الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق لـ 20 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

العالم ينتفض دعما للأسطورة

تصريحات لوغريت العنصرية ضد زيدان تزلزل فرنسا

أثارت التصريحات العنصرية و»غير اللائقة» من رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوغريت ضد زين الدين زيدان ضجة كبيرة دفعت أساطير اللعبة ووسائل الإعلام العالمية للانتفاض والرد، في محاولة للانتصار لأحد أفضل من داعبوا كرة القدم عبر التاريخ.

و غداة الإعلان عن تمديد عقد مدرب الديكة ديديي ديشان حتى عام 2026، خرج لوغريت بتصريحات مستفزة عن زيدان، حيث قال لقناة «مونتي كارولو» الفرنسية ليلة أمس الأول ردا على سؤال حول الخبر الذي تم تداوله في الأيام الماضية، والمتمثل في إمكانية تدريب زيدان لمنتخب البرازيل: «لا أكترث لذلك، يمكنه الذهاب أين يريد سواء من أجل تدريب ناد أو منتخب في أوروبا أو حيث يريد».
وواصل الرجل الأول في الاتحاد الفرنسي حديثه عن زيدان بشكل مفاجئ وغريب، مضيفا: «لم نفكر أبدا في التخلي عن ديشان، وزيدان لم يتصل بي، وحتى لو فعل فلن أرد عليه»، في خرجة فيها تقليل من الاحترام تجاه زيدان، لا سيما وأن ذا الأصول الجزائرية لم يتفوه إطلاقا، ولم يعلن رغبته في تولي تدريب الديكة.
ولم يتوقف لوغريت في محاولة إهانة زيدان عند هذا الحد، بل أضاف: «تريدونني أن أنصحه بأن يدرب ناد أو منتخب ما، وأن أقول له مرحبا، عليك أن تبحث عن فريق، لأننا اتفقنا على بقاء ديشان. عليكم باستضافته والقيام معه بحصة من أجل أن يجد فريقا يدربه».
وانتقل لوغريت للحديث عن التعامل مع قضية كريم بن زيمة مهاجم منتخب فرنسا وقائد ريال مدريد، التي أثارت جدلا واسعا في معسكر الديوك، بعد استبعاد اللاعب، في ظل معاناته من الإصابة، قبل أن تشير التقارير إلى أن ديشان رفض عودته رغم التعافي.

وقال رئيس اتحادية فرنسا لكرة القدم عن بن زيمة: «لقد أصيب، وغادر للأسف، وأنا آسف لذلك، أنا معجب بمسيرة كريم، الذي قضى أفضل عام في حياته، لسوء الحظ، في الدورة التدريبية الأولى أو الثانية عانى من بعض الانزعاجات»، وتابع: «لا يهمني ما يقوله الناس (في قضية بن زيمة)، كان لدينا 24 لاعبا وأنهينا المسابقة بـ24، واستأنف بن زيمة التدريبات عندما انتهت المسابقة وليس قبل ذلك»، وأتم قائلا: «أنا آسف، كنت أقول لنفسي إن جيرو إذا لم يلعب ربما لم نكن لنسجل هذا العدد من الأهداف».
وصنف متابعون تصريحات لوغريت في خانة التقليل من احترام لاعب يُعد أحد أساطير الكرة الفرنسية، وقدم الكثير للديكة خلال مسيرته الكروية، كما كان وراء أول تتويج لمنتخب فرنسا بكأس العالم عام 1998، بعد تسجيله هدفين في الانتصار على البرازيل في المباراة النهائية.
ويبدو أن نويل لوغريت قد ارتكب خطأ جسيما بإظهار حقده الدفين للنجم السابق لريال مدريد الإسباني، حيث يكون قد دق آخر مسمار في نعش الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الذي يتواجد على فوهة بركان، بعد خسارة نهائي مونديال قطر 2022، ناهيك عن بروز عدة أزمات على السطح، لعل آخرها ما حصل مع بن زيمة، وما انجر بعد ذلك من تبادل للاتهامات بين محيط اللاعب والمدرب ديشان الذي تؤكد كل المصادر أنه وراء مغادرة كريم لمعسكر المنتخب الفرنسي، كما كان وراء رفض عودته لخوض المباراة النهائية رغم تعافيه التام من الإصابة.
وظهر لوغريت خلال الإطلالة الإعلامية التي وصفها أهل الاختصاص بالمخزية، وكأنّه يحقد على زيدان، وهو ما قد يفسر إصراره على تمديد عقد ديشان، حيث قاد الرجل الأول في بيت الاتحاد الفرنسي المفاوضات بشكل شخصي، إذ ظهر وكأن بقاء ديشان كان الحل الوحيد لقطع الطريق على زيدان، الذي رشحته كل المصادر الإعلامية لاستلام زمام العارضة الفنية للديوك بعد نهاية مونديال قطر، خاصة وأنه اعتذر في وقت سابق لعديد الأندية والمنتخبات.
وندد الجميع بتصريحات لوغريت بحق زيدان، معتبرين أنه من العار أن يدلي رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بمثل هذه التراهات في حق لاعب قدم الكثير للكرة الفرنسية وكان وراء فوزها بالألقاب القارية والعالمية.
ويبدو أن هذه الأزمة الجديدة التي افتعلها لوغريت ضد زيدان وبدرجة أقل بن زيمة قد تزيد الطين بلة على رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، خاصة مع تزايد الأصوات المطالبة بتنحيته من منصبه، وهو المعروف بعدائه وعنصريته ضد كل ماهو عربي، بدليل مساندته المطلقة لمدربه ديشان في قضيته ضد بن زيمة الذي استبعد لسنوات عن صفوف المنتخب الفرنسي، بسبب أصوله الجزائرية.

وخسر لوغريت كل شيء، بسبب تصريحاته غير المسؤولة، فكلمات قليلة ضد أحد أفضل أساطير الساحرة المستديرة، حولته إلى شخص منبوذ في كل مكان، وخصوصا في الوسط الرياضي العالمي، كما كانت هذه الخرجة غير اللائقة سببا في تضاعف حب الناس للأسطورة زيدان الذي لا يزال يحافظ على شعبيته الجارفة، رغم اعتزاله اللعب منذ أكثر من 16 سنة كاملة.
ومما لا شك فيه أن تصريحات لوغريت هي سقطة أخرى قضى بها على نفسه وكشف من خلالها عن توجهات ومكنونات ظل لسنوات يحاول إخفاءها، والمتعلقة بعنصريته اتجه كل ماهو عربي ومسلم، وإلا كيف نفسر هجومه على أحد أساطير كرة القدم العالمية والفرنسية، لا لشيء سوى لأن «زيزو» ينحدر من من الجزائر التي كان ولا يزال يحاول الوقوف إلى جانبها كلما أتيحت له الفرصة، على غرار المساعدات الطبية التي قدمها لبجاية إبان جائحة كورونا.
مبابي يهب لنجدة مثله الأعلى

وتعرض رئيس الاتحاد الفرنسي لوابل من الانتقادات خلال الساعات الماضية، سواء من الجماهير الفرنسية أو وسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم، حتى أن بعض النجوم خرجوا ليدافعوا عن زيدان، على رأسهم نجم الديكة كيليان مبابي.
وعبر هداف نادي باريس سان جيرمان في تغريدة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن استيائه من تصريحات لوغريت، مبديا مساندته المطلقة لزيدان الذي هب لنجدته بطريقته الخاصة، وهو الذي يعتبره مثله الأعلى : «زيدان هو فرنسا، لا يجب أن نقلل احترامنا لأسطورة مثل هذاعلى هذا النحو».
وزيرة الرياضة الفرنسية تطالب بالاعتذار الفوري
وتصاعدت الأزمة، بعدما دخلت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا، على الخط، وطالبت لوغريت بضرورة الإسراع في تقديم الاعتذار لزيدان.
وعبرت وزيرة الرياضة الفرنسية هي الأخرى عن غضبها من تصريحات لوغرايت وطالبته بالاعتذار عن قلة الاحترام التي أظهرها لأحد أساطير كرة القدم الفرنسية، وغردت كاستيرا على صفحتها عبر «تويتر» قائلة: «تصريح خارج السياق مرة أخرى مع عدم احترام مُخز هذه المرة، وهذا يؤلمنا جميعا، لأنه بحق أسطورة في كرة القدم والرياضة عموما»، وتابعت كاستيرا قائلة: «لا ينبغي لرئيس أكبر اتحاد رياضي في فرنسا أن يقول هذا الكلام المخزي، عليك أن تتقدم بكل عبارات الاعتذار لزين الدين زيدان من فضلك».
ريبيري يسخر وجوركييف يندد

أما نجم منتخب فرنسا السابق، وأفضل لاعب في أوروبا لعام 2013، فرانك ريبيري الذي لديه ارتباطات خاصة بالجزائر بحكم أن زوجته تنحدر من ولاية وهران، فكتب عن رئيس الاتحاد الفرنسي ساخرا على تويتر: «أنت تعجبني، ولكن يجب أن تذهب لرؤية الطبيب فورا»، ثم وضع عبارة «زيزو» وعلم فرنسا بجوارها، ورسم تعبيري يعبر عن طلب السكوت.
وخرج يوري جوركاييف أسطورة أخرى لفرنسا لانتقاد تصريحات رئيس الاتحاد، حيث قال في تغريدته: «تصريحات سيئة، في وضع سيء، نحن نتحدث عن بطل العالم، نحن نتحدث عن بطل العالم».
ريال مدريد يقف بجوار أسطورته
وحتى ريال مدريد، لم يتردد في الهجوم على رئيس الاتحاد الفرنسي، والدفاع عن نجمه السابق ومدربه الذي حصد معه الألقاب، لعل آخرها الثلاثية التاريخية في مسابقة رابطة الأبطال الأوروبية، وجاء بيان النادي الملكي: «يأسف نادي ريال مدريد للتعليقات المؤسفة التي أدلى بها رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوغريت بخصوص زين الدين زيدان أحد أكبر أساطير الرياضة في العالم».
وتابع:»تُظهر هذه التصريحات عدم احترام أحد أكثر الشخصيات إثارة للإعجاب من قبل مشجعي كرة القدم حول العالم، ونادينا ينتظر التصحيح الفوري. زيدان، بطل العالم وأوروبا بقميص بلاده، من بين العديد من الألقاب الأخرى، يجسد قيم الرياضة، وقد أثبت ذلك طوال مسيرته الاحترافية كلاعب وكمدرب».واختتم:»تصريحات رئيس الاتحاد الفرنسي غير مناسبة لشخص لديه مثل هذا التمثيل، وهي في حد ذاتها غير مناسبة، مثل تلك التي أدلى بها أيضا عن قائدنا كريم بن زيمة، حامل الكرة الذهبية الحالية، بطل دوري الأمم مع فرنسا في عام 2021 والفائز ب 5 بطولات دوري الأبطال».
زيدان يرفض الدخول في حرب كلامية   !

وفي خضم الأزمة التي افتعلها لوغريت، وردود الأفعال القوية من أساطير اللعبة ورجال الإعلام عبر العالم، فضل الأسطورة زيدان التزام الصمت، وأكدت صحيفة «ليكيب» الفرنسية أن «زيزو» قرر عدم الدخول في حرب كلامية مع رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، مفضلا عدم التعليق على هجومه غير المبرر، وهي نفس الاستراتيجية التي اتبعها كريم بن زيمة في قضيته مع ديشان.
حالة الغضب العارمة دفعت لوغريت لطلب العفو
وبعد يوم من التصريحات المثيرة للجدل، سارع لوغريت لتقديم اعتذاره بشكل رسمي لزيدان، خاضعا للضغوطات الكبيرة الممارسة عليه، وأقرّ رئيس الاتحاد الفرنسي في بيان لوكالة فرانس برس أمس، بتصريحاته غير اللائقة التي سببت ما أسماه «سوء فهم» تتعلق بأسطورة منتخب الديوك، مقدما له «اعتذارا شخصيا»، وصرح لوغريت في اليوم التالي لكلامه بشأن زيدان: «ولدت هذه التصريحات غير اللائقة سوء فهم، أود أن أقدم اعتذاري الشخصي عن هذه التصريحات التي لا تعكس إطلاقا أفكاري ولا تقديري للاعب الذي كان عليه والمدرب الذي أصبح».                
سمير. ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com