اللعـب في الاحتـراف يتطلـب شروطــا
• العودة القوية والتواجد في الوصافة ليس مفاجأة
اعتبر رئيس نادي التلاغمة توفيق بوضياف، تواجد فريقه في الصف الثاني في سلم ترتيب المجموعة الشرقية لبطولة الرابطة الثانية أمرا منطقيا، ولا يمكن تصنيفه في خانة المفاجآت، وأكد بأن الهدف المسطر يبقى متمثلا في المحافظة على التقاليد التي اكتسبها الفريق في الوطني الثاني منذ صعوده، وذلك بلعب الأدوار الأولى.
وأشار بوضياف في حوار خص به النصر إلى أن الاستفاقة الملحوظة التي سجلها فريقه، جاءت بعد النجاح في تجاوز فترة الفراغ، مضيفا بأن الحديث عن الصعود سابق لأوانه، ولا يمكن أن يكون إلا بتوفر الامكانيات.
نودّ أن نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن سر انتفاضة الفريق، بعد انطلاقة كانت متعثرة؟
هذه الانتفاضة كانت بالنسبة لنا منتظرة، لأن نتائجنا في الجولات الأولى من البطولة لم ترق إلى مستوى التطلعات، وذلك راجع إلى عدة عوامل، انطلاقا من التغيير الكبير الذي عرفه التعداد مقارنة بالموسم الماضي، مرورا بالتذبذب الذي شهدته التحضيرات، لأننا انطلقنا في العمل جد متأخرين، وصولا إلى فترة الفراغ التي مرت بها التشكيلة في اللقاءات الأولى، دون تجاهل تأثر المجموعة بنقص التنسيق والانسجام، ولو أننا كنا في كل مرة نقدم مقابلات في المستوى، إلا أن النتائج في بعض اللقاءات كانت عكس ما كنا نستحقه، لكن مع مرور الجولات وتقدم المنافسة نجح الفريق في تخطي هذه النقائص، فأخذ الآداء الجماعي في التصاعد، لتكون ثمار ذلك إحراز 3 انتصارات متتالية، جعلتنا نحقق قفزة عملاقة في سلم الترتيب، وذلك بالارتقاء إلى مركز الوصافة، بفارق 3 نقاط فقط عن متصدر الفوج.
نفهم من هذا الكلام بأنكم متفائلون بمستقبل الفريق في باقي المشوار؟
التفاؤل ليس وليد هذه المرحلة وما شهدته من انتفاضة، بل أننا دوما نراهن على تأدية مشوار ناجح، خاصة وأن نادي التلاغمة كسب تقدير واحترام متتبعي بطولة الرابطة الثانية منذ صعوده، وهذا الموسم هو الثالث لنا في هذا القسم، لكننا اعتدنا على لعب الأدوار الأولى، والتجارب السابقة سمحت لنا باكتساب بعض الميزات، والتي أصبحت عبارة عن تقاليد، خاصة ما يتعلق بنقاط ملعب خبازة، والتي تبقى غير قابلة للتفاوض، رغم أننا نلعب دون جمهور، ونرحب بالضيوف، لكن سر هذا "الامتياز" يكمن في الروح العالية التي تلعب بها التشكيلة لقاءاتها داخل الديار، دون تجاهل التركيبة الثرية التي نمتلكها هذا الموسم، والتي تداركت الانطلاقة المتعثرة، بتحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية، ولو أن الكثير من المتتبعين صنفوا إقصاءنا من منافسة الكأس على يد فريق أكاديمية المدية، الناشط في الجهوي، في خانة المفاجآت، إلا أن هذا الخروج المبكر كان من عواقب الظروف التي مر بها الفريق في تلك الفترة، خاصة ما يتعلق بتعرض عديد الركائز لإصابات، كما أن انشغالنا كان منصبا على مشوار البطولة.
لكن حلم الصعود يبقى قابلا للتجسيد، بالنظر إلى نتائج الفريق، ومشواره في الوطني الثاني، أليس كذلك؟
اللعب في الرابطة الثانية كان بمثابة الحلم الذي تجسد، ويعد من ثمار الاستقرار التام الذي يعرفه الفريق، سواء من الناحية الإدارية، ببقاء طاقم مسير لأزيد من عشريتين من الزمن، وكذا المدرب زمامطة الذي يقود التشكيلة للموسم رقم 13، وهي معطيات تجعلنا نصنع الاستثناء في الساحة الكروية الجزائرية، وهذه الإستراتيجية في العمل سمحت لنا بكسب فريق ينال الثناء والتقدير في الوطني الثاني، وسط أندية لها باع طويل في القسم الأول، لأن مجموعة الشرق قوية بتركيبتها، وليس من السهل ضمان البقاء، لكننا أصبحنا من المتنافسين التقليديين على المراكز الأولى، وهدفنا في المدى القصير يبقى منحصرا في إنهاء مرحلة الذهاب فوق "البوديوم" قبل النظر إلى حظوظنا في الصعود.
وما هي الأسباب التي تحول دون رفع عارضة الطموحات مباشرة، والمراهنة على ورقة الصعود؟
ليس من السهل الحديث عن اللعب في الرابطة المحترفة، لأننا في الوقت الراهن لا نتوفر على مقومات "الاحتراف"، والتواجد في حضيرة النخبة يتطلب الاستجابة لمتطلبات دفتر الشروط، رغم أننا نبقى قادرين على تجسيد هذا الحلم ميدانيا، إذا ما توفر لدينا القليل من الامكانيات المادية، ولو أن وضعيتنا الحالية تعكس العمل الجبار الذي تقوم به اللجنة المسيرة، لأننا ودون الخوض في حجم الإعانات التي نتحصل عليها سنويا، والتي لا تكفي لتغطية مصاريف فريق ينشط في الجهوي الثاني، فإننا وفينا بنسبة كبيرة من التزاماتنا تجاه اللاعبين، وذلك بمنحهم رواتب شهرين، إضافة إلى تسديد علاوات كل اللقاءات، باستثناء الفوز الأخير المحقق أمام شباب باتنة.
حــاوره: ص / فرطــاس