صنع أنصار المنتخب الوطني الحدث فجر أمس بمدينة عنابة، وذلك بمناسبة وصول «الخضر» إلى مطار رابح بيطاط الدولي، حيث كان العشرات من المشجعين قد سجلوا تواجدهم أمام المدخل الرئيسي للمطار، قبل أن تأخذ الأجواء ريتما «جنونيا» لما اقتربت حافلة المنتخب من مقر الإقامة المخصص لبلماضي وأشباله، لأن الاستقبال كان بالألعاب النارية، وكأن الأمر يتعلق بمقابلة رسمية، وهو مؤشر على أن ودية سهرة اليوم ستجرى بشبابيك مغلقة، وأمام جمهور قياسي، في مدرجات مكتظة عن آخرها.
وكسرت عودة النخبة الوطنية إلى ملعب 19 ماي 1956 الصمت «الرياضي» الذي عاشته ولاية عنابة منذ عدة سنوات، رغم أنها كانت قد احتضنت منذ بداية السنة الجارية دورتي «الشان» و»كان الأشبال»، لكن الجمهور العنابي له مكانة مميزة في الساحة الكروية الوطنية، وتراجع نتائج «الطلبة» في بطولة الرابطة الثانية جعل حفل صعود الفريق إلى الرابطة الثانية في 4 ماي 2017 آخر «حدث» رياضي يستقطب جمهورا قياسيا بالولاية، لتستعيد شوارع بونة الحيوية التي لها علاقة بالبعد الرياضي، والتي كانت قد افتقدتها فترة طويلة، وهذا بمجرد إعلان الفاف منذ أزيد من شهر عن قرار برمجة ودية للمنتخب الوطني بملعب 19 ماي، لأن هذا القرار جعل الجميع يترقب هذا الموعد لمشاهدة العناصر الوطنية عن قرب، ومن المدرجات، مادام «الخضر» قد غابوا عن مدينة عنابة منذ 27 مارس 2011، تاريخ آخر لقاء أجراه المنتخب في هذه المدينة، وكان بالفوز على المغرب، في إطار تصفيات «الكان».
ورغم أن وصول المنتخب إلى مطار عنابة كان في ساعة مبكرة من فجر أمس، إلا أن ذلك لم يمنع الأنصار من وضع بصمتهم بصورة جلية، وذلك من خلال استقبال «خرافي» كسروا به هدوء المدينة في أولى الساعات من اليوم، لأن طريق «الكورنيش» انطلاقا من ساحة الثورة كان قد شهد حركية غير مألوفة، بعدما فضل العديد من المناصرين «الشوفينيين» مرافقة المنتخب على طول المسلك المؤدي إلى مقر الإقامة بالفندق العسكري مصطفى بن عودة، في حين تجمع المئات من الأنصار على مستوى الساحة المقابلة للفندق، واستغلوا فرصة وصول حافلة المنتخب للتعبير عن فرحتهم بعودة «الخضر» إلى أحضان «بونة» من جديد، مع استعمال الألعاب النارية، في أجواء تؤكد تعلق المناصرين بالمنتخب، في الوقت الذي تم فيه ترديد شعار « في عنابة، مرحبا بكم»، لتحميس اللاعبين والتأكيد على شغف المشجعين لرؤية كل العناصر الوطنية، فضلا عن هتاف المشجعين مطولا بحياة جمال بلماضي.
ما صنعه الأنصار في استقبال «الخضر» فجر أمس، كان امتدادا لحالة «السوسبانس» التي عايشها آلاف المناصرين في رحلة البحث عن التذاكر، وهذا منذ الخميس الماضي، لأن المنصة الرقمية لم يتم فتحها سوى مساء أول أمس، تزامنا مع انطلاق مباراة «الخضر» في الكاميرون، فكان الإقبال عليها قياسيا، لحجز التذاكر، وكثيرون لم يسعفهم الحظ للظفر بتذكرة، بسبب بعض الإشكاليات المقترنة بالجانب التقني، في الوقت الذي ضبطت فيه لجنة التنظيم «المحلية» جملة من التدابير التنظيمية، حرصا على ضمان سير هذه المواجهة في أفضل الظروف، وذلك بمنع المناصرين من التوجه إلى الملعب بمركباتهم، وتخصيص الموقف الخارجي لركون الحافلات التي سخرتها السلطات الولائية لنقل الأنصار من عدة نقاط من تراب الولاية، خاصة أحياء مدينة عنابة، وكذا بلديات البوني، سيدي عمار، برحال، عين الباردة والحجار، وهذا بمجموع 21
حافلة. ص / فرطاس
