صراع محتدم على تذكرتي - مجموعة الموت - بعنابة وبراقي
احتفظت المجموعة الثانية بكامل أسرارها إلى غاية الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول، على اعتبار أن المنتخبات الأربعة المشكلة لهذا الفوج مازالت تحتفظ بكامل حظوظها في المرور إلى ربع النهائي، ولو بدرجات متفاوتة، لكن كل طرف يبقى مصيره بأرجل لاعبيه، الأمر الذي يجعل التنافس مرشحا لبلوغ الذروة في لقاءي جولة إسدال الستار على أول الأدوار، والصراع سيكون على أشده سهرة اليوم بداية من الساعة (20 سا)، بملعبي نيلسون مانديلا ببراقي و19 ماي 1956 بعنابة.
«الرافعات» على بعد خطوة من انجاز تاريخي
شكل المنتخب الأوغندي المفاجأة السارة للجولتين السابقتين في هذه المجموعة، بعدما حصد 4 نقاط، فكان فوزه على السنغال بمثابة انجاز غير مسبوق، لأنه الأول من نوعه الذي تحرزه النخبة الأوغندية في تاريخ مشاركاتها في «الشان»، رغم أنها تسجل سادس ظهور لها في هذه المنافسة، وقد انتظرت إلى غاية المقابلة رقم 16 في سجل مشاركاتها في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين لتذوق نشوة الفوز، بعدما اقتصر الحصاد في سابق النسخ على 5 تعادلات و9 هزائم.
وقدمت «الرافعات» الأوغندية أوراق اعتمادها كطرف بارز في المعادلة منذ المقابلة الأولى، بفرض التعادل على منتخب الكونغو الديمقراطية، قبل أن يكون التأكيد أمام السنغال، لتضرب بذلك بكل الحسابات الأولية عرض الحائط، لأن منتخب أوغندا كان قبل انطلاق الدورة يصنف في خانة الحلقة الأضعف، بالنظر إلى مشواره المتواضع في الدورات السابقة، إلا أن حقيقة الميدان أسقطت كل هذه الحسابات في الماء، فأصبحت تشكيلة المدرب الصربي ميتشو، بحاجة إلى تعادل فقط لضمان التواجد في ربع النهائي، وبالتالي تحقيق انجاز تاريخي.
حاجة المنتخب الأوغندي إلى نقطة تقابلها وضعية مغايرة للمنتخب الإيفواري، الذي سيدخل أرضية ميدان ملعب نيلسون مانديلا، بنية البحث عن فوز يعبد له الطريق إلى ربع النهائي، لأن «الفيلة»، حصدت نقطة يتيمة في الجولتين السابقتين، مع العجز عن هز الشباك إلى حد الآن، ومعطيات الفوج الثاني تبقيها أمام حتمية انهاء الدور الأول بانتصار، وبفارق هدفين على أقل تقدير للاطمئنان رسميا على حجز مقعد في ربع النهائي، لأن ذلك سيكون كافيا لكسب الرهان في جميع الحالات، حتى لو اقتضى الأمر الاحتكام إلى نص المادة 74 من قوانين تنظيم المنافسة، وما دون ذلك فإن المنتخب الإيفواري سيجبر على حزم الحقائب، إذا ما فشل في تجاوز عقبة «الرافعات»، دون انتظار أي نتيجة من ملعب عنابة، و»سيناريو» الخروج المبكر من الدور الأول سبق وأن عايشته «الفيلة» في دورات 2009، 2011 و2018، ليبقى أفضل انجاز ذلك المحقق في نسخة 2016، لما احتل الإيفواريون المركز الثالث، وهي المرة الوحيدة التي تمكنوا فيها من تخطي عقبة دور المجموعات.
تساوي 3 منتخبات في الرصيد احتمال وارد
هذه الوضعية تلقي بظلالها على المعطيات الأولية لمباراة سهرة اليوم بملعب براقي، لأن المنتخب الأوغندي، يبحث عن تعادل يرسم له التأهل التاريخي إلى ربع النهائي، في حين لا يملك منتخب كوت ديفوار أي خيار سوى الفوز، وإذا كان الانتصار بفارق هدف فإن إمكانية اللجوء إلى حسابات المادة 74، قد تتطلب الاحتكام إلى حسابات أخرى معقدة، مادامت المعطيات مقترنة بنتيجة لقاء عنابة، وتعادل السنغال مع فوز «الفيلة»، سيضع 3 منتخبات جنبا إلى جنب بنفس الرصيد، وهذه الحالة التي قد تمتد إلى حسابات أفضل هجوم، غير أن إجراء عملية سحب القرعة يبقى أيضا ممكنا، وهذا في حال انتهاء قمة «بونة» دون اهتزاز الشباك، مع فوز كوت ديفوار بهدف وحيد. من هذا المنطلق، فإن هناك 11 احتمالا يبقى واردا بشأن هذه الوضعية، واللجوء إلى عملية القرعة قد يكون بين منتخبين أو ثلاثة، سواء من أجل تحديد متأهلين من بين ثلاثي، وهو أمر يخص منتخبات السنغال، أوغندا وكوت ديفوار، كما يمكن تحديد متصدر المجموعة، إذا ما تساوي منتخبا الكونغو الديمقراطية وأوغندا في الرصيد (5 نقاط)، بينما تبقى الرؤية في باقي الحالات واضحة.
«أسود التيرانغا» قد تكبد «الفهود» «نكسة» غير مسبوقة
على صعيد آخر، فإن القمة الثانية لهذا الفوج والتي سيكون ملعب 19 ماي بعنابة مسرحا لها وتجمع «أسود التيرانغا» بمنتخب الكونغو الديمقراطية، ستجرى بحسابات أولية واضحة، لأن منتخب السنغال قد يكفيه التعادل لضمان التأهل إلى ربع النهائي، شريطة عدم فوز كوت ديفوار في براقي، وإحراز «أسود التيرانغا» نقطة في موقعة سهرة اليوم قد يستوجب الاحتكام إلى عملية القرعة، والتي ستكون «ثلاثية» الأطراف، من أجل تذكرتين، في حين سيكفي الانتصار لتعبيد الطريق مباشرة إلى الدور الثاني.
رحلة بحث المنتخب السنغالي عن ثاني ظهور له في ربع النهائي، في ثالث مشاركة له في «الشان»، يقابله إصرار كبير من منتخب الكونغو الديمقراطية على تجنب انتكاسة غير مسبوقة، على اعتبار أن «الفهود» لم تتجرع إطلاقا مرارة الإقصاء من الدور الأول في 4 مشاركات سابقة، لأن الكونغوليين توجوا باللقب القاري في نسختي 2009 و2016، في حين توقفت مغامرتهم في الدور الثاني في طبعتي 2011 و2014، ومواجهة شبح الإقصاء التاريخي من دور المجموعات تحتم على كتيبة المدرب نغوما الانتفاضة، خاصة وأن العقم الهجومي اتضح جليا، بالتعادل دون أهداف في لقاءين متتاليين مع أوغندا وكوت ديفوار، لكن الفوز على السنغال يعني ضمان التأهل، مع إجبار «اسود التيرانغا» على توديع المنافسة.
ص / فرطاس