قـــــرارات - خاطئــــــة - تضـــع الحكــــام في قفص الاتهــــام
عرفت الجولة 22 لبطولة الرابطة المحترفة، انفجار موجة الغضب على التحكيم من طرف الكثير من مسيري وأنصار الأندية، بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الحكام، والتي كانت لها تأثيرات مباشرة على النتائج الفنية للمباريات، وما لذلك من انعكاسات على حسابات تفادي مرافقة هلال شلغوم العيد على متن قطار السقوط، فضلا عن معطيات الصراع من أجل الظفر، بتأشيرات المشاركة في المنافسات القارية الموسم القادم.
هذه المحطة كانت ببصمة واضحة وجلية من الحكام، لأن أغلب المقابلات كانت نهايتها على وقع سخط عارم على التحكيم، وتوجيه أصابع الاتهام للحكام، بتحديد نتائج المقابلات، من خلال اتخاذ قرارات مثيرة للجدل، الأمر الذي فتح ملف التحكيم مجددا، وعاد به إلى الواجهة، سيما وأن الاتهامات تجاوزت الخطوط الحمراء، لكن دون القدرة على تقديم الأدلة المادية، التي تكفي الهيئات الكروية لإحالة الملفات على العدالة، مع اتخاذ إجراءات عقابية رادعة، في حق المتسببين في التلاعب بأخلاقيات الرياضة، والتأثير على نتائج اللقاءات.
وكان "المشهد" الأول من مسلسل اتهامات الحكام قد عرفه لقاء نادي بارادو بالضيف شبيبة القبائل، لأن هذا "الكلاسيكو" كان بمثابة "نهائي النجاة"، في ظل تواجد الفريقين في نفس الوضعية، والصراع بينهما بلغ الذروة، بدليل اندلاع "حرب" التصريحات بين مسيري الفريقين قبل موعد المقابلة بنحو أسبوع، بسبب إشكالية التذاكر، لتكون "المعركة" الميدانية بطابع آخر، رغم أن اللجنة الفيدرالية للتحكيم كانت قد راهنت على الحكم الدولي يوسف قموح لإدارة هذه المباراة، إلا أن الأمور فوق المستطيل الأخضر وضعت طاقم التحكيم في قفص الاتهام، انطلاقا من مطالبة أسرة "كناري جرجرة" بضربة جزاء، مرورا بالاحتجاج على المساعد الأول محمد بن عميرة، المتحصل مؤخرا على الشارة الدولية، على خلفية وضعيات التسلل التي كان يشير إليها في الشوط الثاني، لتصل الأمور إلى حد الاتهام العلني بإصرار الحكام على خدمة نادي بارادو في هذه المواجهة، وهو ما ذهب إليه مناجير الفريق القبائلي فاروق بلقايد في الندوة الصحفية التي نشطها، ولو أن القسم الفيدرالي للنزاهة سارع إلى التحرك بسرعة البرق، واستدعى بلقايد لمطالبته بتفسيرات عن دوافع هذه الخرجة الإعلامية، مع إلزامه بتقديم الأدلة المادية التي تكفي لتبرير موقفه.
"سيناريو" قموح في ملعب الدار البيضاء، تكرر في سهرة نفس اليوم بمركب العالية ببسكرة، لأن الحكم أكرم مشايرية خرج من أرضية الميدان تحت وابل من الاتهامات، بتقديم خدمة لشباب بلوزداد، وهذا بعد مطالبة "البساكرة" بضربتي جزاء في الشوط الأول، قبل أن تكون النهاية بإعلان ركلة جزاء للضيوف في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وهو القرار الذي فجر غضب أهل الدار، لأن الضربة لم تكن ـ حسبهم ـ شرعية، ونتجت عن تمويه داخل منطقة العمليات، ليخرج رئيس اتحاد بسكرة عبد القادر تريعة عن صمته، ويؤكد بأن فريقه راح ضحية التحكيم للمرة الرابعة تواليا، موضحا بأنه لم يجد الطريقة التي يوصل بها رسالته إلى القائمين على شؤون كرة القدم الجزائرية بشأن مشكل التحكيم، في ظل الاستقلالية التامة التي تتمتع بها اللجنة المختصة، وعدم أخذها ـ كما قال ـ بعين الاعتبار تقارير وشكاوى الأندية، ونداءات التدخل التي ما فتئ يطلقها رؤساء الفرق تبقى على مستوى الرابطة المحترفة، دون أن يكون لها مفعول ميداني في التعيينات.
"واقعة" بن جهان أكبر من مشهد قموح ومشايرية
عاش ملعب 20 أوت ببشار أول أمس سهرة ساخنة، لأن الحكم بلال بن جهان كان المتهم الأول فيها بمعية طاقمه، لأن مسيري ولاعبي شبيبة الساورة اشتكوا مطولا من التحكيم، خاصة بعد "سيناريو" اللحظات الأخيرة من المواجهة، الذي تسبب في توقيف اللعب لنحو 10 دقائق، حيث أن الشبيبة سجلت الهدف الثاني، والمساعد بلعروسي كان متوجها إلى خط وسط الميدان، في إشارة منه إلى شرعية الهدف، لكن حكم الساحة بن جهان توقف قليلا قبل أن يعلن عن وجود خطأ لصالح دفاع جمعية الشلف، بعدما تأكد بأن مساعده الأول لم يرفع راية التسلل، وهي "ّحادثة" تسببت في تفجير غضب "نسور الجنوب"، مع تحميل كامل المسؤولية لطاقم التحكيم في حرمان الشبيبة من الفوز.
وشذّ عن موجة الغضب على التحكيم في هذه الجولة الطاقم التي قاده الحكم الدولي حسام بن يحيى، رغم أنه أدار القمة التقليدية بين وفاق سطيف واتحاد الجزائر، وقد خرج من هذه المواجهة بتحية تقدير من الطرفين، لأن قراراته لم تكن مؤثرة على النتيجة، في حين كان إعلان بوترعة عن ضربة جزاء لمولودية الجزائر أمام شباب قسنطينة من وضعية، كانت فيها زاوية الرؤية غير واضحة بالنسبة له، لكنه وظف سلطته التقديرية واتخذ القرار، ولو أن الفشل في ترجمة هذه الركلة إلى هدف التفوق خفف من وطأة القرار المتخذ.
ومن المنتظر أن تستدعي اللجنة الفيدرالية للتحكيم كل الطواقم التي كانت محل احتجاجات عارمة في هذه الجولة، مع توجيه مساءلات لكل حكم بخصوص الوضعيات التي كانت فيها القرارات المتخذة غير صائبة، قبل النظر في مبررات كل حكم، لأن ذلك يكون المنطلق الذي يكفي لوضع طاقم بكامل تركيبته في الثلاجة، كما كان عليه الحال مع أوكيل، بسبب الأخطاء التي ارتكبها في مقابلة شبيبة القبائل وهلال شلغوم العيد، وكذا بودربالي مهاجي، في انتظار النظر في ملف الحكم نبيل بوخالفة، الذي كان محل انتقادات لاذعة في "ديربي" القاعدة الشرقية بين شباب قسنطينة ووفاق سطيف، لأن هذا الحكم أسندت له مهمة إدارة لقاء اتحاد عنابة وجمعية عين مليلة في الجولة الماضية من بطولة الرابطة الثانية.
ص / فرطاس