جيل أولاد عدوان .. من منطقة ظل إلى منصة التتويج القارية !
كتب نادي الجيل الصاعد لأولاد عدوان لكرة الطائرة، التاريخ بأحرف من ذهب في سجل البطولات الإفريقية، بإحراز المرتبة الثالثة وحصد الميدالية البرونزية، على الأراضي التونسية بمدينة القليبية، في أول مشاركة قارية، لجيل يحمل أحلام شباب منطقة بلدية تقع شمال ولاية سطيف، تعشق كرة الطائرة، لكنها كبيرة بتاريخها وإرادة شبابها الطامح لوصول فريقه إلى سدة العالمية.
إعداد : خ - ل
مرشح للانسحاب يرفع الراية الوطنية فوق السحاب
لا يختلف اثنان، على أن النتيجة التي حققها نادي الجيل الصاعد أولاد عدوان للكرة الطائرة، هي نتيجة مثالية تعيد البريق لكرة الطائرة الجزائرية، الغائبة عن المنافسات القارية منذ 2019، كيف لا وهذه المرتبة الثالثة تحققت في أول مشاركة لنادي الجيل الصاعد على المستوى القاري، بصفته بطل كأس الجمهورية في الموسم الماضي، بإمكانيات متواضعة لا ترق إلى مستوى إمكانيات المنافسين المشاركين في هذه البطولة الكبيرة، وفي خضم أزمة مالية كادت أن تعصف بحلم المشاركة في البداية، لولا تدخل الوزارة الوصية عن طريق المديرية الولائية للتكفل بمصاريف المهمة، لتنقلب الموازين بإرادة فولاذية، من مجرد مشاركة شرفية إلى الفخر برفع الراية الوطنية في سماء القارة الإفريقية.
مشوار بطل ولا استسلام بعد الانهزام
بالعودة إلى مشوار كتيبة المدرب محمود كاتي في البطولة الإفريقية الأخيرة بمدينة القليبية التونسية، التي لعبت بين 9 و22 ماي الجاري، فقد استحق مشوار النادي وصف مسيرة بطل، حيث استهله ممثل الجزائر بالفوز على نادي «إيزاغ» السنغالي بثلاثة أشواط مقابل شوط، قبل تدوين «ريمونتادا» أمام نادي الموانئ الكيني، بقلب النتيجة من الخسارة في شوطين إلى الانتصار بثلاثة أشواط، ليتواصل الإصرار بفوز ثالث على نادي «كامرون سبور» بثلاثة أشواط مقابل شوط، والذي وضع الجيل الصاعد في المرتبة الأولى، التي أهلته لمواجهة المجمع الطاقوي الرواندي في الدور ربع النهائي، الذي تجاوزه باقتدار إثر الفوز في هذه المباراة بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد، وصولا إلى مواجهة عملاق الكرة الطائرة المصرية في المربع الذهبي نادي الزمالك، الذي أوقف زحف الكتيبة الجزائرية بصعوبة كبيرة، بفارق خمس إصابات في كل شوط.ولأن قلوب الأبطال لا تحمل مكانا للاستسلام، فقد استمر الإصرار الذي أثمر المرتبة الثالثة بعد التفوق على نادي دوالا الكامروني بثلاثة أشواط نظيفة، في المباراة الترتيبية، ليحجز الجيل لنفسه مكانة مستحقة على منصة التتويج.
21 ماي يوم تاريخي في سجل الألقاب
شاءت الصدف أن يصعد الجيل الصاعد أولاد عدوان إلى منصة التتويج قاريا بتاريخ 21 ماي 2023، الذي يتزامن مع الذكرى الأولى للاحتفال بتتويج النادي بأول لقب في تاريخه، كأس الجمهورية التي حاز عليها في نفس التاريخ من سنة 2022، ليصبح بذلك، هذا التاريخ راسخا في أذهان كل محبي النادي، الذي وصل إلى تشريف الراية الوطنية في المنافسة الإفريقية بعد إحراز أول كأس محلية، رغم حداثة النشأة ونقص الخبرة، منذ استقلالية الجيل عن الاتحاد الرياضي لبلدية أولاد عدوان في 2006، وتدرجه من القسم الولائي، إلى الممتاز ومنه إلى المشاركات الخارجية.
حلم يتحقق وهدف البطولة يلوح في الأفق
بتتويج نادي الجيل الصاعد أولاد عدوان للكرة الطائرة بلقبين في ظرف سنة واحدة بالتمام، فإن مما تحقق في الواقع الآن، كان بالأمس القريب حلما يراود كل من تعلق قلبه بالنادي وألوانه، غير أن الطموح مازال قائما لبلوغ الأفضل في المستقبل القريب، بعزم أشبال المدرب محمود كاتي على دخول دورة «بلاي أوف» بكلّ عزم وإرادة، في تحدي جديد رغم الإرهاق الشديد، ابتداء من اليوم، بهدف التتويج بلقب البطولة الذي يبقى هدفا رئيسيا، من أجل العودة إلى المشاركة في البطولة الإفريقية، وبحلم الوصول عبرها إلى البطولة العالمية.
2 مليار سنتيم معدّل الميزانية السنوية مع ديون إضافية
يعتبر الجانب المادي، هو الهاجس الأكبر الذي يؤرق مسؤولي نادي الجيل الصاعد لأولاد عدوان، رغم الدعم الذي يحظى به من مديرية الشباب والرياضة، المجلس البلدي والمجمع الصناعي للإسمنت «جيكا»، حيث ينحصر معدل الميزانية السنوية في حوالي ملياري سنتيم، مع عجز يفوق 700 مليون سنتيم تقريبا، وهي الميزانية المتواضعة التي لا ترق إلى مستوى إمكانيات المنافسين، الذين تفوق عليهم الجيل قاريا .
ح/ل
تصريحات صناع الإنجاز التاريخي
مهندس الإنجاز المدرب محمود كاتي
الحصاد تاريخي
قال مدرب الجيل الصاعد لأولاد عدوان، عن النتيجة المحققة في البطولة الإفريقية: "أعتقد أن المرتبة الثالثة التي تحصلنا عليها في البطولة الإفريقية جد مشرفة، في أول مشاركة للفريق، الذي تنقل في أجواء صعبة جدا، وقطعنا الرحلة برا إلى تونس على امتداد 22 ساعة، لكن اللاعبين كانا على قدر المسؤولية وحققنا هذه النتيجة التي تعتبر الهدف المسطر، وهي الوصول إلى نصف النهائي، تمنينا بلوغ النهائي، لكن ربما نقص خبرة لاعبينا منعتنا من تفجير أكبر مفاجآت الدورة، لكن تبقى هذه المشاركة جدّ إيجابية من جميع النواحي وتعلمنا منها كثيرا، وأظن بأن هذه النتيجة تاريخية، وشاءت الصدفة أن تكون في نفس التاريخ الذي نلنا فيه كأس الجمهورية خلال الموسم الماضي، ولما لا يكون لنا لقاء في شهر ماي القادم مع لقب آخر، مستطردا بالقول :"لا يجب أن نغفل بأن الفرق الجزائرية، لم تشارك في المنافسات الإقليمية منذ 2019، وهذا ما أدى إلى تراجع المستوى مقارنة بالفرق الإفريقية التي تطورت كثيرا بمشاركاتها المستمرة في كل موسم، ما أكسبهم خبرة أكبر، ولهذا سنعمل للمواظبة من أجل المشاركة باستمرار لتطور مستوى الفريق."
الإرهاق والإمكانيات المالية هاجسنا
وبالنسبة للتحدي القادم في البطولة، أضاف كاتي:" المنافسة الحقيقية انطلقت الآن، وسندخلها بكل قوة، نعاني من بعض الإرهاق لدى اللاعبين، لذا سنحاول تسيير هذه المرحلة لأنها جد حساسة، لأن الدورة الأولى في "بلاي أوف" لها وزن ثقيل في المنافسة، ولابد من أن نبدأ جيّدا. ربما لست مختصا في الجانب الإداري، لكن النادي يعاني كثيرا من الناحية المادية، وأمامنا تنقلات كثيرة إلى العاصمة ثم إلى تلمسان، في ظرف قصير، ومن هذا المنبر أوجه نداء للسلطات وعلى رأسها السيد الوالي الذي هنأ الفريق ويسانده دائما، حتى يدعمه أكثر، وسنعمل جاهدين دائما لنكون في المستوى ولا نخيب الجميع".
والي سطيف محمد أمين درامشي
هنيئا للجيل وولايتنا
جاء في نص رسالة تهنئة والي ولاية سطيف، محمد أمين درامشي لنادي الجيل الصاعد لأولاد عدوان للكرة الطائرة:" هذه النتيجة التي حققها نادي الجيل الصاعد لأولاد عدوان لكرة الطائرة، في البطولة الإفريقية بتونس، تشرف الكرة السطايفية والجزائرية، وهذا ليس بغريب على هذا النادي الذي لطالما حقق المراتب الأولى وطنيا، وأمنياتنا لمواصلة التألق وتحقيق المزيد من الانتصارات والتحليق عاليا في السماء الإفريقية، كما لا يفوتنا أن نتقدم بتعازينا القلبية لرضا بويمة رئيس النادي الذي فقد أخاه رحمه الله".
الناطق الرسمي باسم النادي الخميسي رحال
نرفع قبعة التقدير لكل من ساندنا
وجه الناطق الرسمي باسم النادي رسالة شكر عقب الإنجاز المحقق في بطولة إفريقيا، جاء فيها " صحيح بأن الظروف المالية والمادية للنادي صعبة، وهناك نقائص كثيرة نحتاج للدعم من أجل تلبيتها، إلا أن هذا لا يمنع ولا يحجب الدعم الذي وجده النادي من وزارة الشباب والرياضة والمديرية بالولاية، التي تدخلت من أجل تغطية نفقات المشاركة القارية، والتي تسعى للوقوف مع الفريق دائما، دون أن ننسى السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية ورئيس المجلس البلدي، ومجمع "جيكا" للإسمنت، الممول الوحيد للنادي خارج إعانات السلطات والهيئات الرسمية، وكل المحيطين بالنادي.
نائب رئيس النادي هشام بن ميلة
لو تتوفر الإمكانيات سنبلغ البطولة العالمية
يرى هشام بن ميلة نائب رئيس النادي، أن هذا التتويج هو ثمرة جهود الجميع، وأن هدف الفريق كان تشريف الكرة الطائرة الجزائرية،:"سعداء بتحقيق هذه النتيجة والصعود إلى "البوديوم"، وهو تأكيد على أن الكرة الطائرة مازالت قادرة على العطاء، العائق الأكبر لفريقنا هو شح الإمكانيات المالية والمادية، حيث نتدرب في قاعة صغيرة لا تلبي احتياجات فريق ينشط في القسم الممتاز، وبالمناسبة نتمنى استفادة الجيل الصاعد من قاعة جديدة مع تحسين أرضية قاعة الخربة".
وأضاف بن ميلة:"عندما أسسنا النادي، سطرنا أهدافا على امتداد عهدتين، يميزهما الاستقرار الذي يعتبر من أسباب النجاح، وبدأنا العمل من الفئات الشبانية، والوصول إلى القسم الوطني ثم الممتاز، وهذا ما تحقق، ثم ارتقينا إلى لعب الأدوار الأولى وإحراز الكأس، ثم المرتبة الثالثة قاريا، وباكتساب الخبرة والدعم المالي، يمكننا التتويج قاريا والذهاب إلى البطولة العالمية. هدفنا الحالي هو التتويج بالبطولة، لكن الهاجس الأكبر هو الإرهاق لأننا سندخل دورة "بلاي أوف" (اليوم) بعد يومين من العودة برا من تونس، وهدفنا الشامل هو الوصول إلى تكوين فريق الأكابر بنسبة 90 بالمائة من المكونين في الفئات الشبانية للنادي."
ثاني أفضل لاعب "وسط شبكة" في البطولة عبد الرحيم أعراب
قطفنا ثمار مجهودات كبيرة
قال عبد الرحيم أعراب حول النتيجة المحققة من النادي في البطولة الإفريقية، والجائزة الشخصية التي أحرزها كثاني أفضل لاعب وسط شبكة: "نحن فخورون بالنتيجة التي حققناها في البطولة الإفريقية بتونس، في وجود أندية كبيرة في القارة، أشكر اللاعبين، المدرب ورئيس الفريق وكل من ساندنا، وسعداء جدا بتشريف الولاية والجزائر عموما، أما على الصعيد الشخصي فتتويجي بلقب ثاني أفضل لاعب في منصبي كلاعب وسط شبكة، فهو ثمار العمل والمجهودات الكبيرة المبذولة طيلة المشوار وبفضل دعم رفاقي وكل من دعمني .
تمنينا تأخير أول موعد في "بلاي أوف"
وأضاف لاعب الجيل الصاعد: "بصراحة، لقد تفاجأنا بالبرمجة التي وضعتها الاتحادية، ولعبنا أول لقاء من دورة "بلاي أوف" اليوم الخميس، بعد عودتنا المتعبة من تونس، أين شرفنا الراية الوطنية، ونتمنى لو يؤخر الموعد قليلا، حتى يكون لنا وقت قليل للاسترجاع، حتى ندخل البطولة بقوة التي يبقى هدفنا هو التتويج بها.
اللاعب موسى إيتيم
حصّلنا نتيجة مثالية من لا شيء
صرح اللاعب المتألق في صفوف الجيل الصاعد، موسى إيتيم عن الإنجاز، بقوله: "المرتبة الثالثة التي عدنا بها من مشاركتنا في البطولة الإفريقية بتونس، تعتبر مثالية لأننا في الحقيقة وصلنا إليها من لا شيء، ولو كانت الظروف أحسن لكانت النتيجة أفضل، وقد أثبتنا بأننا نملك مستوى جيدا وسط الأندية الكبيرة المشاركة، التي تفوقنا عليها بكل جدارة واستحقاق، ومازال أملنا في التتويج بالبطولة.
زعيم محمد ياسين يؤكد مواصلة التحدي
سنواصل الأفراح بإحراز لقب البطولة
" أظن أننا شرفنا كرة الطائرة الجزائرية وولاية سطيف وبلدية أولاد عدوان بصفة خاصة، في أول مشاركة قارية لنا، رغم أن الإمكانيات شبه منعدمة، ورغم الصعوبات التي واجهناها إلا أننا لم نتنقل من أجل المشاركة فقط، وبتكاثف جهود الجميع من لاعبين، طاقم فني، إدارة وكل الطواقم وبفضل الروح الجماعية، تمكنا من الوصول إلى المنصة والعودة بالميدالية البرونزية، وهذه الدورة كانت فرصة لنا من أجل اكتشاف المستوى الذي لم يكن بعيدا عنا وواثقون بأننا قادرون على التتويج في الموسم القادم في حال المشاركة بعد اكتساب هذه الخبرة. رحلة العودة من تونس كانت شاقة برا، وموعد البطولة التي تنطلق اليوم الخميس، يجعلنا متخوفين من تأثير البرمجة التي تمنينا تأجيلها قليلا، لكننا عازمون على تقديم كل ما في وسعنا من أجل تحقيق الهدف المسطر، وهو التتويج باللقب.
أنور فودية خريج مدرسة الجيل
التتويج القاري هو الأغلى في مشواري
" لقد عشت أفراحا كثيرة مع نادي الجيل الصاعد لأولاد عدوان، الذي نشأت وترعرعت فيه منذ بدايتي في الفئات الشبانية، من خلال الألقاب المحققة مع مختلف الأصناف، وصولا إلى كأس الجمهورية في السنة الماضية مع الأكابر، غير أن إحراز المرتبة الثالثة في البطولة الإفريقية يبقى الأغلى إلى حد الآن، كما يبقى طموحنا قائما بالوصول إلى تحقيق الأفضل محليا وقاريا قريبا.
مدير الشباب والرياضة لولاية سطيف جمال زبدي
الجيل شرف الولاية والكرة الطائرة الجزائرية
وجه مدير الشباب والرياضة لولاية سطيف رسالة تهنئة للجيل الصاعد بعد العودة من تونس بنتيجة مشرفة في البطولة الإفريقية، جاء فيها:"أتوجه بتهاني لأسرة النادي من لاعبين، مدربين ومسيرين وأنصار، لقد شرفتم بلدية أولاد عدوان والولاية والجزائر والكرة الطائرة الجزائرية، بأداء رائع ومشوار متميز، وأتمنى لكم المزيد من الإنجازات الباهرة واعتلاء منصات التتويج في قادم المناسبات."