تتواجد التشكيلة الوطنية لأقل من 17 سنة، في أفضل رواق لانتزاع بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة، بعد أن أوقعتها نتائج دور المجموعات في مواجهة المنتخب المغربي هذا الأربعاء، بملعب الشهيد حملاوي، في مباراة سيسعى خلالها أشبال المدرب أرزقي رمان، لتأكيد تفوقهم على هذا المنافس الذي أطاحوا به قبل أشهر في نهائي كأس العرب، وحققوا على حسابه أول لقب في تاريخ هذه الفئة السنية.
منتخبنا الذي عانى الأمرين خلال دور المجموعات، بعد سقوطه بثلاثية نظيفة أمام منتخب السنغال، واكتفائه بالتعادل الإيجابي أمام نظيره الكونغولي، سيخوض في الدور المقبل مقابلة مغايرة تماما عن المواعيد السابقة، بالنظر إلى أهمية الرهان المؤهل لمسابقة بحجم المونديال، وطبيعة المنافس الذي تمتلك عناصرنا أسبقية معنوية على حسابه، بعد التفوق عليه في بطولة كأس العرب، ولو أن الشيء الذي قد يصنع الفارق في مباراة من هذا النوع هو الحضور الجماهيري القوي، المرتقب من سكان مدينة «الجسور المعلقة»، الذين يستعدون لغزو مدرجات ملعب الشهيد حملاوي هذا الأربعاء، في محاولة لمنح الدفع اللازم لرفقاء الهداف مسلم أناتوف.
ودخلت العناصر الوطنية مباشرة في أجواء اللقاء المقبل الذي توده أن يكون تاريخيا، كما كان عليه الحال في بطولة كأس العرب، كيف لا والفريق على بعد 90 دقيقة فقط من اقتطاع بطاقة التأهل للمونديال الذي يأمل الجميع المشاركة فيه، بعد الخيبات التي لحقت بالمنتخبات السنية العاجزة عن التأهل للمحافل القارية.
وسيباشر رفقاء الحارس ماستياس حماش التحضيرات بمدينة قسنطينة غدا، أين سيحاول اللاعبون التعود على أرضية الميدان التي استفاد المنافس من خوض مباراتين عليها في دور المجموعات أمام كل من جنوب إفريقيا ونيجيريا، ولئن كانت هذه الجزئية البسيطة لا تثير قلق أرزقي رمان، الذي يراها في نفس جودة أرضية نيلسون مانديلا الذي لم يكن فأل خير على المنتخب الوطني، رغم النجاح في حسم تأشيرة التأهل في المرتبة الثانية.
ومما لا شك فيه، سيدرس الطاقم الفني للمنتخب الوطني منافسه بشكل دقيق، تحسبا لإعداد تشكيلة قادرة على اقتطاع بطاقة التأهل للمربع الذهبي، خاصة وأن أشرطة المباريات التي خاضها هذا الفريق باتت بين أيدي المدرب أرزقي رمان.
يأتي هذا في الوقت الذي حرص فيه الناخب الوطني أيضا سهرة أمس على طلب شريط مباراة المغرب أمام منتخب زامبيا، التي احتضنها ملعب 19 ماي بعنابة.
هذا، ومن المنتظر أن يجري المدرب بعض التغييرات التكتيكية على التشكيلة، من خلال الاستنجاد ببعض العناصر التي يراها قادرة على جلب الإضافة، على غرار بهلولي الذي كان حلوله كبديل في لقاء الكونغو موفقا، أين منح كرة مليمترية لزميله مسلم أناتوف، الذي واصل هوايته المفضلة في هز الشباك.
إقبال كبير على عملية اقتناء التذاكر
بمجرد أن حسم المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة تأهله للدور المقبل من المسابقة القارية، وتأكد انتقاله إلى قسنطينة لمقابلة المنتخب المغربي سهرة هذا الأربعاء بملعب الشهيد حملاوي، حتى شرعت الجماهير القسنطينية في الاستفسار عن موعد طرح تذاكر هذه المباراة عبر منصة «تذكرتي»، كون الجميع يود عدم تضييع هذه المقابلة، التي يتوقعون أن تكون مليئة بالندية والإثارة.
الجمهور القسنطيني الذي صنع الاستثناء والتميز في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، واصل تقديم اللوحات الجميلة في «كان» الأشبال، ولئن كان توافده لم يكن بنفس الأعداد الحاضرة في بطولة «الشان»، غير أن الصدام المرتقب هذا الأربعاء، بين شبان الخضر ونظرائهم من المغرب، سيجعل المدرجات تستقبل العدد الأكبر منذ إعادة فتح الملعب من جديد، كيف لا والأمر يتعلق بمباراة مهمة للمنتخب الوطني، الباحث عن تخطي المنافس وضمان التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة.
وحسب اللجنة المنظمة بولاية قسنطينة، فإن الإقبال على عملية اقتناء التذاكر سيكون كبيرا، وهو ما من شأنه أن يزيد من حلاوة هذا الموعد الذي ينتظره الجميع.
وأشار رئيس قطب قسنطينة أحسن عرزور، أن اللجنة ستحافظ على نفس الإجراءات الخاصة ببيع التذاكر، وما على الراغبين في التواجد بمدرجات حملاوي، سوى الولوج لمنصة تذكرتي لطلب التذكرة بنفس الطريقة المعتادة.
اللقاء سيلعب بمدرجات مملوءة عن آخرها
ومما لا شك فيه، سيلعب لقاء الأربعاء المقبل بين المنتخب الوطني ونظيره المغربي، بمدرجات مملوءة عن آخرها، بالنظر إلى أهمية الرهان المؤهل للمونديال وطبيعة المنافس، الذي لطالما كانت مبارياتنا معه مثيرة للغاية.
وستستقبل المدرجات قرابة 22 ألف مشجع، في حضور سيكون الأكبر من نوعه منذ إعادة فتح هذا المركب، الذي سيتزين دون شك هذا الأربعاء بالألوان الوطنية.
ومعروف على الجماهير القسنطينية شغفها بكرة القدم، وتعلقها الكبير بالمنتخبات الوطنية، وهو ما جعلنا نشهد حملات توعية كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل مطالبة المناصرين بالتوافد بقوة هذا الأربعاء، ومحاولة تقديم السند المطلوب لأشبال أرزقي رمان، الذين تنتظرهم مباراة مصيرية.
سمير. ك