبيبة سكيكدة صعبة للغاية، لأن الرحلة إلى الرغاية ليست محمودة العواقب، الأمر الذي سيزيد في تعقيد الوضعية ضمن ثلاثي المؤخرة، في حين تبقى الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة في “الديربي” الذي سيجمع وفاق سور الغزلان بالجار شباب برج منايل، جراء تقاسم الفريقين طموح لعب الأدوار الأولى.
ص / فرطــاس