سهرة اليوم بعنابة (20 سا) : الجــــزائــــــر ـ تــــــــونس
يخوض المنتخب الوطني سهرة اليوم، مباراة ودية ستجمعه بنظيره التونسي، في موعد يطغى عليه طابع «الديربي المغاربي»، وإن يبقى في حجمه دون حسابات، بعد اطمئنان طرفيه على المشاركة في النسخة 34 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، لكنه في جوهره يعد فرصة للنخبة الوطنية للتأكيد على العودة التدريجية إلى الواجهة، بعد تجاوز فترة الفراغ التي مرت بها منذ دورة «كان 2021»، خاصة وأن كتيبة «الخضر» تشهد تغييرا في التركيبة البشرية، بمراهنة بلماضي على وجوه جديدة، في إجراء يتزامن مع انطلاق القاطرة بريتم جديد، على وقع الانتصارات المتتالية، بدليل أن التشكيلة الجزائرية فازت في اللقاءات الرسمية الثلاثة التي خاضتها منذ بداية السنة الجارية، والتي تندرج كلها في إطار تصفيات «كان 2023»، ومواجهة تونس تعتبر أول ودية في رزنامة المنتخب الجزائري خلال العام الحالي، بسبب عدم توفر تواريخ الفيفا.
مباراة سهرة اليوم، ستشهد عودة النخبة الوطنية إلى ملعب 19 ماي 1956 بعنابة، بعد غياب دام 4424 يوما، لأن آخر ظهور لها في «بونة» كان بتاريخ 27 مارس 2011، لما حققت الفوز على المنتخب المغربي في تصفيات «الكان» بهدف يبدة من ضربة جزاء، وقد جعل غياب «الخضر» عن عنابة أزيد من 12 سنة، الجمهور العنابي وأنصار المنتخب في الجهة الشرقية من الوطن يترقبون بشغف كبير هذه المقابلة، ولو أن بلماضي سيستعيد بهذه المناسبات ذكريات كان قد عايشها بهذا الملعب في مشواره كلاعب في صفوف النخبة الوطنية، خاصة في الفترة الممتدة ما بين 1999 و 2003، عندما كانت أغلب لقاءات المنتخب الجزائري تجرى بعنابة.
موعد هذه السهرة، يأتي في ظروف استثنائية، لأن فرص استرجاع الامكانيات البدنية لم تكن متاحة للمنتخبين، وبدرجة أكثر المنتخب الوطني، على اعتبار أن لقاءات الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من تصفيات «كان 2023» برمجت في بداية الأسبوع الجاري، وقد شاءت الصدف أن يجبر «الخضر» و»التوانسة» على اللعب خارج الديار في هذه الجولة، الأمر الذي أخلط نسبيا حسابات المدربين بلماضي والقادري، لأن التشكيلة التونسية كانت قد سافرت إلى غينيا الاستوائية، وانهزمت أمام المنتخب المحلي، بينما تنقلت النخبة الجزائرية إلى الكاميرون، أين واجهت أول أمس منتخب أوغندا، وحط الرحال مباشرة بعنابة على متن طائرة خاصة كان الخيار الحتمي لكل منتخب، من أجل ربح الوقت، وتجنب المزيد من آثار التعب والإرهاق، مع حصول «نسور قرطاج» على أفضلية 24 ساعة للاسترجاع، وإجراء حصتين تدريبيتين بعنابة.
إلى ذلك، فإن الناخب الوطني من المرتقب أن يراهن على العديد من العناصر التي كانت خارج التشكيلة الأساسية في موقعة جابوما، لأن بلماضي اعترف بأن مواجهة المنتخب التونسي لها أهميتها، مادام المنافس هو ثالث القارة في التصنيف الحالي للفيفا، والمسعى لن يخرج عن نطاق الفوز، ومواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، والجميع يراهن على مشاركة محرز وعوار كأساسيين، في أول ظهور لقائد «الخضر» بعنابة، وكذا الخرجة الرسمية الأولى لخريج مدرسة ليون في الجزائر، بعدما كان قد شارك لمدة نصف ساعة في لقاء أول أمس بالأراضي الكاميرونية، ولو أن الأجواء المميزة التي تعيشها بونة منذ بداية الأسبوع الجاري تجعل اللعب أمام مدرجات مكتظة عن آخرها أمرا لا نقاش فيه، مما سيتيح الفرصة للعديد من العناصر الوطنية لاكتشاف أجواء «خرافية» بالمدرجات، في ظل تعطش الجماهير لمشاهدة مقابلة لكتيبة بلماضي في الجهة الشرقية من التراب الوطني، بصرف النظر عن طابعها الودي.
للإشارة، فإن هذه المواجهة سيديرها طاقم تحكيم موريتاني بقيادة عزيز بوح، والجزائري بن يحيى حكما رابعا، وستكون الموقعة رقم 49 بين المنتخبين، باحتساب اللقاءات التي تندرج في كأس العرب، منها نهائي «طبعة 2021» بقطر، والذي كان آخر موعد يجمع الطرفين في إطار رسمي، وانتهى لصالح «الخضر» بثنائية نظيفة، في حين كانت آخر مباراة ودية جمعت المنتخبين في جوان 2021 بتونس، لما أحرز أشبال بلماضي انتصارا بهدفين دون رد، وعليه فإن تاريخ المواجهات بين الطرفين يتضمن 48 مقابلة سابقة، 18 منها انتهت لصالح الجزائر، نظير 16 انتصارا لتونس، مع انتهاء 14 مباراة بالتعادل.
ص / فرطاس