سيناريو الجولة 28 يقلب معطيات صراع النجاة
أحدث «السيناريو» الدراماتيكي، الذي شهدته مباريات الجولة 28 لبطولة الرابطة المحترفة، عملية «غربلة» في قائمة الفرق التي مازالت مهددة بمرافقة هلال شلغوم العيد على متن القطار المؤدي إلى وطني الهواة، لأن كل المعطيات تجعل الصراع من أجل تفادي السقوط، يبقى منحصرا بين الثنائي أمل الأربعاء ونادي بارادو، مع تنصيب المواجهة المباشرة بين الفريقين في الجولة الختامية في خانة «نهائي النجاة»، ولو أن منعرج «شلغوم» في الجولة 29 كفيل بحسم هذا الصراع مسبقا، وهذا في حال تعثر «الفايكينغ»، في الوقت الذي تبقى فيه باقي الأندية بحاجة إلى نقاط الديار لترسيم البقاء، والخروج نهائيا من دائرة الحسابات.
قراءة: صالح فرطاس
وانقلبت معطيات معادلة السقوط رأسا على عقب إثر «السيناريو» المثير الذي عرفته جولة أول أمس، خاصة بعد ضربة الجزاء التي تحصل عليها فريق شبيبة القبائل بالأربعاء في الوقت بدل الضائع من عمر المواجهة، والتي عدل على إثرها مواقي النتيجة، مقابل نجاح نادي بارادو في العودة بكامل الزاد من بشار، وإذاقة شبيبة الساورة مرارة الهزيمة داخل الديار لثاني مرة منذ بداية مشوار هذا الموسم (أول خسارة كانت أمام شباب بلوزداد لحساب الجولة السادسة) ، وهو انجاز كان في آخر أنفاس المباراة، بهدف وقعه عادل بوزيدة، كرر به «سيناريو» جولة رفع الستار عن الموسم الجاري، لما بصم نفس اللاعب على فوز «الباك» بمقرة، بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع، والانجاز المحقق ببشار كان ثاني انتصار لتشكيلة «الأكاديمية» بعيدا عن قواعدها هذا الموسم، وكان مرة أخرى بفضل الشاب بوزيدة.
أمل الأربعاء بحاجة لانتصارين
اكتفاء أمل الأربعاء بنقطة داخل الديار في جولة أول أمس، أجبره على الانفراد بالصف ما قبل الأخير، والتأخر بخطوتين عن نادي بارادو، قبل جولتين من نهاية المشوار، الأمر الذي ينصبه في خانة أكبر المهددين بمرافقة هلال شلغوم العيد إلى وطني الهواة، مادامت الوضعية الراهنة تحتم عليه حصد العلامة الكاملة في اللقائين المتبقيين، وإلا فإن المصير سيكون العودة إلى وطني الهواة، بعد تجربة لم تدم سوى موسمين مع «الكبار»، ولو أن نتيجة التعادل أخرجت شبيبة القبائل من عنق الزجاجة، لأن «الكناري» رفع رصيده إلى 36 نقطة، والفوز بتيزي وزو في الجولة القادمة يكفيه لترسيم النجاة، وبالتالي مواصلة صنع الاستثناء في المشهد الكروي الجزائري، بالمحافظة على مكانته في القسم الأول على مدار 54 سنة متتالية، وذلك منذ الصعود سنة 1969، وشبيبة القبائل يبقى الفريق الوحيد في البطولة الوطنية الذي لم يتجرع مرارة السقوط منذ التحاقه بحظيرة النخبة، رغم أنه كان من أكبر المهددين بالتدحرج إلى الوطني الثاني، بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي عاشها هذا الموسم، والتي تجلت بالأساس في حصاد مرحلة الذهاب، الذي لم يتجاوز 12 نقطة، لتكون الانتفاضة قوية في النصف الثاني من البطولة، بتفادي الهزيمة في آخر 8 مباريات، مما أبقاه على بعد انتصار وحيد من عتبة النجاة، وهو شرط بالإمكان تحقيقه، سيما وأن الشبيبة ستستقبل في الجولة القادمة نجم مقرة.
4 فرق أمام فرصة ضمان البقاء قبل الختام
وإذا كانت الحسابات، تبقي 7 فرق ضمن قائمة المهددين بالسقوط إلى الرابطة الثانية، فإن معطيات المنافسة تحصر الصراع من أجل تفادي التأشيرة الثانية على متن قطار النزول بين نادي بارادو وأمل الأربعاء، لأن تحصيل الفريقين سويا 6 نقاط في الجولتين المتبقيتين أمر مستحيل، مادامت الرزنامة تتضمن مواجهة مباشرة بين الطرفين في الجولة الأخيرة، الأمر الذي يضبط «عتبة النجاة»ّ في حدود 39 نقطة، وعليه فإن 5 أندية من كوكبة المهددين، تحوز على حظوظ وفيرة للعب الموسم القادم في الرابطة المحترفة، لأن أربعة منها بحاجة إلى فوز فقط، انطلاقا من فريق شبيبة القبائل، الذي قد يرسم بقاءه هذا الإثنين، بينما قد تضطر 3 أخرى إلى البقاء في دائرة الحسابات إلى غاية الجولة الختامية، وتصبح حينها مطالبة بحصد نقاط الديار للخروج نهائيا من منطقة الخطر، في صورة نجم مقرة، الذي سيستقبل هلال شلغوم العيد، واتحاد بسكرة الذي سيستضيف مولودية وهران، إضافة إلى جمعية الشلف، التي ستستقبل اتحاد خنشلة، دون مراعاة سفرية كل طرف في الجولة ما قبل الأخيرة.
نقطة وحيدة تنقص الحمراوة
وفي نفس السياق، فإن فريق مولودية وهران مازال بحاجة إلى نقطة واحدة فقط للاطمئنان على مقعده في الرابطة المحترفة لموسم آخر، لأن رصيد 38 نقطة لا يكفي «الحمراوة» لترسيم «النجاة» من شبح السقوط، على اعتبار أن حسابات الفقرة 3 من المادة 80 من القوانين العامة للفاف، لا تخدم مصلحة المولودية في حال التساوي في الرصيد النقطي الاجمالي مع نادي بارادو، بالنظر إلى نتيجتي المواجهتين المباشرتين، لأن الفوز برباعية نظيفة في الدار البيضاء يرجح كفة «الباك»، وعليه فإن أبناء «الباهية» سيعملون على استغلال فرصة اللعب داخل الديار في الجولة ما قبل الأخير، بحثا عن نقطة «البقاء»، وتفادي أي «سيناريو» لا تحمد عواقبه، خاصة وأنهم سيحطون الرحال ببسكرة في المحطة الختامية، وأهل الدار لا يملكون أي خير سوى الفوز.
ملعب «الشاطو» قد يحدد ثاني النازلين
احتدام «معركة النجاة» بين أمل الأربعاء ونادي بارادو، يجعل باب الحسابات مفتوحا على مصراعيه، انطلاقا من الجولة 29، والتي سيستفيد خلالها «الباك» من عامل الأرض، عندما يستضيف اتحاد بسكرة، وعليه على النقاط الثلاث، التي تمكنه من تحقيق الفوز الثالث تواليا، وبالمرة التمسك بحظوظ البقاء في الرابطة المحترفة للموسم السابع على التوالي، بينما سيضطر أمل الأربعاء إلى القيام بدورية أخرى نحو القاعدة الشرقية، بعدما كانت في آخر خرجتين إلى شرق البلاد قد عاد بخفي حنين من قسنطينة وخنشلة تواليا، ولو أن المعطيات تختلف، لأن المستضيف هلال شلغوم العيد، يبقى عاجزا عن تذوق نشوة الانتصار منذ بداية المشوار، مع تحصيله 4 نقاط في 28 مباراة، لكن الضغط سيكون كبيرا على تشكيلة «الفايكينغ»، لأن الوضعية الراهنة تحتم عليها الخروج بالعلامة الكاملة في آخر منعرج، وأي حصاد غير 6 نقاط، سيجبر الأمل على حزم الحقائب، ومرافقة أبناء «الشاطو» في رحلة العودة إلى قسم الهواة، بعدما كان الفريقان قد صعدا سويا إلى حضيرة الاحتراف في صائفة 2021، وعليه فإن أمل الأربعاء أمام حل وحيد لتمديد «السوسبانس» بشأن مستقبله في الرابطة المحترفة، وذلك بالفوز في «الشاطو»، وما دون ذلك فإن السقوط قد يترسم، وهذا على خلفية تضييع نقطتين بملعب إسماعيل مخلوف أمام شبيبة القبائل، وكذا نجاح بارادو في العودة بانتصار من بشار.
بارادو يترقب هلال البقاء من شلغوم
من هذا المنطلق، فإن كل الحسابات تبقى مبنية على نتيجة مباراة شلغوم العيد هذا الإثنين، لأن أمل الأربعاء انفرد بالمركز ما قبل الأخير، ويتأخر بخطوتين عن أقرب المنافسين، الأمر الذي يجعل الطرف الآخر في «صراع النجاة» يراهن على «هدية العمر» من «الشاطو»، وذلك بالصمود أمام تشكيلة الأربعاء، في آخر ظهور للهلال في حظيرة «الكبار» هذا الموسم، بعد مشوار «كارثي» و»تاريخي»، لكن «السيناريو» الذي كان «الباك» قد عاشه في «الشاطو»، لما تفادى الهزيمة بشق الأنفس، وخرج بنقطة فقط يكفي لتمسك «الأكاديمية» بأمل تلقي أغلى هدية في الموسم، لأن تعثر «الفايكينغ» في منعرجات «شلغوم»، سيضع نقطة النهاية لمعركة «النجاة».
بالموازاة مع ذلك، فإن نادي بارادو، وفي حال استحالة رؤية هلال «البقاء» في شلغوم العيد، فإنه يبقى ملزما بحصد 4 نقاط في الجولتين الأخيرتين من الموسم، في وضعية ستجعل من المباراة الختامية تكتسي طابع «النهائي»، وكل فريق مطالب ببلوغ رصيد 39 نقطة للاطمئنان على مقعده مع «الكبار»ّ الموسم القادم، وعليه فإن تشكيلة بارادو لا تملك أي خيار سوى تفادى الهزيمة، بينما أصبح أمل الأربعاء مجبر على تحصيل العلامة الكاملة في آخر منعرج من المشوار لتجنب التذكرة الثانية على متن قطار النزول إلى الهواة، «السوسبانس» قد يبقى متواصلا إلى غاية آخر ثانية من عمر البطولة، لكن بأنظار مشدودة فقط إلى ملعب إسماعيل مخلوف.
ص / ف