عجز شباب باتنة عن اجتياز عقبة ضيفه الاتحاد السوفي، مكتفيا بنقطة واحدة في مباراة عرفت انطلاقة قوية للمحليين، من خلال الضغط على دفاع السوافة والاستحواذ على منطقة الوسط، ما سمح لهم بنقل الخطر مبكرا إلى المعسكر المقابل، بالاعتماد خاصة على الأطراف، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك صواني، حيث أهدر أمغشوش فرصة سانحة لخطف هدف السبق عند الدقيقة (11)، ثم زبيري (د14) بعد عمل فردي.
ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن أصحاب الأرض أبانوا عن نزعة هجومية ملحوظة، ولو أن ذلك لم يكن كافيا لتجسيد سيطرتهم في غياب النجاعة الهجومية، والفعالية المطلوبة، ما تجسده محاولة شخريط بتسديدة قوية(د22)، وأخرى لبن صالح كاد على إثرها افتتاح باب التسجيل (د28).
ومع ذلك، لم يفقد الزوار ثقتهم في النفس، فحاولوا تنظيم صفوفهم، واللعب بعقلانية، مع تحصين مواقعهم الخلفية، واللجوء إلى المرتدات، غير أن قلة التركيز فوت على هادف إمكانية هز شباك بولطيف في (د30)، وكذا فول في (د33)، قبل أن يجانب العباس التهديف من كرة ثابتة للكاب، أخرجها عطية إلى الركنية (د38).
الضيوف، حتى وإن حاولوا نقل الكرة إلى منطقة الشباب، والحد من حرارته، إلا أنهم عجزوا عن إبراز قدراتهم، ما جعلهم يتحملون عبء اللعب وضغط المنافس الذي فشل في فك شفرة كتيبة بن دريس، إلى حين الدقيقة (د44) التي كادت أن تبتسم للباتنيين إثر تنفيذ خناب مخالفة مباشرة، لولا تدخل الحارس صواني.
المرحلة الثانية، عرفت ارتفاعا في ريتم اللعب، بعد أن رمى المحليون بكامل ثقلهم في المعسكر المقابل، من خلال تكثيف المحاولات بغية إحداث التفوق باللجوء إلى الهجمات السريعة التي لم تشكل خطرا على مرمى الاتحاد، حيث ضيع أمغشوش هدفا محققا في(د57)، ليسير على خطاه لوصيف بعد تمريرة من زميله زبيري في(د66)، ومع مرور الوقت ازداد الضغط النفسي للمقابلة، تزامنا مع خروج الضيوف من قوقعتهم والقيام بهجمات، كادت أن تثمر إحداها عن طريق بن عمارة في (د 78)، لتبقى الأمور على حالها حتى الدقائق الأخيرة التي عمد خلالها أبناء الجنوب إلى تسيير الوقت والنتيجة بالاقتصاد في الجهود، رغم الفرصة السانحة التي أهدرها حاج ساعد (د42) بعد أن تصدى الحارس بولطيف ببراعة لكرته، لتنتهي المواجهة بتعادل يحمل طعم الخسارة للكاب الذي دفع بذلك ثمن الصراعات الداخلية.
م ـ مداني