الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

حجز مكانا ضمن خانة أساطير المستديرة

محرز ..قصة نجاح ملهمة للشباب الجزائري والعربي والإفريقي

تعد مسيرة رياض محرز الحافلة ونجاحه المبهر على مستوى الأندية والمنتخب مصدر إلهام بالنسبة للشباب الجزائري والعربي والإفريقي، كيف لا وقائد الخضر نصب نفسه واحدا من أعظم اللاعبين في تاريخ الجزائر وأكثرهم نجاحا.
وأصبح رياض مثالا يُحتدى به لشباب المنطقة، إذ يعتبر بعد كل ما وصل إليه، قدوة ومصدر إلهام للكثيرين من الحالمين بتحقيق النجاح في عالم كرة القدم.

وكان تتويج محرز مؤخرا، رفقة مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا على حساب نادي إنتر ميلان، إنجازا هائلا وتاريخيا، حيث مكنه من اللحاق بركب أساطير القارة السمراء، ممن تركوا بصمتهم في تاريخ الكرة العالمية، على غرار مواطنه رابح ماجر والغاني أبيدي بيلي والإيفواريين ديديي دروغبا ويايا توري والكاميروني صامويل إيتو والمصري محمد صلاح، وإن كان هناك من أهل الاختصاص من يرى أن رياض متفوق على البعض، خاصة على مستوى الإحصائيات والأرقام، فلا أحد من الأسماء سالفة الذكر قد نجح في تحصيل ألقابه، وهو الذي يمتلك لحد الآن 15 تتويجا، إلى جانب لقبين فرديين مهمين.
ولم يكن ينقص محرز، سوى معانقة دوري الأبطال للوصول إلى أعلى المراتب، ومعادلة أرقام مواطنه رابح ماجر الذي نجح في الجمع بين ذات الأذنين والكان.
وكما هو معلوم، قدم صاحب الشعبية الجارفة بين الجزائريين (محرز) أداء رائعا في المسابقة الأغلى على المستوى الأوروبي (دوري الأبطال)، حيث سجل أهدافا مهمة (3)، وكان له دور كبير في قيادة السيتي للفوز باللقب، ولئن كان قد غاب عن آخر المواعيد، بسبب فلسفة غوارديولا الذي حرمه من المباراة الختامية، كما اكتفى بمنحه دقائق معدودات في إياب الدور نصف النهائي أمام ريال مدريد، على عكس مساهمته البارزة في قيادة السيتي لأول نهائي في تاريخه (خسر أمام تشيلسي)، عقب ثلاثيته في مرمى باريس سان جيرمان الفرنسي.
نموذج ومثال يحتدى به

يعتبر تحقيق هذا الإنجاز الثاني من نوعه بالنسبة للجزائريين، بعد التتويج السابق للأسطورة رابح ماجر مع نادي بورتو، تحفيزا هاما للشباب في المنطقة، فتأثير هذا الإنجاز الجديد، سيكمن في إلهام المواهب وتحفيزهم لمواصلة العمل الجاد والسعي نحو تحقيق أحلامهم في مجال كرة القدم، على اعتبار أن قصة نجاح محرز هي مثال حي للعمل الشاق والتفاني والتفوق في الرياضة، وكلها أمور ستشجع الشباب على الاستثمار في مواهبهم والعمل بجدية، لتحقيق أهدافهم.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تألق محرز وتتويجه بلقب دوري الأبطال إلى زيادة الاهتمام بكرة القدم في الجزائر والمنطقة العربية والإفريقية، كما قد يشجع ذلك للاستثمار في البنية التحتية للرياضة وتطوير برامج تدريبية وأكاديميات، من أجل إعداد لاعبين في شاكلة رياض الذي يوجد منه المئات في مناطق الظل بالجزائر، ولكن ما على المسؤولين سوى الاهتمام بهم وتأطيرهم للسير على خطى هذا اللاعب التاريخي الذي لن تنساه الأجيال المتعاقبة، جراء كل ما قدمه من صورة حسنة عن الشاب الجزائري، الذي انطلق من الصفر، ليصل أعلى المراتب عالميا.
هكذا استطاع رياض تحويل الحلم إلى حقيقة
ويبقى السؤال الذي يراود عشاق رياض، عند النظر إلى مسيرته الحافلة مع الأندية والمنتخب، كيف استطاع الأخير أن يجعل من الحلم ( آمن به وحده) حقيقة، بعد أن نجح في التحول من لاعب هاو لم يُجر أي تكوين إلى بطل كبير أحرز كل الألقاب مع ناديه مانشيستر سيتي الانجليزي، لعل آخرها اللقب المُستعصي على الجزائريين، منذ تتويج الأسطورة رابح ماجر مع نادي بورتو عام 1987، دون نسيان فوزه بكان 2019، وإحرازه لقب أفضل لاعب إفريقي في سنة 2016.
وقدم محرز مسارا ملهما في عالم كرة القدم، حيث استطاع تحويل حلمه إلى حقيقة وهو الذي بشهادة لاعب دولي سابق (مجاني)، كان متأكدا من وصول دعوة المنتخب وهو في بداياته مع لوهافر، حيث حقق كل هذا من خلال العمل الجاد والتفاني في الرياضة، وهناك عدة عوامل ساهمت في معانقته للإنجازات التي حققها مع نادي مانشيستر سيتي والمنتخب، بداية بالموهبة الفطرية، فرياض يتمتع بمؤهلات كروية استثنائية، فهو لاعب سريع وماهر وذو رؤية استثنائية للعب، وهذه المكتسبات الربانية، ساعدته على التألق ولفت الانتباه وأصبح لاعبا محترفا، إلى جانب العمل الجاد والالتزام، فقائد الخضر يعرف قيمة التدريبات الشاقة والالتزام بالتطور المستمر، وعمل بجد لتحسين مهاراته واللياقة البدنية واستيعاب الأساليب التكتيكية، كما امتلك الرغبة والإصرار الشديد لتحقيق النجاح وعدم الرضى عن الوضع الحالي، بالموازاة مع التحديات والصبر، فقد واجهته العديد من العقبات في مسيرته، قبل انضمامه إلى السيتي، إذ لعب في أندية مغمورة، وتعرض للرفض في بعض الأحيان، ومع ذلك استطاع الحفاظ على تركيزه وصبره وعمل بجد ليثبت نفسه ويفرض وجوده في الفرق التي لعب لها، دون نسيان استغلال الفرص والتطور الفردي، فبعد انتقاله إلى ناد بحجم مانشستر سيتي، كانت نقطة تحول في مسيرته الاحترافية، مع تواجده في فريق قوي، وتحت قيادة مدربين ممتازين،  مثل بيب غوارديولا.
مسيرة مُرصعة بالألقاب
وتستعرض النصر مسيرة النجم رياض محرز ونجاحه في أن يكون نموذجا ملهما للشباب الجزائري والعربي والإفريقي، وهو الذي تمكن من البصم على إنجازات باهرة في مشواره، وأثبت قدرته على التألق في مستويات عالية.
رياض الذي انطلق من نقطة الصفر، ولد بتاريخ 21 فيفري 1991 (32 سنة) في مدينة سارسيل في فرنسا من أبوين جزائريين، وبدأت مسيرته الكروية من ناديه الأم أفسي سارسيل، وسرعان ما استطاع الأخير لفت الأنظار بموهبته الفذة ومهاراته الاستثنائية، ومع تطوره المستمر، انتقل إلى نادي لوهافر في عام 2010، وهناك برزت موهبته بشكل أكبر، ولكن النقلة الحقيقية في مشواره جاءت، عندما انتقل إلى نادي ليستر سيتي في جانفي 2014، وأكمل معه فرحة الصعود، قبل أن يساهم رياض بشكل كبير في قيادة فريقه للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو إنجاز تاريخي للثعالب، وكانت هذه البطولة الأبرز في مسيرة محرز حتى ذلك الحين، وأثبتت قدرته على المنافسة وتحقيق النجاح في المستويات الأعلى.
تألق محرز في ليستر سيتي، لفت انتباه الأندية الكبيرة، وفي عام 2018 انتقل إلى نادي مانشستر سيتي مقابل 80 مليون أورو، ومع الفريق السماوي برز قائد الخضر من جديد، وساهم في تحقيق العديد من الألقاب والبطولات، بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي، كما شارك أيضا في نجاح الفريق في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2019-2020، ولئن كان قد خسر اللقب بهدف أمام تشيلسي.

وحصد رياض لحد الآن 15 لقبا في المستوى العالي، موزعة على النحو التالي: 5 ألقاب «بريمرليغ» وكأسين للاتحاد الانجليزي، و4 كؤوس للرابطة الانجليزية، وكأسين للدرع الخيرية، ودوري أبطال أوروبا وكأس أمم إفريقيا، دون نسيان إنجازاته الفردية، وهو الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز عام 2016، إلى جانب حصده للقب أفضل لاعب في إفريقيا في نفس السنة.
تأثيره لا يقتصر على الجانب الرياضي
أتى النجاح المتواصل لرياض بفضل مؤهلاته الرائعة على أرض الملعب وخارجه، فتأثيره لا يقتصر تأثير على المستوى الرياضي فحسب، بل يمتد أيضا للشباب الجزائري والعربي والإفريقي، إذ يعتبر مفخرة الجزائر رمزا للنجاح والتحدي، حيث أنه نجح في تحقيق أحلامه، رغم الصعوبات والعقبات.
وبات رياض يلهم الشباب بقصته الناجحة، ويثبت لهم أنه من الممكن أن يصبحوا نجوما في مجالهم المختار.
ويتفق الجميع أن محرز يستخدم حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي ( فايسبوك وأنستغرام وتويتر) لدعم القضايا الاجتماعية والإنسانية، إذ يعبر دوما عن فخره بأصوله الجزائرية ويدعم الشباب في بلده عبر دعم المشاريع الرياضية والتطوير الشبابي، كما يعتبر نموذجا للتعايش الثقافي والنجاح الشخصي في مجال الرياضة، وبالتالي يمكن القول أن مسيرة رياض تعد مثالا رائعا للشباب الجزائري والعربي والإفريقي، إذ يعكس تحوله المدهش من لاعب موهوب إلى نجم عالمي قدرة الأفراد على تحقيق النجاح والتفوق في أي مجال يختارونه، ولهذا يستحق محرز كل الاحترام والتقدير، لما حققه من إنجازات بارزة، ونأمل أن يستمر في إلهام الأجيال القادمة، وتحقيق المزيد من النجاحات في مسيرته.
سمير.ك

الدولي السابق نور الدين قريشي للنصر
لكل حقبة لاعبها التاريخي وريـــــاض مثال رائــــــع
وكان للنصر حديث مقتضب مع الدولي السابق نور الدين قريشي، بخصوص مسيرة رياض محرز الحافلة، ورأيه في جزئية تحوله إلى أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم الجزائرية، خاصة بعد حيازته على لقب دوري أبطال أوروبا الذي كان ينقص مشواره المتميز، وهنا رفض عضو الطاقم الفني الأسبق للخضر، الذي عمل رفقة رياض في عهد المدرب وحيد حاليلوزيتش، تنصيب نجم السيتي كأفضل لاعب في تاريخ الجزائر، ولئن كان قد اعترف أن الأخير هو لاعب أسطوري، بما تحمله الكلمة من معنى، وفي هذا الخصوص أضاف:» قبل كل شيء سعدت كثيرا لتتويج نجمنا رياض محرز بلقب دوري أبطال أوروبا، ليرفع بذلك اللقب الذي لطالما حلم به، لقد بات حقا من أساطير الكرة الجزائرية، وهو أفضل لاعب في جيله دون منازع، دون نسيان أنه يعتبر مثالا يحتدى به ونموذج للشباب الجزائري والعربي والإفريقي، الراغب في النجاح في أي مجال، لا سيما كرة القدم التي انطلق فيها من الصفر إلى غاية وصوله إلى أعلى المراتب».
جدير ذكره أن نور الدين قريشي أول من آمن بقدرات محرز لما قدم إلى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، تقريرا رائعا عن اللاعب بمناسبة إحدى جولاته إلى انجلترا لمعاينة لاعبي الخضر قديورة وبلكالام، حيث تفاجأ بما يقدمه شاب ذو أصول جزائرية ليسارع إلى الطلب من التقني البوسني بمشاهدته عن قرب، وهو ما تحقق.
سمير. ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com