تتجه أنظار متتبعي بطولة ما بين الجهات، في مجموعة وسط شرق ظهيرة اليوم، صوب ملعبي سليمان عميرات ببرهوم، والوحدة المغاربية ببجاية، أين سيكون الصراع عن بعد بين الثنائي المتنافس على تأشيرة الصعود، في محطة تعد من أهم المنعرجات في السباق نحو منصة التتويج، لأن إفرازاتها كفيلة بالكشف عن معطيات جديدة لباقي المشوار، في الوقت الذي تتواجد فيه كوكبة المهددين بالسقوط على صفيح ساخن، لأن دائرة الخطر اتسعت، ولو أن أوضاع أهلي البرج ووفاق المسيلة مرشحة للتأزم أكثر.
الجولة 23 من البطولة، تضع الرائد أولمبي أقبو على المحك، لأن الرحلة إلى برهوم محفوفة بالمخاطر، والخروج منها بكامل الزاد أمر صعب التجسيد ميدانيا، على اعتبار أن الاتحاد المحلي لم يفرط في الكثير من النقاط بملعبه، رغم أن الزوار لا يملكون أي خيار سوى تجاوز هذه العقبة بنجاح، وتفادي الهزيمة في أسوأ الأحوال، حتى يتسنى لهم المحافظة على هامش مناورة يتعدى نقاط المقابلة الواحدة، مادامت كل الحسابات مبنية على موقعة الإياب بجيجل في الجولة 28، مما يجعل الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة، بين مستضيف سيلعب متحررا من كل الضغوطات، ورائد مطمئن على عرش الصدارة لجولتين على الأقل، لكن وضعيته تحتم عليه مواصلة المشوار بنفس الإيقاع، دون هزيمة.
صعوبة مأمورية قائد القافلة، لا تعني بأن الوصيف متواجد في أريحية، بل أن فريق شبيبة جيجل مقبل على سفرية ليست مضمونة العواقب، وذلك بالتنقل إلى بجاية لملاقاة المولودية المحلية، في قمة تقليدية بطابع "الديربي"، تكتسي نقاطها أهمية بالغة في حسابات السقوط والصعود في آن واحد، لأن "النمرة" أصبحت لا تتوفر على أي فرصة أخرى للتعثر، مادام تدارك فارق 6 نقاط صعب للغاية، ويمر عبر النجاح في كل الامتحانات المتبقية، بينما تتواجد "الموب" أمام حتمية الانتصار، للخروج من منطقة الخطر، كونها تتقدم بخمس خطوات فقط عن مثلث المؤخرة، وأي تعثر آخر كفيل بتعقيد الأوضاع أكثر، خاصة بعد الهزيمة الأخيرة بالبرج، والتي زادت في فرض ضغط جماهيري كبير على تشكيلة المدرب موسوني.
من الجهة المقابلة، فإن معطيات معادلة السقوط تبقى قابلة للتغير في هذه المحطة، في ظل تواجد ثنائي المؤخرة على طرفي نقيض، لأن أهلي البرج سيجبر على الدفاع عن حظوظه خارج الديار، وهذا بالتنقل إلى بوسعادة لمواجهة الأمل المحلي، في لقاء أحادي الأهمية، لكن نتيجته تبقى "مفصلية" في أمر السقوط، خاصة وأن الأهلي كان قد سجل استفاقة ملحوظة في الجولات الأخيرة، بينما سيستفيد نادي الرغاية من عاملي الأرض والجمهور، باستقباله شباب أولاد جلال، والفرصة مواتية للتخلص من الفانوس الأحمر، في الوقت الذي تبقى فيه أوضاع وفاق المسيلة جد معقدة، بسبب تواصل مقاطعة اللاعبين للمنافسة، والتنقل إلى البويرة من شأنه أن يدحرج أبناء "الحضنة" أكثر نحو قاعدة الهرم، الأمر الذي من شأنه أن يقلص من فرص التدارك، لأن عملية الغربلة في قائمة المهددين قد تتواصل، واتحاد سطيف مرشح لمد خطوة عملاقة نحو بر الأمان، باستقباله اتحاد الأخضرية، مما يعني بأن "القرونة" مرشحة لترسيم البقاء في أقرب الآجال، وهذا في حال النجاح في كسب الرهان في هذه المحطة.
ص / فرطــاس