ثمّن المدرب المؤقت للمنتخب الوطني الأولمبي رشيد آيت محمد، التعادل المحقق في المقابلة الأولى أمام المنتخب العماني، وأكد بأن هذه النتيجة تعد إيجابية بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي عاشتها النخبة الجزائرية قبل انطلاق التظاهرة، الأمر الذي جعله يبدي الكثير من التفاؤل في القدرة على تجاوز النقائص المسجلة، والتأهل إلى المربع الذهبي من هذه الدورة.
واستهل آيت محمد حديثه للنصر، بالتأكيد على أن بداية المغامرة كانت بتخوف كبير من تأثر التشكيلة بنقص الانسجام، لأننا ـ كما قال ـ «وجدنا أنفسنا مجبرين على الدخول مباشرة في صلب الموضوع، مع اللجوء إلى استدعاء لاعبين في آخر لحظة، لتغطية النقص الفادح الذي تركته الغيابات الحتمية، التي نتجت عن ارتباطات العديد من الركائز بفرقهم في الجولات الأخيرة من البطولة الوطنية، لأن تواصل البطولة في هذه الفترة أثر علينا كثيرا، وذلك بحرمان المنتخب عن عناصر كانت تشكل النواة الرئيسية، بدليل أننا احتفظنا بعنصرين فقط من التشكيلة الأساسية، التي كنا قد ضبطناها على هامش التربص القصير، الذي أجريناه قبل أسبوع من هذه المنافسة».
من هذا المنطلق، أوضح آيت محمد بأن عدم معرفة الطاقم الفني للاعبين كانت قد أدت على تزايد المخاوف من عدم قدرة اللاعبين على تجاوز عقبة الضغط النفسي المفروض عليهم، لكننا ـ حسب تصريحه ـ « تعاملنا مع هذه الظروف الاستثنائية وفق الخيارات المتاحة، إلى درجة أننا أرغمنا على تكليف مدافع في رواق خارج نشاطه المعتاد، بسبب عدم توفر أي حل بديل، بصرف النظر عن تأثر المجموعة بنقص التنسيق فيما بينها، وهو أمر كان منتظرا بالنسبة لنا، لأن المنتخب دخل مباشرة أجواء المنافسة، دون القيام بأي تحضير، والقائمة التي تتواجد حاليا في عنابة لا تضم سوى 11 لاعبا من التعداد الموسع، الذي كان قد خضع للمعانية من طرف الطاقم الفني، وبالتالي فإنه من المستحيل خلق تنسيق وانسجام داخل المجموعة في ظرف 24 ساعة».
وفي رده عن سؤال، بشأن الانتفاضة التي سجلها «الخضر» في الشوط الثاني أردف آيت محمد قائلا: « تحرر اللاعبين من الضغوطات مكنهم من الظهور بوجه مغاير في المرحلة الثانية من المباراة، وقد تحكمنا في زمام الأمور، وكنا الأفضل فوق الميدان، سواء من حيث الانتشار، صناعة اللعب أو حتى العطاء البدني، وهذا بفضل الإرادة الفولاذية التي تسلح بها اللاعبون، لأن تجاوز العوامل المقترنة بانعدام التحضير ونقص التنسيق والانسجام ليس سهلا، غير أن كسب القليل من الثقة في النفس والامكانيات سمح بتغطية كل النقائص، فأتيحت لنا بعض الفرص السانحة للتهديف، وكنا الأقرب إلى الانتصار».
وعن نظرته لباقي المشوار، والحظوظ في التأهل قال محدثنا : « نقطة التعادل في المباراة الأولى تعد إيجابية، بمراعاة الظروف الاستثنائية التي دخلنا فيها المنافسة، لأننا كنا نخشى تدشين المشاركة بهزيمة، لكن النتيجة المسجلة والمردود المقدم في الشوط الثاني، أعطانا المزيد من الآمال للتمسك بكامل حظوظنا في بلوغ المربع الذهبي، رغم أن المهمة صعبة للغاية، خاصة وأننا سنلاقي في الجولة القادمة منتخب السودان، الذي حاز على أفضلية كبيرة للتأهل، بعد فوزه العريض على لبنان، وعليه فإننا سنعمل على عدة عوامل قبل الجولة الثانية، أهمها الاطمئنان على الاسترجاع البدني، وكذا الجاهزية البسيكولوجية، لأن الإيمان بالقدرات كفيل بصنع الفارق في مثل هذه المنافسات».
صالح / ف
